الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالسَّمَاء وَالطَّارِق } أَقْسَمَ رَبّنَا بِالسَّمَاءِ وَبِالطَّارِقِ الَّذِي يَطْرُق لَيْلًا مِنْ النُّجُوم الْمُضِيئَة , وَيَخْفَى نَهَارًا , وَكُلّ مَا جَاءَ لَيْلًا فَقَدْ طَرَقَ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28573 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَالسَّمَاء وَالطَّارِق } قَالَ : السَّمَاء وَمَا يَطْرُق فِيهَا . 28574 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَالسَّمَاء وَالطَّارِق وَمَا أَدْرَاك مَا الطَّارِق } قَالَ : طَارِق يَطْرُق بِلَيْلٍ , وَيَخْفَى بِالنَّهَارِ . 28575 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { وَالطَّارِق } قَالَ : ظُهُور النُّجُوم , يَقُول : يَطْرُقك لَيْلًا . 28576 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { الطَّارِق } النَّجْم .
{ وَمَا أَدْرَاك مَا الطَّارِق } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا أَشْعَرَك يَا مُحَمَّد مَا الطَّارِق الَّذِي أَقْسَمْت بِهِ ؟
ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ , فَقَالَ : هُوَ النَّجْم الثَّاقِب , يَعْنِي : يَتَوَقَّد ضِيَاؤُهُ وَيَتَوَهَّج . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28577 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { النَّجْم الثَّاقِب } يَعْنِي : الْمُضِيء . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { النَّجْم الثَّاقِب } قَالَ : هِيَ الْكَوَاكِب الْمُضِيئَة , وَثُقُوبه : إِذَا أَضَاءَ . 28578 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , عَنْ يَزِيد , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : { النَّجْم الثَّاقِب } قَالَ : الَّذِي يَثْقُب . 28579 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { الثَّاقِب } قَالَ : الَّذِي يَتَوَهَّج . 28580 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : ثُقُوبه : ضَوْءُهُ . *- حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { النَّجْم الثَّاقِب } : الْمُضِيء . 28581 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { النَّجْم الثَّاقِب } قَالَ : كَانَتْ الْعَرَب تُسَمِّي الثُّرَيَّا النَّجْم , وَيُقَال : إِنَّ الثَّاقِب النَّجْم الَّذِي يُقَال لَهُ زُحَل . وَالثَّاقِب أَيْضًا : الَّذِي قَدْ اِرْتَفَعَ عَلَى النُّجُوم , وَالْعَرَب تَقُول لِلطَّائِرِ . إِذَا هُوَ لَحِقَ بِبَطْنِ السَّمَاء اِرْتِفَاعًا : قَدْ ثَقَبَ , وَالْعَرَب تَقُول : أَثْقِبْ نَارك : أَيْ أَضِئْهَا .
وَقَوْله : { إِنْ كُلّ نَفْس لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظ } اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَهُ مَنْ قُرَّاء الْمَدِينَة أَبُو جَعْفَر , وَمِنْ قُرَّاء الْكُوفَة حَمْزَة { لَمَّا عَلَيْهَا } بِتَشْدِيدِ الْمِيم . وَذُكِرَ عَنْ الْحَسَن أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ . 28582 - حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ : ثَنَا أَبُو عُبَيْد , قَالَ : ثَنَا حَجَّاج , عَنْ هَارُون , عَنْ الْحَسَن أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا : { إِنْ كُلّ نَفْس لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظ } مُشَدَّدَة , وَيَقُول : إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظ , وَهَكَذَا كُلّ شَيْء فِي الْقُرْآن بِالتَّثْقِيلِ . وَقَرَأَ ذَلِكَ مِنْ أَهْل الْمَدِينَة نَافِع , وَمِنْ أَهْل الْبَصْرَة أَبُو عَمْرو : " لَمَا " بِالتَّخْفِيفِ , بِمَعْنَى : إِنْ كُلّ نَفْس لَعَلَيْهَا حَافِظ . وَعَلَى أَنَّ اللَّام جَوَاب " إِنْ " وَ " مَا " الَّتِي بَعْدهَا صِلَة . وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَشْدِيد . وَالْقِرَاءَة الَّتِي لَا أَخْتَار غَيْرهَا فِي ذَلِكَ : التَّخْفِيف , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْكَلَام الْمَعْرُوف مِنْ كَلَام الْعَرَب , وَقَدْ أَنْكَرَ التَّشْدِيد جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْمَعْرِفَة بِكَلَامِ الْعَرَب , أَنْ يَكُون مَعْرُوفًا مِنْ كَلَام الْعَرَب , غَيْر أَنَّ الْفَرَّاء كَانَ يَقُول : لَا نَعْرِف جِهَة التَّثْقِيل فِي ذَلِكَ , وَنَرَى أَنَّهَا لُغَة مِنْ هُذَيْل , يَجْعَلُونَ إِلَّا مَعَ إِنْ الْمُخَفَّفَة لَمَا , وَلَا يُجَاوِزُونَ ذَلِكَ , كَأَنَّهُ قَالَ : مَا كُلّ نَفْس إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظ , فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا مَا ذَكَرَ الْفَرَّاء , مِنْ أَنَّهَا لُغَة هُذَيْل , فَالْقِرَاءَة بِهَا جَائِزَة صَحِيحَة , وَإِنْ كَانَ الِاخْتِيَار أَيْضًا إِذَا صَحَّ ذَلِكَ عِنْدنَا , الْقِرَاءَة الْأُخْرَى , وَهِيَ التَّخْفِيف , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف مِنْ كَلَام الْعَرَب , وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَك الْأَعْرَف إِلَى الْأَنْكَر . وَقَدْ : 28583 - حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ : ثَنَا أَبُو عُبَيْد , قَالَ : ثَنَا مُعَاذ , عَنْ اِبْن عَوْن , قَالَ : قَرَأْت عِنْد اِبْن سِيرِينَ : " إِنْ كُلّ نَفْس لَمَا عَلَيْهَا حَافِظ " فَأَنْكَرَهُ , وَقَالَ : سُبْحَان اللَّه , سُبْحَان اللَّه . فَتَأْوِيل الْكَلَام : إِذَنْ : إِنْ كُلّ نَفْس لَعَلَيْهَا حَافِظ مِنْ رَبّهَا , يَحْفَظ عَمَلهَا , وَيُحْصِي عَلَيْهَا مَا تَكْسِب مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28584- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : " إِنْ كُلّ نَفْس لَمَا عَلَيْهَا حَافِظ " قَالَ : كُلّ نَفْس عَلَيْهَا حَفَظَة مِنْ الْمَلَائِكَة . 28585 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : " إِنْ كُلّ نَفْس لَمَا عَلَيْهَا حَافِظ " : حَفَظَة يَحْفَظُونَ عَمَلك وَرِزْقك وَأَجَلك إِذَا تَوَفَّيْته يَا ابْن آدَم قُبِضْت إِلَى رَبّك .
وَقَوْله : { فَلْيَنْظُرْ الْإِنْسَان مِمَّ خُلِقَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَلْيَنْظُرْ الْإِنْسَان الْمُكَذِّب بِالْبَعْثِ بَعْد الْمَمَات , الْمُنْكِر قُدْرَة اللَّه عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْد مَمَاته , { مِمَّ خُلِقَ } يَقُول : مِنْ أَيّ شَيْء خَلَقَهُ رَبّه ؟
ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا خَلَقَهُ مِنْهُ , فَقَالَ : { خُلِقَ مِنْ مَاء دَافِق } يَعْنِي : مِنْ مَاء مَدْفُوق , وَهُوَ مِمَّا أَخْرَجَتْهُ الْعَرَب بِلَفْظِ فَاعِل , وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُول , وَيُقَال : إِنَّ أَكْثَر مَنْ يَسْتَعْمِل ذَلِكَ مِنْ أَحْيَاء الْعَرَب , سُكَّان الْحِجَاز إِذَا كَانَ فِي مَذْهَب النَّعْت , كَقَوْلِهِمْ : هَذَا سِرّ كَاتِم , وَهَمّ نَاصِب , وَنَحْو ذَلِكَ .
وَقَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } يَقُول : يَخْرُج مِنْ بَيْن ذَلِكَ , وَمَعْنَى الْكَلَام مِنْهُمَا , كَمَا يُقَال : سَيَخْرُجُ مِنْ بَيْن هَذَيْنِ الشَّيْئَيْنِ خَيْر كَثِير , بِمَعْنَى . يَخْرُج مِنْهُمَا . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى التَّرَائِب وَمَوْضِعهَا , فَقَالَ بَعْضهمْ : التَّرَائِب : مَوْضِع الْقِلَادَة مِنْ صَدْر الْمَرْأَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ . 28586 - حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَن بْن الْأَسْوَد الطُّفَاوِيّ , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن رَبِيعَة , عَنْ سَلَمَة بْن سَابُور , عَنْ عَطِيَّة الْعَوْفِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : مَوْضِع الْقِلَادَة . 28587 -حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } يَقُول : مِنْ بَيْن ثَدْي الْمَرْأَة . 28588 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , قَالَ : سُئِلَ عِكْرِمَة عَنْ التَّرَائِب , فَقَالَ : هَذِهِ , وَوَضَعَ يَده عَلَى صَدْره بَيْن ثَدْيَيْهِ . 28589- حَدَّثَنِي اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنِي سَلْم بْن قُتَيْبَة , قَالَ : ثَنِي عَبْد اللَّه بْن النُّعْمَان الْحُدَانِيّ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَة يَقُول : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : صُلْب الرَّجُل , وَتَرَائِب الْمَرْأَة . 28590 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ شَرِيك , عَنْ عَطَاء , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ : التَّرَائِب : الصَّدْر . 28591 - قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ مِسْعَر , عَنْ الْحَكَم , عَنْ أَبِي عِيَاض , قَالَ : التَّرَائِب : الصَّدْر . 28592- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : الصَّدْر , وَهَذَا الصُّلْب , وَأَشَارَ إِلَى ظَهْره . وَقَالَ آخَرُونَ : التَّرَائِب : مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28593 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ ثُوَيْر , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { التَّرَائِب } مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ وَالصَّدْر . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { التَّرَائِب } قَالَ : أَسْفَل مِنْ التَّرَاقِي . 28594 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : الصُّلْب لِلرَّجُلِ , وَالتَّرَائِب لِلْمَرْأَةِ , وَالتَّرَائِب فَوْق الثَّدْيَيْنِ . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعَيْنَانِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28595 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : فَالتَّرَائِب أَطْرَاف الرَّجُل وَالْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعَيْنَانِ , فَتِلْكَ التَّرَائِب . 28596 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِي رَوْق , عَنْ الضَّحَّاك { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ . 28597 - قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , قَالَ : قَالَ غَيْره : التَّرَائِب : مَاء الْمَرْأَة وَصُلْب الرَّجُل . 28598 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } : عَيْنَاهُ وَيَدَاهُ وَرِجْلَاهُ . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ , أَنَّهُ يَخْرُج مِنْ بَيْن صُلْب الرَّجُل وَنَحْره . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28599 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } يَقُول : يَخْرُج مِنْ بَيْن صُلْب الرَّجُل وَنَحْره . وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ الْأَضْلَاع الَّتِي أَسْفَل الصُّلْب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28600 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد , فِي قَوْله : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : التَّرَائِب : الْأَضْلَاع الَّتِي أَسْفَل الصُّلْب . وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ عُصَارَة الْقَلْب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28601 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْحَاق , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي اللَّيْث أَنَّ مَعْمَر اِبْن أَبِي حَبِيبَة الْمَدِينِيّ حَدَّثَهُ , أَنَّهُ بَلَغَهُ فِي قَوْل اللَّه : { يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب } قَالَ : هُوَ عُصَارَة الْقَلْب , وَمِنْهُ يَكُون الْوَلَد . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : قَوْل مَنْ قَالَ : هُوَ مَوْضِع الْقِلَادَة مِنْ الْمَرْأَة , حَيْثُ تَقَع عَلَيْهِ مِنْ صَدْرهَا , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب , وَبِهِ جَاءَتْ أَشْعَارهمْ , قَالَ الْمُثَقِّب الْعَبْدِيّ : وَمِنْ ذَهَب يُسَنّ عَلَى تَرِيب كَلَوْنِ الْعَاج لَيْسَ بِذِي غُضُون وَقَالَ آخَر : وَالزَّعْفَرَان عَلَى تَرَائِبهَا شَرِقًا بِهِ اللَّبَّات وَالنَّحْر
وَقَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ هَذَا الَّذِي خَلَقَكُمْ أَيّهَا النَّاس مِنْ هَذَا الْمَاء الدَّافِق , فَجَعَلَكُمْ بَشَرًا سَوِيًّا , بَعْد أَنْ كُنْتُمْ مَاء مَدْفُوقًا , عَلَى رَجْعه لَقَادِر وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْهَاء الَّتِي فِي قَوْله : { عَلَى رَجْعه } عَلَى مَا هِيَ عَائِدَة , فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ عَائِدَة عَلَى الْمَاء . وَقَالُوا : مَعْنَى الْكَلَام : إِنَّ اللَّه عَلَى رَدّ النُّطْفَة فِي الْمَوْضِع الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ { لَقَادِر } . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28602 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : إِنَّهُ عَلَى رَدّه فِي صُلْبه لَقَادِر . * - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو النُّعْمَان الْحَكَم بْن عَبْد اللَّه , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : لِلصُّلْبِ . 28603 - حَدَّثَنِي عُبَيْد بْن إِسْمَاعِيل الْهَبَّارِيّ , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُحَارِبِيّ , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : عَلَى أَنْ يَرُدّ الْمَاء فِي الْإِحْلِيل . * - حَدَّثَنِي نَصْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَوْدِيّ الْوَشَّاء , قَالَ : ثَنَا أَبُو قَطَن عَمْرو بْن الْهَيْثَم , عَنْ وَرْقَاء , عَنْ عَبْد اللَّه اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ عَبْد اللَّه اِبْن أَبِي بَكْر , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : عَلَى رَدّ النُّطْفَة فِي الْإِحْلِيل . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : فِي الْإِحْلِيل . *- حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : رَدّه فِي الْإِحْلِيل . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّهُ عَلَى رَدّ الْإِنْسَان مَاء كَمَا كَانَ قَبْل أَنْ يَخْلُقهُ مِنْهُ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28604 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } إِنْ شِئْت رَدَدْته كَمَا خَلَقْته مِنْ مَاء . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّهُ عَلَى حَبْس ذَلِكَ الْمَاء لَقَادِر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28605 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } قَالَ : عَلَى رَجْع ذَلِكَ الْمَاء لَقَادِر , حَتَّى لَا يَخْرُج , كَمَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يَخْلُق مِنْهُ مَا خَلَقَ , قَادِر عَلَى أَنْ يُرْجِعهُ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ قَادِر عَلَى رَجْع الْإِنْسَان مِنْ حَال الْكِبَر إِلَى حَال الصِّغَر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28606 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , عَنْ مُقَاتِل بْن حَيَّان , عَنْ الضَّحَّاك قَالَ : سَمِعْته يَقُول فِي قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } يَقُول : إِنْ شِئْت رَدَدْته مِنْ الْكِبَر إِلَى الشَّبَاب , وَمِنْ الشَّبَاب إِلَى الصِّبَا , وَمِنْ الصِّبَا إِلَى النُّطْفَة . وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيل تَكُون الْهَاء فِي قَوْله : { عَلَى رَجْعه } مِنْ ذِكْر الْإِنْسَان . وَقَالَ آخَرُونَ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّ الْهَاء لِلْإِنْسَانِ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْد مَمَاته لَقَادِر. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28607 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عَلَى بَعْثه وَإِعَادَته قَادِر . وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ : قَوْل مَنْ قَالَ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّ اللَّه عَلَى رَدّ الْإِنْسَان الْمَخْلُوق مِنْ مَاء دَافِق مِنْ بَعْد مَمَاته حَيًّا , كَهَيْئَتِهِ قَبْل مَمَاته لَقَادِر . وَإِنَّمَا قُلْت هَذَا أَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ , لِقَوْلِهِ : { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } فَكَانَ فِي إِتْبَاعه قَوْله { إِنَّهُ عَلَى رَجْعه لَقَادِر } نَبَأ مِنْ أَنْبَاء الْقِيَامَة , دَلَالَة عَلَى أَنَّ السَّابِق قَبْلهَا أَيْضًا مِنْهُ , وَمِنْهُ { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّهُ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْد مَمَاته لَقَادِر , يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر ; فَالْيَوْم مِنْ صِفَة الرَّجْع , لِأَنَّ الْمَعْنَى : إِنَّهُ عَلَى رَجْعه يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر لَقَادِر .
وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ : { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } يَوْم تُخْتَبَر سَرَائِر الْعِبَاد , فَيَظْهَر مِنْهَا يَوْمئِذٍ مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مُسْتَخْفِيًا عَنْ أَعْيُن الْعِبَاد , مِنْ الْفَرَائِض الَّتِي كَانَ اللَّه أَلْزَمَهُ إِيَّاهَا , وَكَلَّفَهُ الْعَمَل بِهَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28608 - عَنْ عَبْد اللَّه بْن صَالِح , عَنْ يَحْيَى بْن أَيُّوب , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ عَطَاء اِبْن أَبِي رَبَاح , فِي قَوْله : { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } قَالَ : ذَلِكَ الصَّوْم وَالصَّلَاة وَغُسْل الْجَنَابَة , وَهُوَ السَّرَائِر ; وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَقُول : قَدْ صُمْت وَلَيْسَ بِصَائِمٍ , وَقَدْ صَلَّيْت وَلَمْ يُصَلِّ , وَقَدْ اِغْتَسَلْت وَلَمْ يَغْتَسِل . 28609 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } إِنَّ هَذِهِ السَّرَائِر مُخْتَبَرَة , فَأَسِرُّوا خَيْرًا وَأَعْلِنُوهُ إِنْ اِسْتَطَعْتُمْ , وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ . 28610 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان { يَوْم تُبْلَى السَّرَائِر } قَالَ : تُخْتَبَر .
وَقَوْله : { فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّة وَلَا نَاصِر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَمَا لِلْإِنْسَانِ الْكَافِر يَوْمئِذٍ مِنْ قُوَّة يَمْتَنِع بِهَا مِنْ عَذَاب اللَّه , وَأَلِيم نَكَاله , وَلَا نَاصِر يَنْصُرهُ , فَيَسْتَنْقِذهُ مِمَّنْ نَالَهُ بِمَكْرُوهٍ , وَقَدْ كَانَ فِي الدُّنْيَا يَرْجِع إِلَى قُوَّة مِنْ عَشِيرَته , يَمْتَنِع بِهِمْ مِمَّنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ , وَنَاصِر مِنْ حَلِيف يَنْصُرهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ وَاضْطَهَدَهُ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28611- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّة وَلَا نَاصِر } يَنْصُرهُ مِنْ اللَّه . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { وَلَا نَاصِر } قَالَ : مِنْ قُوَّة يَمْتَنِع بِهَا , وَلَا نَاصِر يَنْصُرهُ مِنْ اللَّه . 28612 - حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن سَهْل , قَالَ : ثَنَا ضَمْرَة بْن رَبِيعَة , عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ , فِي قَوْله : { مِنْ قُوَّة وَلَا نَاصِر } قَالَ : الْقُوَّة : الْعَشِيرَة , وَالنَّاصِر : الْحَلِيف .
الْقَوْل فِي تَوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } تَرْجِع بِالْغُيُومِ وَأَرْزَاق الْعِبَاد كُلّ عَام ; وَمِنْهُ قَوْل الْمُتَنَخِّل فِي صِفَة سَيْف : ش أَبْيَض كَالرَّجْعِ رَسُوب إِذَا /و مَا ثَاخَ فِي مُحْتَفَل يَخْتَلِي وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28613- حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ خُصَيْف , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } قَالَ : السَّحَاب فِيهِ الْمَطَر . * - حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سَهْل , قَالَ : ثَنَا مُؤَمَّل , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ خُصَيْف , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } قَالَ : ذَات السَّحَاب فِيهِ الْمَطَر . 28614 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } يَعْنِي بِالرَّجْعِ : الْقَطْر وَالرِّزْق كُلّ عَام . 28615 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } قَالَ : تَرْجِع بِأَرْزَاقِ النَّاس كُلّ عَام ; قَالَ أَبُو رَجَاء : سُئِلَ عَنْهَا عِكْرِمَة , فَقَالَ : رَجَعَتْ بِالْمَطَرِ . 28616 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { ذَات الرَّجْع } قَالَ : السَّحَاب يُمْطِر , ثُمَّ يَرْجِع بِالْمَطَرِ . 28617 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } قَالَ : تَرْجِع بِأَرْزَاقِ الْعِبَاد كُلّ عَام , لَوْلَا ذَلِكَ هَلَكُوا وَهَلَكَتْ مَوَاشِيهمْ . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } قَالَ : تَرْجِع بِالْغَيْثِ كُلّ عَام . 28618 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } يَعْنِي : الْمَطَر . وَقَالَ آخَرُونَ : يَعْنِي بِذَلِكَ : أَنَّ شَمْسهَا وَقَمَرهَا يَغِيب وَيَطْلُع . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28619 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع } قَالَ : شَمْسهَا وَقَمَرهَا وَنُجُومهَا يَأْتِينَ مِنْ هَاهُنَا .
وَقَوْله : { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع بِالنَّبَاتِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28620 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ خُصَيْف , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } قَالَ : ذَات النَّبَات . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } يَقُول : صَدْعهَا إِخْرَاج النَّبَات فِي كُلّ عَام . 28621 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } قَالَ : هَذِهِ تَصْدَع عَمَّا تَحْتهَا ; قَالَ أَبُو رَجَاء : وَسُئِلَ عَنْهَا عِكْرِمَة , فَقَالَ : هَذِهِ تَصْدَع عَنْ الرِّزْق . 28622 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , قَالَ مُجَاهِد { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } مِثْل الْمَأْزِم مَأْزِم مِنًى . * - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } قَالَ : الصَّدْع : مِثْل الْمَأْزِم , غَيْر الْأَوْدِيَة وَغَيْر الْجُرُف . 28623 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } تَصْدَع عَنْ الثِّمَار وَعَنْ النَّبَات , كَمَا رَأَيْتُمْ . * -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } قَالَ : تَصْدَع عَنْ النَّبَات . 28624 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } وَقَرَأَ : { ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْض شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهِ حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا } إِلَى آخِر الْآيَة , قَالَ : صَدَعَهَا لِلْحَرْثِ . 28625 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } : النَّبَات .
وَقَوْله : { إِنَّهُ لَقَوْل فَصْل } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ هَذَا الْقَوْل وَهَذَا الْخَبَر لَقَوْل فَصْل : يَقُول : لَقَوْل يَفْصِل بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل بِبَيَانِهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل عَلَى اِخْتِلَاف مِنْهُمْ فِي الْعِبَارَة عَنْهُ , فَقَالَ بَعْضهمْ : لَقَوْل حَقّ . وَقَالَ بَعْضهمْ : لَقَوْل حُكْم . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28626 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { إِنَّهُ لَقَوْل فَصْل } يَقُول : حَقّ . 28627 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { إِنَّهُ لَقَوْل فَصْل } : أَيْ حُكْم .
وَقَوْله : { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } يَقُول : وَمَا هُوَ بِاللَّعِبِ وَلَا الْبَاطِل . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28628- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } يَقُول : بِالْبَاطِلِ . 28629 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } قَالَ : بِاللَّعِبِ .
وَقَوْله : { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِاَللَّهِ وَرَسُوله وَالْوَعْد وَالْوَعِيد يَمْكُرُونَ مَكْرًا .
وَقَوْله : { وَأَكِيد كَيْدًا } يَقُول : وَأَمْكُر مَكْرًا ; وَمَكْره جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهِمْ : إِمْلَاؤُهُ إِيَّاهُمْ عَلَى مَعْصِيَتهمْ وَكُفْرهمْ بِهِ .
وَقَوْله : { فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَمَهِّلْ يَا مُحَمَّد الْكَافِرِينَ وَلَا تَعْجَل عَلَيْهِمْ
يَقُول : أَمْهِلْهُمْ آنًا قَلِيلًا , وَأَنْظِرْهُمْ لِلْمَوْعِدِ الَّذِي هُوَ وَقْت حُلُول النِّقْمَة بِهِمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28630 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } يَقُول : قَرِيبًا . 28631 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } الرُّوَيْد : الْقَلِيل . 28632 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : ثَنَا أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } قَالَ : مَهِّلْهُمْ , فَلَا تَعْجَل عَلَيْهِمْ تَرْكهمْ , حَتَّى لَمَّا أَرَادَ الِانْتِصَار مِنْهُمْ , أَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ وَقِتَالهمْ , وَالْغِلْظَة عَلَيْهِمْ . آخِر تَفْسِير سُورَة وَالسَّمَاء وَالطَّارِق .
يَقُول : أَمْهِلْهُمْ آنًا قَلِيلًا , وَأَنْظِرْهُمْ لِلْمَوْعِدِ الَّذِي هُوَ وَقْت حُلُول النِّقْمَة بِهِمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28630 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } يَقُول : قَرِيبًا . 28631 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } الرُّوَيْد : الْقَلِيل . 28632 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : ثَنَا أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } قَالَ : مَهِّلْهُمْ , فَلَا تَعْجَل عَلَيْهِمْ تَرْكهمْ , حَتَّى لَمَّا أَرَادَ الِانْتِصَار مِنْهُمْ , أَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ وَقِتَالهمْ , وَالْغِلْظَة عَلَيْهِمْ . آخِر تَفْسِير سُورَة وَالسَّمَاء وَالطَّارِق .