logo
موقعٌ خاصٌ بالقرآنِ الكريمِ شاملٍ قراءةَ القرآنِ الكريمِ وتحميلِ المصاحفِ الكاملةِ والنادرةِ بأفضل الأصواتِ وتسجيلاتٍ لمشاهيرِ القراءِ .
اَلْقَائِمَة اَلرَّئِيسِيَّةِ
القراء الأكثر زيارة
الشيخ محمد محمود الطبلاوي | سورة الحجر
الشيخ محمد محمود الطبلاوي | سورة الحجر
تعدُّ سورة الحجر من السور المكية التي نزلتْ على النَّبيِّ الكريم -عليه الصَّلاة والسّلام- في مكة المكرمة، وتُستثنى منها الآية رقم "87"؛ فهي آية مدنية نزلتْ في المدينة المنورة، وقد نزلتْ هذه السورة بعد سورة يوسف، وتعدُّ من السور المثاني، ويبلغ عدد آياتها تسعًا وتسعين آية، وترتيبها الخامسة عشر في المصحف الشريف، حيث تقع في الجزء الرابع عشر في الحزب السابع والعشرين، وهي من السور التي بدأت بأحرف مقطعة "آلر"، وهذا المقال سيسلّط الضوء على هذه السورة من جوانب عدّة. سبب تسمية سورة الحجر لا بدّ من معرفة معنى كلمة الحجر قبل البحث عن سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم، والحجر هو مكانٌ سكنَهُ قوم ثمود الذين عصوا الله تعالى وحادُوا عن منهج الصلاح والهداية، وكانوا قد نحتوا هذه الأماكن في الجبال خوفًا من الصواعق والزلازل والأعاصير، ظانّينَ أنَّ هذه البيوت ستقيهم غضب الله تعالى، قال تعالى في كتابِهِ الحكيم: "وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ" [١]، لكنَّ الله تعالى أهلكهم بالصيحة التي لا يردعها الحجر ولا الجبال، فتركتهم الصيحة صرعى، وأردتهم جميعًا فلم ينفعْهم حذرُهُم ولم تمنعْهم حصونُهم عن الله تعالى، قال تعالى: "فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ" [٢] فُسمِّيت بسورة الحجر لورودِ قصة بيوت قوم ثمود فيها، ولقد سُمِّيتَ هذه السورة أيضًا بسورة الحفظ؛ لأنَّ كلَّ آياتها تؤكِّدُ أنَّ الله تعالى يحفظُ كلَّ شيء، قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".[٣]، والله أعلم. [٤]. سبب نزول سورة الحجر وردَتْ -فيما وردَ من علم أسباب النزول- بعض الروايات التي تتحدَّثُ عن سبب نزول سورة الحجر، وهذه الروايات مأخوذة من السنة النبوية الشريفة، فمنها ما يردُ بإسناد صحيح ومنها ما يرِدُ بإسناد ضعيف، هذه الروايات هي: عن عبد الله عن عباس -رضي الله عنه- قال: كانتْ تُصلِّي خلفَ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- امرأةٌ حسناء في آخر النساء، وكان بعضُهم يتقدَّمُ إلى الصَّفِّ الأوَّل لئلا يراها، وكانَ بعضُهم يكونُ في الصَّفِّ المُؤخر، فإذا ركعَ قالَ هكذا -ونظر من تحتِ إبطهِ- فنزلتْ: "وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ". [٥] قال الربيع بن أنس: حرّضَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على الصَّفِّ الأوَّل في الصَّلاة، فازدحمَ النَّاس عليه، وكان بنو عذرة دورُهُمْ قاصيةٌ عنِ المسجدِ، فقالُوا: نبيعُ دورَنا ونشتري دورًا قريبةً منَ المَسجدِ، فأنزل الله تعالى قولَهُ: "وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ" [٥]. ومن الجدير بالذكرِ أنَّ هذه السُّورة الكريمة نزلَتْ في فترة شديدة ومَرْحلة صعبة في تاريخ الدَّعوة الإسلامية؛ حيث نزَلَتْ في العام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عمُّ الرسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- وزوجته أمُّ المؤمنين خديجة بن خويلد رضي الله عنها. [٦]. فضل سورة الحجر يكمن فضل هذه السورة في القيم العظيمة التي حملتها آياتُها وقدّمتها للبشر أجمعين، فقد تحدّثتْ هذه السورة عن خلق الإنسان وما شرَّفه الله به من خصائص ومميِّزات لا تتوافر لغيره من المخلوقات التي نراها ونسمع عنها، وذكرتْ قِصَّة إبراهيم ولوطٍ -عليهما السَّلام- وأصحاب الأَيْكة وأصحاب الحِجْر، وكيف أنَّ الله أهلكَهم بشِرْكهم وكفرهم، فكانت إنذارًا وتحذيرًا لكلّ الناس من خطورة معصية الله تعالى، وكانت دعوة لاتباع أوامر الله سبحانَهُ وتعالى، وهي سورة متعبدة بتلاوتها شأنها في هذا شأن سائر القرآن الكريم، لأنّه كلام الله -عزّ وجلّ-، وقد وردَ عن أبي أمامة الباهلي، عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "اقْرَؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه" [٧]، والله تعالى أعلم.
أرسل السورة لصديق
أرسل السورة إضغط هنا لتحميل السورة
حفظ عدد مرات التحميل : 1338









قسمَ الأذكار
تصفح القرأن الكريم نسخة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تفسير القرآن الكريم
تسجيلات الشيخ محمد الليثي
. .

شاركَ في تقييمِ موقعنا على Google
facebook