logo
موقعٌ خاصٌ بالقرآنِ الكريمِ شاملٍ قراءةَ القرآنِ الكريمِ وتحميلِ المصاحفِ الكاملةِ والنادرةِ بأفضل الأصواتِ وتسجيلاتٍ لمشاهيرِ القراءِ .
اَلْقَائِمَة اَلرَّئِيسِيَّةِ
القراء الأكثر زيارة
الشيخ احمد حطيبة | سورة الفرقان
الشيخ احمد حطيبة | سورة الفرقان
سورة الفرقان تُعد سورة الفرقان مكية أي نزلت قبل هجرة النبي الكريم إلى المدينة المنورة، وتقع السورة الكريمة بالجزء التاسع عشر وعدد اَياتها سبع وسبعون اَية، وهي السورة الخامسة والعشرون في ترتيب سور القراَن الكريم، وترتيبها بالكتاب الكريم بعد سورة النور وقبل سورة الشعراء، ليس لها اسم غير الفرقان، والاسم مأخوذ من الاَية الأولى بالسورة المُباركة: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}،[١] والفرقان تعني التفرقة بين شيئين وسُمي القراَن بالفرقان لأنه فصل بين الحق والباطل، وأنزل الله الكتاب ليُميز بين الحق والباطل ولا يكون لأحد حُجة على الله تعالى، هذا المقال يُبين سبب نزول سورة الفرقان بالإضافة لفضلها ومقاصدها وتفسير بعض الاَيات المذكورة فيها.[٢] سبب نزول سورة الفرقان ليس لكل سورة في القراَن الكريم أو اَية سببًا خاصًا بالنزول، وسبب نزول سورة الفرقان في بعض اَياتها تثبيتًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يصبر ويتحمل أذى المُشركين والمُتكبرين، وقد ورد سبب نزول آية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن المُشركين قالوا عن النبي الكريم: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي بالأسواق فنزلت الاَية الكريمة: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}،[٣] وكان الرد الرباني خير مواساة لنبي الرحمة والحنان.[٤] وقد ورد سبب نزول آيات من سورة الفرقان {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا..}[٥] إلى آخر الآيات، عن ابن عباس: نزلت في ناس من أهل الشرك، قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا... ثم أتوا محمدًا عليه الصلاة والسلام، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت: والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر إلى قوله غفورًا رحيمًا. انتهى ملخصًا من أسباب النزول للواحدي.[٤] محاور سورة الفرقان سبب نزول سورة الفرقان يؤدي للحديث عن محاور السورة الكريمة، للسورة ثلاثة محاور أساسية، البداية من أنواع التكذيب التي لقيها النبي الكريم، ومن ثم التحذير من سوء عواقب التكذيب، وأخيرًا تثبيت النبي الكريم والصحابة -رضوان الله عليهم-، واَيات السورة تدور حول هذه المحاور بوضوح، ولذلك سُميت سورة الفرقان بهذا الاسم لأن القراَن فرق بين الحق والباطل، وبالوقت الذي تمادت فيه قُريش على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى صحابته الكرام جاءت الاَيات الكريمة من عند الله تعالى لتثبيت المُسلمين وتكذيب الكافرين، وبالآيات جاءت شكوى خطيرة لكل من يهجر الكتاب الكريم بقوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}،[٦] وهذا التحذير لأن القراَن الكريم هو الفاصل بين الخير والشر، وبين الظُلمات والنور، وكذلك بين الإيمان والتكذيب، والسبب الرئيس لتكذيب الدعوة كان اتباع الهوى من المُكذبين.[٧] مقاصد سورة الفرقان التعرف على سبب نزول سورة الفرقان يؤدي للحديث عن مقاصد السورة الكريمة، سورة الفرقان بدأت بتعظيم وتوحيد الله تعالى، ونبهت السورة إلى مسألة التوحيد، ومن أتقن بعبادته أن لا اله إلا الله يُنظم الله له حياته بالشكل المُناسب، ومن مقاصدها توضيح أن النبوة ليست للأكثر مالًا ولا الأعلى جاهًا أوالأُقوى جسدًا،وذلك ردًا على المشركين الذين افترضوا بأن الأفضل أن يكون النبي ذا مالٍ وجنان، فجاء الرد بأنّ النبوة للشخص المؤهل بمؤهلات قيمية وخلقية يصطفيها الله تعالى، ومن مقاصد سورة الفرقان تذكيرها بيوم القيامة وذِكر الأمثلة والنماذج والحال الذي سيكون عليه الكفار بعد فوات الأوان، فهذا من شأنه حصول العظة والعبرة لقارئ سورة الفرقان، وقد ختم الله تعالى السورة بمديح العُقلاء بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}،[٨] وهذا تقدير من الله تعالى لهم لأنهم جديرين بمدح الخالق العظيم[٩] تفسير اَية يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا من خلال سبب نزول سورة الفرقان وجب التعريج على اَية: {يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}،[١٠] قيل أن الاَية نزلت في عقبة بن أبي معيط وذلك لأنه ارتد بعد اعتناقه الإسلام لإرضاء خليله أُمية بن خلف، وبدأت القصة عند إسلام عقبة وانتشار الخبر في مكة المُكرمة حتى وصل لأُمية الذي قال له: "وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدًا" فكان الرد من عقبة بالرجوع إلى ملّة الكُفر خوفًا من خسارة خليله ورفيقة، ونزل فيهم أيضًا قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}،[١١] وقيل أنّ الخليل المذكور بالاَية الكريمة هو الشيطان والله تعالى أعلم.[١٢] التوكل على الله سبب نزول سورة الفرقان يؤدي لحديث خاص عن التوكل على الله لاسيما وأنّ الله تعالى ذكر التوكل بالسورة الكريمة بقوله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}،[١٣] أمر الله تعالى النبي الكريم بالتوكل والتسبيح لمن تدوم له الحياة الدائمة ولا يموت، ويجدر الإشارة إلى أنّ التسبيح وسيلة للتوكل على الله، فمن يعلم معنى التسبيح بأن الله هو المنزّه عن كل نقص و أن أفعاله عن حكمة وخبرة، ستطمئنُّ نفسه وتسكن من ثم سيتّكل على الله تعالى كلَّ التوكل ، ولذلك ينبغي على المسلم أن يُسلِّم أمره للخالق بثقة مُطلقة، والتوكل على الله يكون بالأخذ بالأسباب ومن ثم بتسليمه الأمر والرضى بالنتائج، فالرضى يكون عن ثقة بالله الذي يعلم غيب الأمور والخير لعباده في أمور حياتهم كما أمر الله نبيه في هذه الآية الكريمة بعبادته وشكره.
أرسل السورة لصديق
أرسل السورة إضغط هنا لتحميل السورة
حفظ عدد مرات التحميل : 901









قسمَ الأذكار
تصفح القرأن الكريم نسخة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تفسير القرآن الكريم
تسجيلات الشيخ محمد الليثي
. .

شاركَ في تقييمِ موقعنا على Google
facebook