إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ↓
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمه أَنْ أَنْذِرْ قَوْمك مِنْ قَبْل أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَاب أَلِيم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا } وَهُوَ نُوح بْن لَمَك { إِلَى قَوْمه أَنْ أَنْذِرْ قَوْمك مِنْ قَبْل أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَاب أَلِيم } يَقُول : أَرْسَلْنَاهُ إِلَيْهِمْ بِأَنْ أَنْذِرْ قَوْمك ; فَأَنْ فِي مَوْضِع نَصْب فِي قَوْل بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة , وَفِي مَوْضِع خَفْض فِي قَوْل بَعْضهمْ , وَقَدْ بَيَّنْت الْعِلَل لِكُلِّ فَرِيق مِنْهُمْ , وَالصَّوَاب عِنْدنَا مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابنَا هَذَا , بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع , وَهِيَ فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه فِيمَا ذُكِرَ " إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمه أَنْذِرْ قَوْمك " بِغَيْرِ " أَنْ " , وَجَازَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْإِرْسَال بِمَعْنَى الْقَوْل , فَكَأَنَّهُ قِيلَ : قُلْنَا لِنُوحٍ : أَنْذِرْ قَوْمك مِنْ قَبْل أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَاب أَلِيم ; وَذَلِكَ الْعَذَاب الْأَلِيم هُوَ الطُّوفَان الَّذِي غَرَّقَهُمْ اللَّه بِهِ .
وَقَوْله : { قَالَ يَا قَوْم إِنِّي لَكُمْ نَذِير مُبِين } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ نُوح لِقَوْمِهِ : يَا قَوْم إِنِّي لَكُمْ نَذِير مُبِين , أُنْذِركُمْ عَذَاب اللَّه فَاحْذَرُوهُ أَنْ يَنْزِل بِكُمْ عَلَى كُفْركُمْ بِهِ { مُبِين } يَقُول : قَدْ أَبَنْت لَكُمْ إِنْذَارِي إِيَّاكُمْ.
وَقَوْله : { أَنِ اعْبُدُوا اللَّه وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل نُوح لِقَوْمِهِ { إِنِّي لَكُمْ نَذِير مُبِين } بِأَنِ اعْبُدُوا اللَّه , يَقُول : إِنِّي لَكُمْ نَذِير أُنْذِركُمْ , وَآمُركُمْ بِعِبَادَةِ اللَّه { اتَّقُوهُ } يَقُول : وَاتَّقُوا عِقَابه بِالْإِيمَانِ بِهِ , وَالْعَمَل بِطَاعَتِهِ { وَأَطِيعُونِ } يَقُول : وَانْتَهُوا إِلَى مَا آمُركُمْ بِهِ , وَاقْبَلُوا نَصِيحَتِي لَكُمْ , وَقَدْ : 27124- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { أَنِ اعْبُدُوا اللَّه وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } قَالَ : أَرْسَلَ اللَّه الْمُرْسَلِينَ بِأَنْ يُعْبَد اللَّه وَحْده , وَأَنْ تُتَّقَى مَحَارِمه , وَأَنْ يُطَاع أَمْره .
يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ↓
وَقَوْله : { يَغْفِر لَكُمْ مِنْ ذُنُوبكُمْ } يَقُول : يَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ . فَإِنْ قَالَ قَائِل : أَوَلَيْسَتْ " مِنْ " دَالَّة عَلَى الْبَعْض ؟ قِيلَ : إِنَّ لَهَا مَعْنَيَيْنِ وَمَوْضِعَيْنِ , فَأَمَّا أَحَد الْمَوْضِعَيْنِ فَهُوَ الْمَوْضِع الَّذِي لَا يَصِحّ فِيهِ غَيْرهَا . وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَمْ تَدُلّ إِلَّا عَلَى الْبَعْض , وَذَلِكَ كَقَوْلِك : اشْتَرَيْت مِنْ مَمَالِيكك , فَلَا يَصِحّ فِي هَذَا الْمَوْضِع غَيْرهَا , وَمَعْنَاهَا : الْبَعْض , اشْتَرَيْت بَعْض مَمَالِيكك , وَمِنْ مَمَالِيكك مَمْلُوكًا , وَالْمَوْضِع الْآخَر : هُوَ الَّذِي يَصْلُح فِيهِ مَكَانهَا عَنْ فَإِذَا , صَلَحَتْ مَكَانهَا " عَنْ " دَلَّتْ عَلَى الْجَمِيع , وَذَلِكَ كَقَوْلِك : وَجِعَ بَطْنِي مِنْ طَعَام طَعِمْته , فَإِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ : أَوْجَعَ بَطْنِي طَعَام طَعِمْته , وَتَصْلُح مَكَان " مِنْ " عَنْ , وَذَلِكَ أَنَّك تَضَع مَوْضِعهَا " عَنْ " , فَيَصْلُح الْكَلَام فَتَقُول : وَجِعَ بَطْنِي عَنْ طَعَام طَعِمْته , وَمِنْ طَعَام طَعِمْته , فَكَذَلِكَ قَوْله : { يَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ } إِنَّمَا هُوَ : وَيَصْفَح لَكُمْ , وَيَعْفُو لَكُمْ عَنْهَا ; وَقَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهَا يَغْفِر لَكُمْ مِنْ ذُنُوبكُمْ مَا قَدْ وَعَدَكُمُ الْعُقُوبَة عَلَيْهِ . فَأَمَّا مَا لَمْ يَعِدكُمْ الْعُقُوبَة عَلَيْهِ فَقَدْ تَقَدَّمَ عَفْوه لَكُمْ عَنْهَا .
وَقَوْله : { وَيُؤَخِّركُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى } يَقُول : وَيُؤَخِّر فِي آجَالكُمْ فَلَا يُهْلِككُمْ بِالْعَذَابِ , لَا بِغَرَقٍ وَلَا غَيْره { إِلَى أَجَل مُسَمًّى } يَقُول إِلَى حِين كَتَبَ أَنَّهُ يُبْقِيكُمْ إِلَيْهِ , إِنْ أَنْتُمْ أَطَعْتُمُوهُ وَعَبَدْتُمُوهُ , فِي أُمّ الْكِتَاب. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27125 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { إِلَى أَجَل مُسَمًّى } قَالَ : مَا قَدْ خُطَّ مِنْ الْأَجَل , فَإِذَا جَاءَ أَجَل اللَّه لَا يُؤَخَّر .
وَقَوْله : { إِنَّ أَجَل اللَّه إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّر لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ أَجَل اللَّه الَّذِي قَدْ كَتَبَهُ عَلَى خَلْقه فِي أُمّ الْكِتَاب إِذَا جَاءَ عِنْده لَا يُؤَخَّر عَنْ مِيقَاته , فَيَنْظُر بَعْده { لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } يَقُول : لَوْ عَلِمْتُمْ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ , لَأَنَبْتُمْ إِلَى طَاعَة رَبّكُمْ .
وَقَوْله : { وَيُؤَخِّركُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى } يَقُول : وَيُؤَخِّر فِي آجَالكُمْ فَلَا يُهْلِككُمْ بِالْعَذَابِ , لَا بِغَرَقٍ وَلَا غَيْره { إِلَى أَجَل مُسَمًّى } يَقُول إِلَى حِين كَتَبَ أَنَّهُ يُبْقِيكُمْ إِلَيْهِ , إِنْ أَنْتُمْ أَطَعْتُمُوهُ وَعَبَدْتُمُوهُ , فِي أُمّ الْكِتَاب. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27125 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { إِلَى أَجَل مُسَمًّى } قَالَ : مَا قَدْ خُطَّ مِنْ الْأَجَل , فَإِذَا جَاءَ أَجَل اللَّه لَا يُؤَخَّر .
وَقَوْله : { إِنَّ أَجَل اللَّه إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّر لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ أَجَل اللَّه الَّذِي قَدْ كَتَبَهُ عَلَى خَلْقه فِي أُمّ الْكِتَاب إِذَا جَاءَ عِنْده لَا يُؤَخَّر عَنْ مِيقَاته , فَيَنْظُر بَعْده { لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } يَقُول : لَوْ عَلِمْتُمْ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ , لَأَنَبْتُمْ إِلَى طَاعَة رَبّكُمْ .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ رَبِّي إِنِّي دَعَوْت قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ نُوح لَمَّا بَلَّغَ قَوْمه رِسَالَة رَبّه , أَوْ أَنْذَرَهُمْ مَا أَمَرَهُ بِهِ أَنْ يُنْذِرَهُمُوهُ فَعَصَوْهُ , وَرَدُّوا عَلَيْهِ مَا أَتَاهُمْ بِهِ مِنْ عِنْده : { رَبِّي إِنِّي دَعَوْت قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا } إِلَى تَوْحِيدك وَعِبَادَتك , وَحَذَّرْتهمْ بَأْسك وَسَطْوَتك ,
يَقُول : فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِيَّاهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتهمْ إِلَيْهِ مِنَ الْحَقّ الَّذِي أَرْسَلْتنِي بِهِ لَهُمْ { إِلَّا فِرَارًا } يَقُول : إِلَّا إِدْبَارًا عَنْهُ وَهَرَبًا مِنْهُ وَإِعْرَاضًا عَنْهُ , وَقَدْ : 27126 -حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا } قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا يَذْهَب الرَّجُل بِابْنِهِ إِلَى نُوح , فَيَقُول لِابْنِهِ : احْذَرْ هَذَا لَا يُغْوِيَنَّك , فَأُرَانِي قَدْ ذَهَبَ بِي أَبِي إِلَيْهِ وَأَنَا مِثْلك , فَحَذَّرَنِي كَمَا حَذَّرْتُك .
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ↓
وَقَوْله : { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتهمْ لِتَغْفِر لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعهمْ فِي آذَانهمْ } يَقُول جَلَّ وَعَزَّ : وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتهمْ إِلَى الْإِقْرَار بِوَحْدَانِيِّتِك , وَالْعَمَل بِطَاعَتِك , وَالْبَرَاءَة مِنْ عِبَادَة كُلّ مَا سِوَاك ; لِتَغْفِر لَهُمْ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ جَعَلُوا أَصَابِعهمْ فِي آذَانهمْ لِئَلَّا يَسْمَعُوا دُعَائِي إِيَّاهُمْ إِلَى ذَلِكَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27127- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { جَعَلُوا أَصَابِعهمْ فِي آذَانهمْ } لِئَلَّا يَسْمَعُوا كَلَام نُوح عَلَيْهِ السَّلَام .
يَقُول : وَتَغَشَّوْا فِي ثِيَابهمْ , وَتَغَطَّوْا بِهَا لِئَلَّا يَسْمَعُوا دُعَائِي .
وَقَوْله : { وَأَصَرُّوا } يَقُول : وَثَبَتُوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْر وَأَقَامُوا عَلَيْهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27128- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَأَصَرُّوا } قَالَ : الْإِصْرَار إِقَامَتهمْ عَلَى الشَّرّ وَالْكُفْر .
وَقَوْله : { وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا } يَقُول : وَتَكَبَّرُوا فَتَعَاظَمُوا عَنِ الْإِذْعَان لِلْحَقِّ , وَقَبُول مَا دَعَوْتهمْ إِلَيْهِ مِنْ النَّصِيحَة .
يَقُول : وَتَغَشَّوْا فِي ثِيَابهمْ , وَتَغَطَّوْا بِهَا لِئَلَّا يَسْمَعُوا دُعَائِي .
وَقَوْله : { وَأَصَرُّوا } يَقُول : وَثَبَتُوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْر وَأَقَامُوا عَلَيْهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27128- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَأَصَرُّوا } قَالَ : الْإِصْرَار إِقَامَتهمْ عَلَى الشَّرّ وَالْكُفْر .
وَقَوْله : { وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا } يَقُول : وَتَكَبَّرُوا فَتَعَاظَمُوا عَنِ الْإِذْعَان لِلْحَقِّ , وَقَبُول مَا دَعَوْتهمْ إِلَيْهِ مِنْ النَّصِيحَة .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتهمْ جِهَارًا } يَقُول : { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتهمْ } إِلَى مَا أَمَرْتنِي أَنْ أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ { جِهَارًا } ظَاهِرًا فِي غَيْر خَفَاء , كَمَا : 27129 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتهمْ جِهَارًا } قَالَ : الْجِهَار الْكَلَام الْمُعْلَن بِهِ .
وَقَوْله : { ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْت لَهُمْ } يَقُول : صَرَخْت لَهُمْ , وَصِحْت بِالَّذِي أَمَرْتنِي بِهِ مِنَ الْإِنْذَار , كَمَا : 27130 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَأَعْلَنْت لَهُمْ } قَالَ : صِحْت * -حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مُجَاهِد { أَعْلَنْت لَهُمْ } يَقُول : صِحْت بِهِمْ .
وَقَوْله : { وَأَسْرَرْت لَهُمْ إِسْرَارًا } يَقُول : وَأَسْرَرْت لَهُمْ ذَلِكَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنهمْ فِي خَفَاء . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27131 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَأَسْرَرْت لَهُمْ إِسْرَارًا } قَالَ : فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنهمْ .
وَقَوْله : { وَأَسْرَرْت لَهُمْ إِسْرَارًا } يَقُول : وَأَسْرَرْت لَهُمْ ذَلِكَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنهمْ فِي خَفَاء . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27131 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَأَسْرَرْت لَهُمْ إِسْرَارًا } قَالَ : فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنهمْ .
وَقَوْله : { فَقُلْت اسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا } يَقُول : فَقُلْت لَهُمْ : سَلُوا رَبّكُمْ غُفْرَان ذُنُوبكُمْ , وَتُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ كُفْركُمْ , وَعِبَادَة مَا سِوَاهُ مِنَ الْآلِهَة وَوَحِّدُوهُ , وَأَخْلِصُوا لَهُ الْعِبَادَة , يَغْفِر لَكُمْ , إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا لِذُنُوبِ مَنْ أَنَابَ إِلَيْهِ , وَتَابَ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبه .
وَقَوْله : { يُرْسِل السَّمَاء عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا } يَقُول : يَسْقِيكُمْ رَبّكُمْ إِنْ تُبْتُمْ وَوَحَّدْتُمُوهُ وَأَخْلَصْتُمْ لَهُ الْعِبَادَة الْغَيْث , فَيُرْسِل بِهِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا مُتَتَابِعًا , وَقَدْ : 27132 -حَدَّثَنِي يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَان , عَنْ مُطَرِّف , عَنِ الشَّعْبِيّ , قَالَ : خَرَجَ عُمَر بْن الْخَطَّاب يَسْتَسْقِي , فَمَا زَادَ عَلَى الِاسْتِغْفَار , ثُمَّ رَجَعَ فَقَالُوا : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْنَاك اسْتَسْقَيْت , فَقَالَ : لَقَدْ طَلَبْت الْمَطَر بِمَجَادِيح السَّمَاء الَّتِي يُسْتَنْزَل بِهَا الْمَطَر , ثُمَّ قَرَأَ : { اسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِل السَّمَاء عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا } وَقَرَأَ الْآيَة الَّتِي فِي سُورَة هُود حَتَّى بَلَغَ : { وَيَزِدْكُمْ قُوَّة إِلَى قُوَّتكُمْ } 11 52
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا } وَقَوْله : { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } يَقُول : وَيُعْطِكُمْ مَعَ ذَلِكَ رَبّكُمْ أَمْوَالًا وَبَنِينَ , فَيُكْثِرهَا عِنْدكُمْ وَيَزِيد فِيمَا عِنْدكُمْ مِنْهَا { وَيَجْعَل لَكُمْ جَنَّات } يَقُول : يَرْزُقكُمْ بَسَاتِين { و يَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا } تَسْقُونَ مِنْهَا جَنَّاتكُمْ وَمَزَارِعكُمْ ; وَقَالَ ذَلِكَ لَهُمْ نُوح ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِيمَا ذُكِرَ قَوْم يُحِبُّونَ الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27133 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتهمْ جِهَارًا } . .. إِلَى قَوْله : { وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا } قَالَ : رَأَى نُوح قَوْمًا تَجَزَّعَتْ أَعْنَاقهمْ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا , فَقَالَ : هَلُمُّوا إِلَى طَاعَة اللَّه , فَإِنَّ فِيهَا دَرْك الدُّنْيَا وَالْآخِرَة .
وَقَوْله : { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : مَا لَكُمْ لَا تَرَوْنَ لِلَّهِ عَظَمَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27134 - حَدَّثَنِي عَلِيّ قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } يَقُول : عَظَمَة. 27135 - حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } قَالَ : لَا تَرَوْنَ لِلَّهِ عَظَمَة . 27136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , مِثْله . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح وَقَيْس , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } قَالَ : لَا تُبَالُونَ لِلَّهِ عَظَمَة . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا عَمْرو بْن عُبَيْد , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } قَالَ : كَانُوا لَا يُبَالُونَ عَظَمَة اللَّه . 27137 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } يَقُول : عَظَمَة . 27138 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } قَالَ : لَا تُبَالُونَ عَظَمَة رَبّكُمْ ; قَالَ : وَالرَّجَاء : الطَّمَع وَالْمَخَافَة . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : لَا تُعْطُونَ اللَّه حَقّ عَظَمَته . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27139 - حَدَّثَنِي سَلْم بْن جُنَادَة , قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَة , عَنْ إِسْمَاعِيل بْن سُمَيْع , عَنْ مُسْلِم الْبَطِين , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنِ ابْن عَبَّاس { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } قَالَ : مَا لَكُمْ لَا تُعَظِّمُونَ اللَّه حَقّ عَظَمَته . وَقَالَ آخَرُونَ : مَا لَكُمْ لَا تَعْلَمُونَ لِلَّهِ عَظَمَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27140 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } يَقُول : مَا لَكُمْ لَا تَعْلَمُونَ لِلَّهِ عَظَمَة . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ عَاقِبَة. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27141 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } أَيْ عَاقِبَة . * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } قَالَ : لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ عَاقِبَة . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ طَاعَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27142 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْل اللَّه : { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } قَالَ : الْوَقَار : الطَّاعَة. وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ عِنْدنَا بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : مَعْنَى ذَلِكَ : مَا لَكُمْ لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ عَظَمَة , وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجَاء قَدْ تَضَعهُ الْعَرَب إِذَا صَحِبَهُ الْجَحْد فِي مَوْضِع الْخَوْف , كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب : إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْل لَمْ يَرْجُ لَسْعهَا وَخَالَفَهَا فِي بَيْت نُوبٍ عَوَاسِلِ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : " وَلَمْ يَرْجُ " : لَمْ يَخَفْ .
وَقَوْله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } يَقُول : وَقَدْ خَلَقَكُمْ حَالًا بَعْد حَال , طَوْرًا نُطْفَة , وَطَوْرًا عَلَقَة , وَطَوْرًا مُضْغَة . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27143- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } يَقُول : نُطْفَة , ثُمَّ عَلَقَة , ثُمَّ مُضْغَة . 27144 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } قَالَ : مِنْ تُرَاب , ثُمَّ مِنْ نُطْفَة , ثُمَّ مِنْ عَلَقَة , ثُمَّ مَا ذُكِرَ حَتَّى يَتِمّ خَلْقه . 27145 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } طَوْرًا نُطْفَة , وَطَوْرًا عَلَقَة , وَطَوْرًا عِظَامًا , ثُمَّ كَسَا الْعِظَام لَحْمًا , ثُمَّ أَنْشَأَهُ خَلْقًا آخَر , أَنْبَتَ بِهِ الشَّعْر , فَتَبَارَكَ اللَّه أَحْسَن الْخَالِقِينَ . * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } قَالَ : نُطْفَة , ثُمَّ عَلَقَة , ثُمَّ خَلْقًا طَوْرًا بَعْد طَوْر . 27146 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } يَقُول : مِنْ نُطْفَة , ثُمَّ مِنْ عَلَقَة , ثُمَّ مِنْ مُضْغَة . 27147 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } قَالَ : طَوْرًا النُّطْفَة , ثُمَّ طَوْرًا أَمْشَاجًا حِين يَمْشُج النُّطْفَة الدَّم , ثُمَّ يَغْلِب الدَّم عَلَى النُّطْفَة , فَتَكُون عَلَقَة , ثُمَّ تَكُون مُضْغَة , ثُمَّ تَكُون عِظَامًا , ثُمَّ تُكْسَى الْعِظَام لَحْمًا . * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } قَالَ : نُطْفَة , ثُمَّ عَلَقَة , شَيْئًا بَعْد شَيْء.
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّه سَبْع سَمَوَات طِبَاقًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل نُوح صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ لِقَوْمِهِ الْمُشْرِكِينَ بِرَبِّهِمْ , مُحْتَجًّا عَلَيْهِمْ بِحُجَجِ اللَّه فِي وَحْدَانِيّته : { أَلَمْ تَرَوْا } أَيّهَا الْقَوْم فَتَعْتَبِرُوا { كَيْفَ خَلَقَ اللَّه سَبْع سَمَوَات طِبَاقًا } بَعْضهَا فَوْق بَعْض ; وَالطِّبَاق : مَصْدَر مِنْ قَوْلهمْ : طَابَقْت مُطَابَقَة وَطِبَاقًا . وَإِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ : كَيْفَ خَلَقَ اللَّه سَبْع سَمَوَات , سَمَاء فَوْق سَمَاء مُطَابَقَة .
وَقَوْله : { وَجَعَلَ الْقَمَر فِيهِنَّ نُورًا } يَقُول : وَجَعَلَ الْقَمَر فِي السَّمَوَات السَّبْع نُورًا { وَجَعَلَ الشَّمْس } فِيهِنَّ { سِرَاجًا } . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثنا مُعَاذ بْن هِشَام , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ قَتَادَة { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّه سَبْع سَمَوَات طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَر فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْس سِرَاجًا } ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص كَانَ يَقُول : إِنَّ ضَوْء الشَّمْس وَالْقَمَر نُورهمَا فِي السَّمَاء , اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّه سَبْع سَمَوَات طِبَاقًا } . .. إِلَى آخِر الْآيَة . * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الشَّمْس وَالْقَمَر وُجُوههمَا قِبَل السَّمَوَات , وَأَقْفِيَتهمَا قِبَل الْأَرْض , وَأَنَا أَقْرَأ بِذَلِكَ آيَة مِنْ كِتَاب اللَّه : { وَجَعَلَ الْقَمَر فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْس سِرَاجًا } . 27149 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَجَعَلَ الْقَمَر فِيهِنَّ نُورًا } يَقُول : خَلَقَ الْقَمَر يَوْم خَلَقَ سَبْع سَمَوَات. وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مِنْ أَهْل الْبَصْرَة يَقُول : إِنَّمَا قِيلَ { وَجَعَلَ الْقَمَر فِيهِنَّ نُورًا } عَلَى الْمَجَاز , كَمَا يُقَال : أَتَيْت بَنِي تَمِيم , وَإِنَّمَا أَتَى بَعْضهمْ .
يَقُول : وَاللَّه أَنْشَأَكُمْ مِنْ تُرَاب الْأَرْض , فَخَلَقَكُمْ مِنْهُ إِنْشَاء .
يَقُول : ثُمَّ يُعِيدكُمْ فِي الْأَرْض كَمَا كُنْتُمْ تُرَابًا فَيُصَيِّركُمْ كَمَا كُنْتُمْ مِنْ قَبْل أَنْ يَخْلُقَكُمْ { وَيُخْرِجكُمْ إِخْرَاجًا } يَقُول وَيُخْرِجكُمْ مِنْهَا إِذَا شَاءَ أَحْيَاء كَمَا كُنْتُمْ بَشَرًا مِنْ قَبْل أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهَا , فَيُصَيِّركُمْ تُرَابًا إِخْرَاجًا .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَاللَّه جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْض بِسَاطًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل نُوح لِقَوْمِهِ , مُذَكِّرهمْ نِعَم رَبّه : { وَاللَّه جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْض بِسَاطًا } تَسْتَقِرُّونَ عَلَيْهَا وَتَمْتَهِدُونَهَا .
وَقَوْله : { لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا } يَقُول : لِتَسْلُكُوا مِنْهَا طُرُقًا صِعَابًا مُتَفَرِّقَة ; وَالْفِجَاج : جَمْع فَجّ , وَهُوَ الطَّرِيق . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27150 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا } قَالَ : طُرُقًا وَأَعْلَامًا . * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا } قَالَ طُرُقًا . 27151 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا } يَقُول طُرُقًا مُخْتَلِفَة.
قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا ↓
وَقَوْله : { قَالَ نُوح رَبِّي إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } فَخَالَفُوا أَمْرِي , وَرَدُّوا عَلَيَّ مَا دَعَوْتهمْ إِلَيْهِ مِنْ الْهُدَى وَالرَّشَاد .
يَقُول : وَاتَّبَعُوا فِي مَعْصِيَتهمْ إِيَّايَ مَنْ دَعَاهُمْ إِلَى ذَلِكَ , مِمَّنْ كَثُرَ مَاله وَوَلَده , فَلَمْ تَزِدْهُ كَثْرَة مَاله وَوَلَده إِلَّا خَسَارًا , بُعْدًا مِنَ اللَّه , وَذَهَابًا عَنْ مَحَجَّة الطَّرِيق . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { وَوَلَده } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة : { وَوَلَده } بِفَتْحِ الْوَاو وَاللَّام , وَكَذَلِكَ قَرَءُوا ذَلِكَ فِي جَمِيع الْقُرْآن , وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة بِضَمِّ الْوَاو وَسُكُون اللَّام , وَكَذَلِكَ كُلّ مَا كَانَ مِنْ ذِكْر الْوَلَد مِنْ سُورَة مَرْيَم إِلَى آخِر الْقُرْآن , وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو كُلّ مَا فِي الْقُرْآن مِنْ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْوَاو وَاللَّام فِي غَيْر هَذَا الْحَرْف الْوَاحِد فِي سُورَة نُوح , فَإِنَّهُ كَانَ يَضُمّ الْوَاو مِنْهُ . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل عِنْدنَا فِي ذَلِكَ , إِنَّ كُلّ هَذِهِ الْقِرَاءَات قِرَاءَات مَعْرُوفَات , مُتَقَارِبَات الْمَعَانِي , فَبِأَيِّ ذَلِكَ قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
يَقُول : وَاتَّبَعُوا فِي مَعْصِيَتهمْ إِيَّايَ مَنْ دَعَاهُمْ إِلَى ذَلِكَ , مِمَّنْ كَثُرَ مَاله وَوَلَده , فَلَمْ تَزِدْهُ كَثْرَة مَاله وَوَلَده إِلَّا خَسَارًا , بُعْدًا مِنَ اللَّه , وَذَهَابًا عَنْ مَحَجَّة الطَّرِيق . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { وَوَلَده } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة : { وَوَلَده } بِفَتْحِ الْوَاو وَاللَّام , وَكَذَلِكَ قَرَءُوا ذَلِكَ فِي جَمِيع الْقُرْآن , وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة بِضَمِّ الْوَاو وَسُكُون اللَّام , وَكَذَلِكَ كُلّ مَا كَانَ مِنْ ذِكْر الْوَلَد مِنْ سُورَة مَرْيَم إِلَى آخِر الْقُرْآن , وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو كُلّ مَا فِي الْقُرْآن مِنْ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْوَاو وَاللَّام فِي غَيْر هَذَا الْحَرْف الْوَاحِد فِي سُورَة نُوح , فَإِنَّهُ كَانَ يَضُمّ الْوَاو مِنْهُ . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل عِنْدنَا فِي ذَلِكَ , إِنَّ كُلّ هَذِهِ الْقِرَاءَات قِرَاءَات مَعْرُوفَات , مُتَقَارِبَات الْمَعَانِي , فَبِأَيِّ ذَلِكَ قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
وَقَوْله : { وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا } يَقُول : وَمَكَرُوا مَكْرًا عَظِيمًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27152- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى : وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { كُبَّارًا } قَالَ : عَظِيمًا . 27153 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا } كَثِيرًا , كَهَيْئَةِ قَوْله : { لَا تَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا } وَالْكُبَّار : هُوَ الْكَبِير , كَمَا قَالَ ابْن زَيْد , تَقُول الْعَرَب : أَمْر عَجِيب وَعُجَاب بِالتَّخْفِيفِ , وَعُجَّاب بِالتَّشْدِيدِ ; وَرَجُل حُسَان وَحُسَّان , وَجُمَال وَجُمَّال بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد , وَكَذَلِكَ كَبِير وَكُبَّار بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد .
وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ↓
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوث وَيَعُوق وَنَسْرًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ إِخْبَار نُوح , عَنْ قَوْمه : { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوث وَنَسْرًا } كَانَ هَؤُلَاءِ نَفَرًا مِنْ بَنِي آدَم فِيمَا ذُكِرَ عَنْ آلِهَة الْقَوْم الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا , وَكَانَ مِنْ خَبَرهمْ فِيمَا بَلَغْنَا مَا : 27154 -حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مُوسَى , عَنْ مُحَمَّد بْن قَيْس { وَيَعُوق وَنَسْرًا } قَالَ : كَانُوا قَوْمًا صَالِحِينَ مِنْ بَنِي آدَم , وَكَانَ لَهُمْ أَتْبَاع يَقْتَدُونَ بِهِمْ , فَلَمَّا مَاتُوا قَالَ أَصْحَابهمْ الَّذِينَ كَانُوا يَقْتَدُونَ بِهِمْ : لَوْ صَوَّرْنَاهُمْ كَانَ أَشْوَق لَنَا إِلَى الْعِبَادَة إِذَا ذَكَرْنَاهُمْ , فَصَوَّرُوهُمْ , فَلَمَّا مَاتُوا , وَجَاءَ آخَرُونَ دَبَّ إِلَيْهِمْ إِبْلِيس , فَقَالَ : إِنَّمَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ , وَبِهِمْ يُسْقَوْنَ الْمَطَر فَعَبَدُوهُمْ . 27155 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : كَانَ بَيْن آدَم وَنُوح عَشَرَة قُرُون , كُلّهمْ عَلَى الْإِسْلَام . وَقَالَ آخَرُونَ : هَذِهِ أَسْمَاء أَصْنَام قَوْم نُوح . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27156- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { لَا تَذَرُنَّ آلِهَتكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوث وَيَعُوق وَنَسْرًا } قَالَ : كَانَ وَدّ لِهَذَا الْحَيّ مِنْ كَلْب بِدُومَة الْجَنْدَل , وَكَانَتْ سُوَاع لِهُذَيْل بِرِيَاطٍ , وَكَانَ يَغُوث لِبَنِي غُطَيْف مِنْ مُرَاد بِالْجُرْفِ مِنْ سَبَإ , وَكَانَ يَعُوق لِهَمْدَان بِبَلْخ , وَكَانَ نَسْر لِذِي كَلَاعٍ مِنْ حِمْيَر ; قَالَ : وَكَانَتْ هَذِهِ الْآلِهَة يَعْبُدهَا قَوْم نُوح , ثُمَّ اتَّخَذَهَا الْعَرَب بَعْد ذَلِكَ , وَاللَّه مَا عَدَا خَشَبَة أَوْ طِينَة أَوْ حَجَرًا . * -حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { لَا تَذَرُنَّ آلِهَتكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوث وَيَعُوق وَنَسْرًا } قَالَ : كَانَتْ آلِهَة يَعْبُدهَا قَوْم نُوح , ثُمَّ عَبَدَتْهَا الْعَرَب بَعْد ذَلِكَ , قَالَ : فَكَانَ وَدًّا لِكَلْبٍ بِدُومَة الْجَنْدَل , وَكَانَ سُوَاع لِهُذَيْل , وَكَانَ يَغُوث لِبَنِي غُطَيْف مِنْ مُرَاد بِالْجُرْفِ , وَكَانَ يَعُوق لِهَمْدَان , وَكَانَ نَسْر لِذِي الْكَلَاع مِنْ حِمْيَر . 27157 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله { لَا تَذَرُنَّ آلِهَتكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوث وَيَعُوق وَنَسْرًا } قَالَ : هَذِهِ أَصْنَام كَانَتْ تُعْبَد فِي زَمَان نُوح . 27158 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَلَا يَغُوث وَيَعُوق وَنَسْرًا } قَالَ : هَذِهِ أَصْنَام , وَكَانَتْ تُعْبَد فِي زَمَان نُوح . 27159 -حَدَّثَنِي عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَلَا يَغُوث وَيَعُوق وَنَسْرًا } هِيَ آلِهَة كَانَتْ تَكُون بِالْيَمَنِ . 27160 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَلَا يَغُوث وَيَعُوق وَنَسْرًا } قَالَ : هَذِهِ آلِهَتهمْ الَّتِي يَعْبُدُونَ . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله { وَدًّا } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة : " وُدًّا " بِضَمِّ الْوَاو. وَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة وَالْبَصْرَة : { وَدًّا } بِفَتْحِ الْوَاو . وَالصَّوَاب مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي قُرَّاء الْأَمْصَار , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
وَقَوْله : { وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل نُوح : وَقَدْ ضَلَّ بِعِبَادَةِ هَذِهِ الْأَصْنَام الَّتِي أُحْدِثَتْ عَلَى صُوَر هَؤُلَاءِ النَّفَر الْمُسَمَّيْنَ فِي هَذَا الْمَوْضِع كَثِير مِنَ النَّاس فَنُسِبَ الضَّلَال إِذْ ضَلَّ بِهَا عَابِدُوهَا إِلَى أَنَّهَا الْمُضِلَّة .
وَقَوْله : { وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا } يَقُول : وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ أَنْفُسهمْ بِكُفْرِهِمْ بِآيَاتِنَا إِلَّا ضَلَالًا , إِلَّا طَبْعًا عَلَى قَلْبه , حَتَّى لَا يَهْتَدِيَ لِلْحَقِّ .
وَقَوْله : { وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا } يَقُول : وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ أَنْفُسهمْ بِكُفْرِهِمْ بِآيَاتِنَا إِلَّا ضَلَالًا , إِلَّا طَبْعًا عَلَى قَلْبه , حَتَّى لَا يَهْتَدِيَ لِلْحَقِّ .
مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا ↓
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { مِمَّا خَطِيئَاتهمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُون اللَّه أَنْصَارًا } يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : { مِمَّا خَطِيئَاتهمْ } مِنْ خَطِيئَاتهمْ { أُغْرِقُوا } وَالْعَرَب تَجْعَل " مَا " صِلَة فِيمَا نُوِيَ بِهِ مَذْهَب الْجَزَاء , كَمَا يُقَال : أَيْنَمَا تَكُنْ أَكُنْ , وَحَيْثُمَا تَجْلِس أَجْلِس , وَمَعْنَى الْكَلَام : مِنْ خَطِيئَاتهمْ أُغْرِقُوا. وَكَانَ ابْن زَيْد يَقُول فِي ذَلِكَ . مَا : 27161 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { مِمَّا خَطِيئَاتهمْ } قَالَ : فَبِخَطِيئَاتِهِمْ { أُغْرِقُوا } فَأُدْخِلُوا نَارًا , وَكَانَتِ الْبَاء هَهُنَا فَصْلًا فِي كَلَام الْعَرَب . 27162 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَوْله : { مِمَّا خَطِيئَاتهمْ أُغْرِقُوا } قَالَ : بِخَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { مِمَّا خَطِيئَاتهمْ } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْأَمْصَار غَيْر أَبِي عَمْرو { مِمَّا خَطِيئَاتهمْ } بِالْهَمْزِ وَذَلِكَ , وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو عَمْرو : " مِمَّا خَطَايَاهُمْ " بِالْأَلِفِ بِغَيْرِ هَمْز. وَالْقَوْل عِنْدنَا أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَهُوَ مُصِيب . وَقَوْله : { فَأُدْخِلُوا نَارًا } جَهَنَّم { فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُون اللَّه أَنْصَارًا } تَقْتَصّ لَهُمْ مِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ , وَلَا تَحُول بَيْنهمْ وَبَيْن مَا فُعِلَ بِهِمْ .
وَقَوْله : { وَقَالَ نُوح رَبّ لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } وَيَعْنِي بِالدَّيَّارِ مَنْ يَدُور فِي الْأَرْض , فَيَذْهَب وَيَجِيء فِيهَا وَهُوَ فَيْعَال مِنَ الدَّوَرَان دَيْوَارًا , اجْتَمَعَتِ الْيَاء وَالْوَاو , فَسَبَقَتْ الْيَاء الْوَاو وَهِيَ سَاكِنَة , وَأُدْغِمَتْ الْوَاو فِيهَا , وَصُيِّرَتَا يَاء مُشَدَّدَة , كَمَا قِيلَ : الْحَيّ الْقَيَّام مِنْ قُمْت , وَإِنَّمَا هُوَ قَيْوَام : وَالْعَرَب تَقُول : مَا بِهَا دَيَّار وَلَا عَرِيب , وَلَا دَوِيّ وَلَا صَافِر , وَلَا نَافِخ ضِرْمَة , يَعْنِي بِذَلِكَ كُلّه : مَا بِهَا أَحَد .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنَّك إِنْ تَذَرهُمْ يُضِلُّوا عِبَادك وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل نُوح فِي دُعَائِهِ إِيَّاهُ عَلَى قَوْمه : إِنَّك يَا رَبّ إِنْ تَذَر الْكَافِرِينَ أَحْيَاء عَلَى الْأَرْض , وَلَمْ تُهْلِكهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدك { يُضِلُّوا عِبَادك } الَّذِينَ قَدْ آمَنُوا بِك , فَيَصُدُّوهُمْ عَنْ سَبِيلك , { وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا } فِي دِينك { كَفَّارًا } لِنِعْمَتِك . وَذُكِرَ أَنَّ قِيل نُوح هَذَا الْقَوْل وَدُعَاءَهُ هَذَا الدُّعَاء , كَانَ بَعْد أَنْ أَوْحَى إِلَيْهِ رَبّه : { أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِن مِنْ قَوْمك إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ } . 11 36 ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27163 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { رَبّ لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } أَمَّا وَاللَّه مَا دَعَا عَلَيْهِمْ حَتَّى أَتَاهُ الْوَحْي مِنَ السَّمَاء { أَنَّهُ لَا يُؤْمِن مِنْ قَوْمك إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ } 11 36 فَعِنْد ذَلِكَ دَعَا عَلَيْهِمْ نَبِيّ اللَّه نُوح فَقَالَ : { رَبّ لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّك إِنْ تَذَرهُمْ يُضِلُّوا عِبَادك وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } ثُمَّ دَعَاهُ دَعْوَة عَامَّة فَقَالَ : { رَبّ اغْفِرْ لِي وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات } . .. إِلَى قَوْله : { تَبَارًا } . * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , قَالَ : تَلَا قَتَادَة { لَا تَذَر عَلَى الْأَرْض مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوه .
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا ↑
وَقَوْله : { رَبّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } يَقُول : رَبّ اعْفُ عَنِّي , وَاسْتُرْ عَلَيَّ ذُنُوبِي وَعَلَى وَالِدَيَّ .
يَقُول : وَلِمَنْ دَخَلَ مَسْجِدِي وَمُصَلَّايَ مُصَلِّيًا مُؤْمِنًا , يَقُول : مُصَدِّقًا بِوَاجِبِ فَرْضك عَلَيْهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27164- حَدَّثَنَا بِشْر بْن آدَم , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ أَبِي سِنَان , عَنِ الضَّحَّاك { وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا } قَالَ : مَسْجِدِي . * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي سَلَمَة , عَنْ أَبِي سِنَان سَعِيد , عَنْ الضَّحَّاك مِثْله .
وَقَوْله : { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات } يَقُول : وَلِلْمُصَدِّقِينَ بِتَوْحِيدِك وَالْمُصَدِّقَات .
وَقَوْله : { وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا } يَقُول : وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ أَنْفُسهمْ بِكُفْرِهِمْ إِلَّا خَسَارًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27165- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { إِلَّا تَبَارًا } قَالَ : خَسَارًا . وَقَدْ بَيَّنْت مَعْنَى قَوْل الْقَائِل : تَبَّرْت , فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ , وَذَكَرْت أَقْوَال أَهْل التَّأْوِيل فِيهِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع . 27166 - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , قَالَ : قَالَ مَعْمَر : ثنا الْأَعْمَش , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : كَانُوا يَضْرِبُونَ نُوحًا حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ , فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ : رَبّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . آخِر تَفْسِير سُورَة نُوح صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
يَقُول : وَلِمَنْ دَخَلَ مَسْجِدِي وَمُصَلَّايَ مُصَلِّيًا مُؤْمِنًا , يَقُول : مُصَدِّقًا بِوَاجِبِ فَرْضك عَلَيْهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27164- حَدَّثَنَا بِشْر بْن آدَم , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ أَبِي سِنَان , عَنِ الضَّحَّاك { وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا } قَالَ : مَسْجِدِي . * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي سَلَمَة , عَنْ أَبِي سِنَان سَعِيد , عَنْ الضَّحَّاك مِثْله .
وَقَوْله : { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات } يَقُول : وَلِلْمُصَدِّقِينَ بِتَوْحِيدِك وَالْمُصَدِّقَات .
وَقَوْله : { وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا } يَقُول : وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ أَنْفُسهمْ بِكُفْرِهِمْ إِلَّا خَسَارًا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 27165- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { إِلَّا تَبَارًا } قَالَ : خَسَارًا . وَقَدْ بَيَّنْت مَعْنَى قَوْل الْقَائِل : تَبَّرْت , فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ , وَذَكَرْت أَقْوَال أَهْل التَّأْوِيل فِيهِ بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته فِي هَذَا الْمَوْضِع . 27166 - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , قَالَ : قَالَ مَعْمَر : ثنا الْأَعْمَش , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : كَانُوا يَضْرِبُونَ نُوحًا حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ , فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ : رَبّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . آخِر تَفْسِير سُورَة نُوح صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .