الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالْفَجْر } هَذَا قَسَم أَقْسَمَ رَبّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالْفَجْرِ , وَهُوَ فَجْر الصُّبْح . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الَّذِي عُنِيَ بِذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِهِ النَّهَار . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28711 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَغَرّ الْمِنْقَرِيّ , عَنْ خَلِيفَة بْن الْحُصَيْن , عَنْ أَبِي نَصْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَالْفَجْر } قَالَ : النَّهَار . وَقَالَ آخَرُونَ : عُنِيَ بِهِ صَلَاة الصُّبْح . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28712 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعِيد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَالْفَجْر } يَعْنِي : صَلَاة الْفَجْر . وَقَالَ آخَرُونَ : هُوَ فَجْر الصُّبْح . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28713 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِم الْأَحْوَل , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : { وَالْفَجْر } قَالَ : الْفَجْر : فَجْر الصُّبْح . 28714 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَر بْن قَيْس , عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُرْتَفِع , عَنْ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر أَنَّهُ قَالَ : { وَالْفَجْر } قَالَ : الْفَجْر : قَسَم أَقْسَمَ اللَّه بِهِ .
وَقَوْله : { وَلَيَالٍ عَشْر } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَشْر أَيّ لَيَالٍ هِيَ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ لَيَالِي عَشْر ذِي الْحِجَّة . 28715 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ , وَعَبْد الْوَهَّاب وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر , عَنْ عَوْف , عَنْ زُرَارَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : إِنَّ اللَّيَالِي الْعَشْر الَّتِي أَقْسَمَ اللَّه بِهَا , هِيَ لَيَالِي الْعَشْر الْأُوَل مِنْ ذِي الْحِجَّة . 28716 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { وَلَيَالٍ عَشْر } : عَشْر الْأَضْحَى ; قَالَ : وَيُقَال : الْعَشْر : أَوَّل السَّنَة مِنْ الْمُحَرَّم . 28717 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَر بْن قَيْس , عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُرْتَفِع , عَنْ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر { وَلَيَالٍ عَشْر } : أَوَّل ذِي الْحِجَّة إِلَى يَوْم النَّحْر . * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْف , قَالَ : ثَنَا زُرَارَة بْن أَوْفَى , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : إِنَّ اللَّيَالِي الْعَشْر اللَّاتِي أَقْسَمَ اللَّه بِهِنَّ : هُنَّ اللَّيَالِي الْأُوَل مِنْ ذِي الْحِجَّة . 28718 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , عَنْ مَسْرُوق { وَلَيَالٍ عَشْر } قَالَ : عَشْر ذِي الْحِجَّة , وَهِيَ الَّتِي وَعَدَ اللَّه مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . 28719 -حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِم الْأَحْوَل , عَنْ عِكْرِمَة { وَلَيَالٍ عَشْر } قَالَ : عَشْر ذِي الْحِجَّة . * -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَغَرّ الْمِنْقَرِيّ , عَنْ خَلِيفَة بْن حُصَيْن , عَنْ أَبِي نَصْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَلَيَالٍ عَشْر } قَالَ : عَشْر الْأَضْحَى . 28720 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { وَلَيَالٍ عَشْر } قَالَ : عَشْر ذِي الْحِجَّة . 28721 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَلَيَالٍ عَشْر } قَالَ : كُنَّا نُحَدَّث أَنَّهَا عَشْر الْأَضْحَى. 28722 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ يَزِيد اِبْن أَبِي زِيَاد , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : لَيْسَ عَمَل فِي لَيَالٍ مِنْ لَيَالِي السَّنَة أَفْضَل مِنْهُ فِي لَيَالِي الْعَشْر , وَهِيَ عَشْر مُوسَى الَّتِي أَتَمَّهَا اللَّه لَهُ . 28723 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ أَبَى إِسْحَاق , عَنْ مَسْرُوق , قَالَ : لَيَالِي الْعَشْر , قَالَ : هِيَ أَفْضَل أَيَّام السَّنَة . 28724 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَلَيَالٍ عَشْر } يَعْنِي : عَشْر الْأَضْحَى. 28725 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَلَيَالٍ عَشْر } قَالَ : أَوَّل ذِي الْحِجَّة ; وَقَالَ : هِيَ عَشْر الْمُحَرَّم مِنْ أَوَّله . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : أَنَّهَا عَشْر الْأَضْحَى , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل عَلَيْهِ , وَأَنَّ عَبْد اللَّه اِبْن أَبِي زِيَاد الْقَطَوَانِيّ : 28726 - حَدَّثَنِي قَالَ : ثَنِي زَيْد بْن حُبَاب , قَالَ : أَخْبَرَنِي عَيَّاش بْن عُقْبَة , قَالَ : ثَنِي جُبَيْر بْن نُعَيْم , عَنْ أَبِي الزُّبَيْر , عَنْ جَابِر , أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْر , قَالَ : عَشْر الْأَضْحَى " .
وَقَوْله : { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الَّذِي عُنِيَ بِهِ مِنْ الْوَتْر بِقَوْلِهِ : { وَالْوَتْر } فَقَالَ بَعْضهمْ : الشَّفْع : يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : يَوْم عَرَفَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28727 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ وَعَبْد الْوَهَّاب وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر , عَنْ عَوْف , عَنْ زُرَارَة بْن أَوْفَى , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : الْوَتْر : يَوْم عَرَفَة , وَالشَّفْع : يَوْم الذَّبْح . * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْف , قَالَ : ثَنَا زُرَارَة بْن أَوْفَى , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : الشَّفْع : يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : يَوْم عَرَفَة . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَفَّان بْن مُسْلِم , قَالَ : ثَنَا هَمَّام , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : قَالَ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس : الشَّفْع : يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : يَوْم عَرَفَة . 28728 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه , عَنْ عِكْرِمَة { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : الشَّفْع : يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : يَوْم عَرَفَة . 28729 - وَحَدَّثَنَا بِهِ مَرَّة أُخْرَى , فَقَالَ : الشَّفْع : أَيَّام النَّحْر , وَسَائِر الْحَدِيث مِثْله . * -حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِم الْأَحْوَل , عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله : { وَالشَّفْع } قَالَ : يَوْم النَّحْر { وَالْوَتْر } قَالَ : يَوْم عَرَفَة . *- حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ : الشَّفْع : يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : يَوْم عَرَفَة . 28730 -قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي سِنَان , عَنْ الضَّحَّاك { وَلَيَالٍ عَشْر , وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : أَقْسَمَ اللَّه بِهِنَّ لِمَا يَعْلَم مِنْ فَضْلهنَّ عَلَى سَائِر الْأَيَّام , وَخَيْر هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ لِمَا يَعْلَم مِنْ فَضْلهمَا عَلَى سَائِر هَذِهِ اللَّيَالِي . { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : الشَّفْع : يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : يَوْم عَرَفَة . * - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : كَانَ عِكْرِمَة يَقُول : الشَّفْع : يَوْم الْأَضْحَى , وَالْوَتْر : يَوْم عَرَفَة . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : قَالَ عِكْرِمَة : عَرَفَة وَالنَّحْر , وَالنَّحْر شَفْع , عَرَفَة يَوْم التَّاسِع , وَالنَّحْر يَوْم الْعَاشِر . 28731 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { وَالشَّفْع } يَوْم النَّحْر { وَالْوَتْر } يَوْم عَرَفَة . وَقَالَ آخَرُونَ : الشَّفْع : الْيَوْمَانِ بَعْد يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : الْيَوْم الثَّالِث . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28732 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : الشَّفْع : يَوْمَانِ بَعْد يَوْم النَّحْر , وَالْوَتْر : يَوْم النَّحْر الْآخَر , يَقُول اللَّه : { فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْم عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْم عَلَيْهِ } . وَقَالَ آخَرُونَ : الشَّفْع : الْخَلْق كُلّه , وَالْوَتْر : اللَّه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28733 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : اللَّه وَتْر وَأَنْتُمْ شَفْع , وَيُقَال الشَّفْع صَلَاة الْغَدَاة , وَالْوَتْر صَلَاة الْمَغْرِب . 28734 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : كُلّ خَلْق اللَّه شَفْع , السَّمَاء وَالْأَرْض , وَالْبَرّ وَالْبَحْر , وَالْجِنّ وَالْإِنْس , وَالشَّمْس وَالْقَمَر , وَاَللَّه الْوَتْر وَحْده . 28735 -حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن جُرَيْج , قَالَ : قَالَ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَمِنْ كُلّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } قَالَ : الْكُفْر وَالْإِيمَان : وَالسَّعَادَة وَالشَّقَاوَة , وَالْهُدَى وَالضَّلَالَة , وَاللَّيْل وَالنَّهَار , وَالسَّمَاء وَالْأَرْض , وَالْجِنّ وَالْإِنْس , وَالْوَتْر : اللَّه ; قَالَ : وَقَالَ فِي الشَّفْع وَالْوَتْر مِثْل ذَلِكَ . 28736 - حَدَّثَنِي عَبْد الْأَعْلَى بْن وَاصِل , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد , قَالَ : ثَنَا إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ أَبِي صَالِح , فِي قَوْله { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : خَلَقَ اللَّه مِنْ كُلّ شَيْء زَوْجَيْنِ , وَاَللَّه وَتْر وَاحِد صَمَد . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : الشَّفْع : الزَّوْج , وَالْوَتْر : اللَّه . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ جَابِر , عَنْ مُجَاهِد { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : الْوَتْر : اللَّه , وَمَا خَلَقَ اللَّه مِنْ شَيْء فَهُوَ شَفْع . وَقَالَ آخَرُونَ : عُنِيَ بِذَلِكَ الْخَلْق , وَذَلِكَ أَنَّ الْخَلْق كُلّه شَفْع وَوَتْر . 28737 - قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله { وَالشَّفْع وَالْوَتَر } قَالَ : الْخَلْق كُلّه شَفْع وَوَتْر , وَأَقْسَمَ بِالْخَلْقِ . 28738 -قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , قَالَ : قَالَ الْحَسَن فِي ذَلِكَ : الْخَلْق كُلّه شَفْع { وَالشَّفْع وَالْوَتَر } قَالَ : كَانَ أَبِي يَقُول : كُلّ شَيْء خَلَقَ اللَّه شَفْع وَوَتْر , فَأَقْسَمَ بِمَا خَلَقَ , وَأَقْسَمَ بِمَا تُبْصِرُونَ وَبِمَا لَا تُبْصِرُونَ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ ذَلِكَ : الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة , مِنْهَا الشَّفْع كَصَلَاةِ الْفَجْر وَالظُّهْر , وَمِنْهَا الْوَتْر كَصَلَاةِ الْمَغْرِب . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28739 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَالَ : كَانَ عِمْرَان بْن حُصَيْن يَقُول : { الشَّفْع وَالْوَتْر } : الصَّلَاة . 28740 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ عِمْرَان : هِيَ الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة فِيهَا الشَّفْع وَالْوَتْر . 28741 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : ذَلِكَ صَلَاة الْمَغْرِب , الشَّفْع : الرَّكْعَتَانِ , وَالْوَتْر : الرَّكْعَة الثَّالِثَة . وَقَدْ رَفَعَ حَدِيث عِمْرَان بْن حُصَيْن بَعْضهمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28742 - حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي خَالِد بْن قَيْس , عَنْ قَتَادَة , عَنْ عِمْرَان بْن عِصَام , عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّفْع وَالْوَتْر , قَالَ : " هِيَ الصَّلَاة مِنْهَا شَفْع , وَمِنْهَا وَتْر " . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَفَّان بْن مُسْلِم , قَالَ : ثَنَا هَمَّام , عَنْ قَتَادَة , أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الشَّفْع وَالْوَتْر , فَقَالَ : أَخْبَرَنِي عِمْرَان بْن عِصَام الضُّبَعِيّ , عَنْ شَيْخ مِنْ أَهْل الْبَصْرَة , عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " هِيَ الصَّلَاة مِنْهَا شَفْع , وَمِنْهَا وَتْر " . * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا هَمَّام بْن يَحْيَى , عَنْ عِمْرَان بْن عِصَام , عَنْ شَيْخ مِنْ أَهْل الْبَصْرَة , عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } قَالَ : " هِيَ الصَّلَاة مِنْهَا شَفْع , وَمِنْهَا وَتْر " . 28743 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَالشَّفْع وَالْوَتْر } إِنَّ مِنْ الصَّلَاة شَفْعًا , وَإِنَّ مِنْهَا وَتْرًا . 28744 -حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَفَّان بْن مُسْلِم , قَالَ : ثَنَا هَمَّام , عَنْ قَتَادَة , أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الشَّفْع وَالْوَتْر , فَقَالَ : قَالَ الْحَسَن : هُوَ الْعَدَد . وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَر يُؤَيِّد الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْر . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28745 - حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه اِبْن أَبِي زِيَاد الْقَطَوَانِيّ , قَالَ : ثَنَا زَيْد بْن حُبَاب , قَالَ : أَخْبَرَنِي عَيَّاش بْن عُقْبَة , قَالَ : ثَنِي جُبَيْر بْن نُعَيْم , عَنْ أَبِي الزُّبَيْر , عَنْ جَابِر : أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الشَّفْع : الْيَوْمَانِ , وَالْوَتْر : الْيَوْم الْوَاحِد " . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ : أَنْ يُقَال : إِنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره أَقْسَمَ بِالشَّفْعِ وَالْوَتْر , وَلَمْ يُخَصِّص نَوْعًا مِنْ الشَّفْع وَلَا مِنْ الْوَتْر دُون نَوْع بِخَبَرٍ وَلَا عَقْل , وَكُلّ شَفْع وَوَتْر فَهُوَ مِمَّا أَقْسَمَ بِهِ , مِمَّا قَالَ أَهْل التَّأْوِيل إِنَّهُ دَاخِل فِي قَسَمه هَذَا , لِعُمُومِ قَسَمه بِذَلِكَ . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : { وَالْوَتْر } فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَمَكَّة وَالْبَصْرَة وَبَعْض قُرَّاء الْكُوفَة بِكَسْرِ الْوَاو . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ : أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مُسْتَفِيضَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار , وَلُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي الْعَرَب , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
وَقَوْله : { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } يَقُول : وَاللَّيْل إِذَا سَارَ فَذَهَبَ , يُقَال مِنْهُ : سَرَى فُلَان لَيْلًا يَسْرِي : إِذَا سَارَ . وَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِقَوْلِهِ { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } لَيْلَة جَمْع , وَهِيَ لَيْلَة الْمُزْدَلِفَة . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28746- حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَر بْن قَيْس , عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُرْتَفِع , عَنْ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } حَتَّى يُذْهِب بَعْضه بَعْضًا . 28747 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } يَقُول : إِذَا ذَهَبَ . 28748 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبَى يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } قَالَ : إِذَا سَارَ. 28749 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } قَالَ : وَاللَّيْل إِذَا سَارَ . 28750 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } يَقُول : إِذَا سَارَ . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } قَالَ : إِذَا سَارَ. 28751 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } قَالَ : اللَّيْل إِذَا يَسِير. 28752 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ جَابِر , عَنْ عِكْرِمَة { وَاللَّيْل إِذَا يَسْرِ } قَالَ : لَيْلَة جَمْع . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الشَّام وَالْعِرَاق { يَسْرِ } بِغَيْرِ يَاء . وَقَرَأَ ذَلِكَ جَمَاعَة مِنْ الْقُرَّاء بِإِثْبَاتِ الْيَاء ; وَحَذْف الْيَاء فِي ذَلِكَ أَعْجَب إِلَيْنَا , لِيُوَفَّق بَيْن رُءُوس الْآي إِذْ كَانَتْ بِالرَّاءِ . وَالْعَرَب رُبَّمَا أَسْقَطَتْ الْيَاء فِي مَوْضِع الرَّفْع مِثْل هَذَا , اِكْتِفَاء بِكَسْرَةِ مَا قَبْلهَا مِنْهَا , مِنْ ذَلِكَ قَوْل الشَّاعِر : لَيْسَ تَخْفَى يَسَارَتِي قَدْر يَوْم وَلَقَدْ تُخْفِ شِيمَتِي إِعْسَارِي
وَقَوْله : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : هَلْ فِيمَا أَقْسَمْت بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمُور مُقْنِع لِذِي حِجْر . وَإِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ : إِنَّ فِي هَذَا الْقَسَم مُكْتَفًى لِمَنْ عَقَلَ عَنْ رَبّه , مِمَّا هُوَ أَغْلَظ مِنْهُ فِي الْأَقْسَام . فَأَمَّا مَعْنَى قَوْله : { لِذِي حِجْر } : فَإِنَّهُ لِذِي حِجًا وَذِي عَقْل ; يُقَال لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مَالِكًا نَفْسه قَاهِرًا لَهَا ضَابِطًا : إِنَّهُ لَذُو حِجْر , وَمِنْهُ قَوْلهمْ : حَجَرَ الْحَاكِم عَلَى فُلَان . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28753- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَأَبُو السَّائِب , قَالَا : ثَنَا اِبْن إِدْرِيس , قَالَ : أَخْبَرَنَا قَابُوس اِبْن أَبِي ظَبْيَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي النُّهَى وَالْعَقْل . * - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله { لِذِي حِجْر } قَالَ : لِأُولِي النُّهَى. * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : ذُو الْحِجْر وَالنُّهَى وَالْعَقْل . * -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ قَابُوس اِبْن أَبِي ظَبْيَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي عَقْل , لِذِي نُهًى . * - قَالَ ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ الْأَغَرّ الْمِنْقَرِيّ , عَنْ خَلِيفَة بْن الْحُصَيْن , عَنْ أَبِي نَصْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس { قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي لُبّ , لِذِي حِجًا . 28754 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي عَقْل . * - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : لِذِي عَقْل , لِذِي رَأْي . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي لُبّ , أَوْ نُهًى. * - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة , قَالَ : ثَنَا خَلَف بْن خَلِيفَة , عَنْ هِلَال بْن خَبَّاب , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله { قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي عَقْل . 28755 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي حِلْم . 28756 -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي حِجًا ; وَقَالَ الْحَسَن : لِذِي لُبّ . * - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر } لِذِي حِجًا , لِذِي عَقْل وَلُبّ . 28757 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَم لِذِي حِجْر } قَالَ : لِذِي عَقْل , وَقَرَأَ : { لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } وَلِأُولِي الْأَلْبَاب , وَهُمْ الَّذِينَ عَاتَبَهُمْ اللَّه , وَقَالَ : الْعَقْل وَاللُّبّ وَاحِد , إِلَّا أَنَّهُ يَفْتَرِق فِي كَلَام الْعَرَب .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ } وَقَوْله : { أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ إِرَم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَمْ تَنْظُر يَا مُحَمَّد بِعَيْنِ قَلْبك , فَتَرَى كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ . ؟
وَقَوْله : { ذَات الْعِمَاد } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } فِي هَذَا الْمَوْضِع , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : ذَات الطُّول , وَذَهَبُوا فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْل الْعَرَب لِلرَّجُلِ الطَّوِيل : رَجُل مُعَمَّد , وَقَالُوا : كَانُوا طِوَال الْأَجْسَام . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28766 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { ذَات الْعِمَاد } يَعْنِي : طُولهمْ مِثْل الْعِمَاد . 28767 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } قَالَ : كَانَ لَهُمْ جِسْم فِي السَّمَاء . وَقَالَ بَعْضهمْ : بَلْ قِيلَ لَهُمْ { ذَات الْعِمَاد } لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْل عُمُد , يَنْتَجِعُونَ الْغُيُوث , وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى الْكَلَأ حَيْثُ كَانَ , ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28768- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { الْعِمَاد } قَالَ : أَهْل عَمُود لَا يُقِيمُونَ . 28769 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { ذَات الْعِمَاد } قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا أَهْل عَمُود لَا يُقِيمُونَ , سَيَّارَة . * -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { ذَات الْعِمَاد } قَالَ : كَانُوا أَهْل عَمُود . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ قِيلَ ذَلِكَ لَهُ لِبِنَاءٍ بَنَاهُ بَعْضهمْ , فَشَيَّدَ عُمُده , وَرَفَعَ بِنَاءَهُ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28770 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { إِرَم ذَات الْعِمَاد } قَالَ : عَاد قَوْم هُود , بَنَوْهَا وَعَمِلُوهَا حِين كَانُوا فِي الْأَحْقَاف , قَالَ : { لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا } مِثْل تِلْكَ الْأَعْمَال فِي الْبِلَاد . قَالَ : وَكَذَلِكَ فِي الْأَحْقَاف فِي حَضْرَمَوْت , ثُمَّ كَانَتْ عَاد ; قَالَ : وَثَمَّ أَحْقَاف الرَّمْل كَمَا قَالَ اللَّه بِالْأَحْقَافِ مِنْ الرَّمْل , رِمَال أَمْثَال الْجِبَال , تَكُون مُظِلَّة مُجَوَّفَة . وَقَالَ آخَرُونَ : قِيلَ ذَلِكَ لَهُمْ لِشِدَّةِ أَبْدَانهمْ وَقُوَاهُمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28771 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول , فِي قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } يَعْنِي : الشِّدَّة وَالْقُوَّة . وَأَشْبَه الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِر التَّنْزِيل : قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا أَهْل عَمُود سَيَّارَة , لِأَنَّ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب مِنْ الْعِمَاد , مَا عُمِدَ بِهِ الْخِيَام مِنْ الْخَشَب , وَالسَّوَارِي الَّتِي يُحْمَل عَلَيْهَا الْبِنَاء , وَلَا يُعْلَم بِنَاء كَانَ لَهُمْ بِالْعِمَادِ بِخَبَرٍ صَحِيح , بَلْ وَجَّهَ أَهْل التَّأْوِيل قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } إِلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِهِ طُول أَجْسَامهمْ , وَبَعْضهمْ إِلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِهِ عِمَاد خِيَامهمْ , فَأَمَّا عِمَاد الْبُنْيَان , فَلَا يُعْلَم كَثِير أَحَد مِنْ أَهْل التَّأْوِيل وَجَّهَهُ إِلَيْهِ , وَتَأْوِيل الْقُرْآن إِنَّمَا يُوَجَّه إِلَى الْأَغْلَب الْأَشْهَر مِنْ مَعَانِيه , مَا وُجِدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيل , دُون الْأَنْكَر .
وَقَوْله : { ذَات الْعِمَاد } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } فِي هَذَا الْمَوْضِع , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : ذَات الطُّول , وَذَهَبُوا فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْل الْعَرَب لِلرَّجُلِ الطَّوِيل : رَجُل مُعَمَّد , وَقَالُوا : كَانُوا طِوَال الْأَجْسَام . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28766 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { ذَات الْعِمَاد } يَعْنِي : طُولهمْ مِثْل الْعِمَاد . 28767 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } قَالَ : كَانَ لَهُمْ جِسْم فِي السَّمَاء . وَقَالَ بَعْضهمْ : بَلْ قِيلَ لَهُمْ { ذَات الْعِمَاد } لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْل عُمُد , يَنْتَجِعُونَ الْغُيُوث , وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى الْكَلَأ حَيْثُ كَانَ , ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28768- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { الْعِمَاد } قَالَ : أَهْل عَمُود لَا يُقِيمُونَ . 28769 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { ذَات الْعِمَاد } قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا أَهْل عَمُود لَا يُقِيمُونَ , سَيَّارَة . * -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { ذَات الْعِمَاد } قَالَ : كَانُوا أَهْل عَمُود . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ قِيلَ ذَلِكَ لَهُ لِبِنَاءٍ بَنَاهُ بَعْضهمْ , فَشَيَّدَ عُمُده , وَرَفَعَ بِنَاءَهُ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28770 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { إِرَم ذَات الْعِمَاد } قَالَ : عَاد قَوْم هُود , بَنَوْهَا وَعَمِلُوهَا حِين كَانُوا فِي الْأَحْقَاف , قَالَ : { لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا } مِثْل تِلْكَ الْأَعْمَال فِي الْبِلَاد . قَالَ : وَكَذَلِكَ فِي الْأَحْقَاف فِي حَضْرَمَوْت , ثُمَّ كَانَتْ عَاد ; قَالَ : وَثَمَّ أَحْقَاف الرَّمْل كَمَا قَالَ اللَّه بِالْأَحْقَافِ مِنْ الرَّمْل , رِمَال أَمْثَال الْجِبَال , تَكُون مُظِلَّة مُجَوَّفَة . وَقَالَ آخَرُونَ : قِيلَ ذَلِكَ لَهُمْ لِشِدَّةِ أَبْدَانهمْ وَقُوَاهُمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28771 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول , فِي قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } يَعْنِي : الشِّدَّة وَالْقُوَّة . وَأَشْبَه الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِر التَّنْزِيل : قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا أَهْل عَمُود سَيَّارَة , لِأَنَّ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب مِنْ الْعِمَاد , مَا عُمِدَ بِهِ الْخِيَام مِنْ الْخَشَب , وَالسَّوَارِي الَّتِي يُحْمَل عَلَيْهَا الْبِنَاء , وَلَا يُعْلَم بِنَاء كَانَ لَهُمْ بِالْعِمَادِ بِخَبَرٍ صَحِيح , بَلْ وَجَّهَ أَهْل التَّأْوِيل قَوْله : { ذَات الْعِمَاد } إِلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِهِ طُول أَجْسَامهمْ , وَبَعْضهمْ إِلَى أَنَّهُ عُنِيَ بِهِ عِمَاد خِيَامهمْ , فَأَمَّا عِمَاد الْبُنْيَان , فَلَا يُعْلَم كَثِير أَحَد مِنْ أَهْل التَّأْوِيل وَجَّهَهُ إِلَيْهِ , وَتَأْوِيل الْقُرْآن إِنَّمَا يُوَجَّه إِلَى الْأَغْلَب الْأَشْهَر مِنْ مَعَانِيه , مَا وُجِدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيل , دُون الْأَنْكَر .
اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله : { إِرَم } فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ اِسْم بَلْدَة , ثُمَّ اِخْتَلَفَ الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ فِي الْبَلْدَة الَّتِي عُنِيَتْ بِذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَتْ بِهِ الْإِسْكَنْدَرِيَّة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28758 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : ثَنِي يَعْقُوب بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ , عَنْ أَبِي صَخْر , عَنْ الْقُرَظِيّ , أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُول : { إِرَم ذَات الْعِمَاد } الْإِسْكَنْدَرِيَّة . قَالَ أَبُو جَعْفَر , وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ دِمَشْق . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28759 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْهِلَالِيّ مِنْ أَهْل الْبَصْرَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الْمَجِيد , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبَى ذِئْب , عَنْ الْمَقْبُرِيّ { بِعَادٍ إِرَم ذَات الْعِمَاد } قَالَ : دِمَشْق . وَقَالَ آخَرُونَ : عُنِيَ بِقَوْلِهِ : { إِرَم } : أُمَّة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28760 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : { إِرَم } قَالَ : أُمَّة . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : الْقَدِيمَة . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28761- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { إِرَم } قَالَ : الْقَدِيمَة . وَقَالَ آخَرُونَ : تِلْكَ قَبِيلَة مِنْ عَاد . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28762 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ إِرَم ذَات الْعِمَاد } قَالَ : كُنَّا نُحَدَّث أَنَّ إِرَم قَبِيلَة مِنْ عَاد , بَيْت مَمْلَكَة عَاد . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { إِرَم } قَالَ : قَبِيلَة مِنْ عَاد , كَانَ يُقَال لَهُمْ : إِرَم , جَدّ عَاد . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28763 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق { أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ إِرَم } يَقُول اللَّه : بِعَادٍ إِرَم , إِنَّ عَادَ بْن إِرَم بْن عَوْص بْن سَام بْن نُوح . وَقَالَ آخَرُونَ { إِرَم } : الْهَالِك . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28764 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ إِرَم } يَعْنِي بِالْإِرَمِ : الْهَالِك ; أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُول : أُرِمَ بَنُو فُلَان . 28765 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { بِعَادٍ إِرَم } الْهَلَاك ; أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُول : أُرِمَ بَنُو فُلَان : أَيْ هَلَكُوا . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ : أَنْ يُقَال : إِنَّ إِرَم إِمَّا بَلْدَة كَانَتْ عَادَ تَسْكُنهَا , فَلِذَلِكَ رُدَّتْ عَلَى عَاد لِلْإِتْبَاعِ لَهَا , وَلَمْ يُجْرَ مِنْ أَجْل ذَلِكَ , وَإِمَّا اِسْم قَبِيلَة فَلَمْ يُجْرَ أَيْضًا , كَمَا لَا يُجْرَى أَسْمَاء الْقَبَائِل , كَتَمِيمٍ وَبَكْر , وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ إِذَا أَرَادُوا بِهِ الْقَبِيلَة. وَأَمَّا اِسْم عَاد فَلَمْ يُجْرَ , إِذْ كَانَ اِسْمًا أَعْجَمِيًّا . فَأَمَّا مَا ذُكِرَ عَنْ مُجَاهِد , أَنَّهُ قَالَ : عُنِيَ بِذَلِكَ الْقَدِيمَة , فَقَوْل لَا مَعْنَى لَهُ , لِأَنَّ ذَلِكَ لَوْ كَانَ مَعْنَاهُ لَكَانَ مَخْفُوضًا بِالتَّنْوِينِ , وَفِي تَرْك الْإِجْرَاء الدَّلِيل عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِنَعْتٍ وَلَا صِفَة . وَأَشْبَهَ الْأَقْوَال فِيهِ بِالصَّوَابِ عِنْدِي : أَنَّهَا اِسْم قَبِيلَة مِنْ عَاد , وَلِذَلِكَ جَاءَتْ الْقِرَاءَة بِتَرْكِ إِضَافَة عَاد إِلَيْهَا , وَتَرْك إِجْرَائِهَا , كَمَا يُقَال : أَلَمْ تَرَ مَا فَعَلَ رَبّك بِتَمِيمِ نَهْشَل ؟ فَيُتْرَك إِجْرَاء نَهْشَل , وَهِيَ قَبِيلَة , فَتُرِكَ إِجْرَاؤُهَا لِذَلِكَ , وَهِيَ فِي مَوْضِع خَفْض بِالرَّدِّ عَلَى تَمِيم , وَلَوْ كَانَتْ إِرَم اِسْم بَلْدَة أَوْ اِسْم جَدّ لِعَادٍ لَجَاءَتْ الْقِرَاءَة بِإِضَافَةِ عَادٍ إِلَيْهَا , كَمَا يُقَال : هَذَا عُمَر وَزُبَيْد وَحَاتِم طَيِّئ وَأَعْشَى هَمْدَان , وَلَكِنَّهَا اِسْم قَبِيلَة مِنْهَا , فِيمَا أَرَى , كَمَا قَالَ قَتَادَة , وَاَللَّه أَعْلَم , فَلِذَلِكَ أَجْمَعَتْ الْقُرَّاء فِيهَا عَلَى تَرْك الْإِضَافَة , وَتَرْك الْإِجْرَاء .
وَقَوْله : { الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْبِلَاد } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ . أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبّك بِعَادٍ , إِرَم الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْبِلَاد , يَعْنِي : مِثْل عَاد , وَالْهَاء عَائِدَة عَلَى عَاد . وَجَائِز أَنْ تَكُون عَائِدَة عَلَى إِرَم , لِمَا قَدْ بَيَّنَّا قَبْل أَنَّهَا قَبِيلَة . وَإِنَّمَا عُنِيَ بِقَوْلِهِ : لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْعِظَم وَالْبَطْش وَالْأَيْد . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28772- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْبِلَاد } : ذُكِرَ أَنَّهُمْ كَانُوا اِثْنَيْ عَشَر ذِرَاعًا طُولًا فِي السَّمَاء . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : ذَات الْعِمَاد الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا فِي الْبِلَاد , لَمْ يُخْلَق مِثْل الْأَعْمِدَة فِي الْبِلَاد , وَقَالُوا : الَّتِي لَمْ يُخْلَق مِثْلهَا مِنْ صِفَة ذَات الْعِمَاد , وَالْهَاء الَّتِي فِي مِثْلهَا إِنَّمَا هِيَ مِنْ ذِكْر ذَات الْعِمَاد. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28773 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله , فَذَكَرَ نَحْوه . وَهَذَا قَوْل لَا وَجْه لَهُ , لِأَنَّ الْعِمَاد وَاحِد مُذَكَّر , وَاَلَّتِي لِلْأُنْثَى , وَلَا يُوصَف الْمُذَكَّر بِاَلَّتِي , وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ صِفَة الْعِمَاد لَقِيلَ : الَّذِي لَمْ يُخْلَق مِثْله فِي الْبِلَاد , وَإِنْ جَعَلْت الَّتِي لِإِرَم , وَجَعَلْت الْهَاء عَائِدَة فِي قَوْله : { مِثْلهَا } عَلَيْهَا ; وَقِيلَ : هِيَ دِمَشْق أَوْ إِسْكَنْدَرِيَّة , فَإِنَّ بِلَاد عَاد هِيَ الَّتِي وَصَفَهَا اللَّه فِي كِتَابه فَقَالَ : { وَاذْكُرْ أَخَا عَاد إِذْ أَنْذَرَ قَوْمه بِالْأَحْقَافِ } وَالْأَحْقَاف : هِيَ جَمْع حِقْف , وَهُوَ مَا اِنْعَطَفَ مِنْ الرَّمْل وَانْحَنَى , وَلَيْسَتْ الْإِسْكَنْدَرِيَّة وَلَا دِمَشْق مِنْ بِلَاد الرِّمَال , بَلْ ذَلِكَ الشَّحْر مِنْ بِلَاد حَضْرَمَوْت , وَمَا وَالَاهَا .
وَقَوْله : { وَثَمُود الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْر بِالْوَادِ } يَقُول : وَبِثَمُود الَّذِي خَرَقُوا الصَّخْر وَدَخَلُوهُ , فَاِتَّخَذُوهُ بُيُوتًا , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ { وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا آمَنِينَ } وَالْعَرَب تَقُول : جَابَ فُلَان الْفَلَاة يَجُوبهَا جَوْبًا : إِذَا دَخَلَهَا وَقَطَعَهَا ; وَمِنْهُ قَوْل نَابِغَة : أَتَاك أَبُو لَيْلَى يَجُوب بِهِ الدُّجَى دُجَى اللَّيْل جَوَّاب الْفَلَاة عَمِيم يَعْنِي بِقَوْلِهِ : يَجُوب : يَدْخُل وَيَقْطَع. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28774 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { وَثَمُود الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْر بِالْوَادِ } يَقُول : فَخَرَقُوهَا . 28775 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس : { وَثَمُود الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْر بِالْوَادِ } يَعْنِي : ثَمُود قَوْم صَالِح , كَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَال بُيُوتًا . 28776 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَارَة , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي يَحْيَى , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله : { الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْر بِالْوَادِ } قَالَ : جَابُوا الْجِبَال , فَجَعَلُوهَا بُيُوتًا . 28777 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة قَوْله : { وَثَمُود الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْر بِالْوَادِ } : جَابُوهَا وَنَحَتُوهَا بُيُوتًا . * -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : { جَابُوا الصَّخْر } قَالَ : نَقَبُوا الصَّخْر . 28778 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { جَابُوا الصَّخْر بِالْوَادِ } يَقُول : قَدُّوا الْحِجَارَة . 28779 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْر بِالْوَادِ } : ضَرَبُوا الْبُيُوت وَالْمَسَاكِن فِي الصَّخْر فِي الْجِبَال , حَتَّى جَعَلُوا فِيهَا مَسَاكِن , جَابُوا : جَوَّبُوهَا , تَجَوَّبُوا الْبُيُوت فِي الْجِبَال ; قَالَ قَائِل : أَلَا كُلّ شَيْء مَا خَلَا اللَّه بَائِد كَمَا بَادَ حَيّ مِنْ شَنِيق وَمَارِد هُمْ ضَرَبُوا فِي كُلّ صَلَّاء صَعْدَة بِأَيْدٍ شِدَاد أَيِّدَات السَّوَاعِد
وَقَوْله : { وَفِرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : أَلَمْ تَرَ كَيْف فَعَلَ رَبّك أَيْضًا بِفِرْعَوْن صَاحِب الْأَوْتَاد . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : { ذِي الْأَوْتَاد } وَلِمَ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : ذِي الْجُنُود الَّذِي يُقَوُّونَ لَهُ أَمْره , وَقَالُوا : الْأَوْتَاد فِي هَذَا الْمَوْضِع : الْجُنُود . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28780 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَفِرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد } قَالَ : الْأَوْتَاد : الْجُنُود الَّذِينَ يَشُدُّونَ لَهُ أَمْره , وَيُقَال : كَانَ فِرْعَوْن يُوَتِّد فِي أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلهمْ أَوْتَادًا مِنْ حَدِيد , يُعَلِّقهُمْ بِهَا . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُوَتِّد النَّاس بِالْأَوْتَادِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28781 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { ذِي الْأَوْتَاد } قَالَ : كَانَ يُوَتِّد النَّاس بِالْأَوْتَادِ . وَقَالَ آخَرُونَ : كَانَتْ مَظَالّ وَمَلَاعِب يُلْعَب لَهُ تَحْتهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28782 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَفِرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد } ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا كَانَتْ مَظَالّ وَمَلَاعِب يُلْعَب لَهُ تَحْتهَا , مِنْ أَوْتَاد وَحِبَال . * -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { ذِي الْأَوْتَاد } قَالَ : ذِي الْبِنَاء كَانَتْ مَظَالّ يُلْعَب لَهُ تَحْتهَا , وَأَوْتَادًا تُضْرَب لَهُ . 28783 - قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ ثَابِت الْبُنَانِيّ , عَنْ أَبِي رَافِع , قَالَ : أَوْتَدَ فِرْعَوْن لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَة أَوْتَاد , ثُمَّ جَعَلَ عَلَى ظَهْرهَا رَحًا عَظِيمَة حَتَّى مَاتَتْ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَذِّب النَّاس بِالْأَوْتَادِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28784 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ مَحْمُود , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر { وَفِرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد } قَالَ : كَانَ يَجْعَل رِجْلًا هَاهُنَا , وَرِجْلًا هَاهُنَا , وَيَدًا هَاهُنَا , وَيَدًا هَاهُنَا بِالْأَوْتَادِ . 28785 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { ذِي الْأَوْتَاد } قَالَ : كَانَ يُوَتِّد النَّاس بِالْأَوْتَادِ . وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ بُنْيَان يُعَذِّب النَّاس عَلَيْهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28786 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ رَجُل , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر { وَفِرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد } قَالَ : كَانَ لَهُ مَنَارَات يُعَذِّبهُمْ عَلَيْهَا . وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَال عِنْدِي بِالصَّوَابِ , قَوْل مَنْ قَالَ : عُنِيَ بِذَلِكَ : الْأَوْتَاد الَّتِي تُوَتَّد , مِنْ خَشَب كَانَتْ أَوْ حَدِيد , لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوف مِنْ مَعَانِي الْأَوْتَاد , وَوُصِفَ بِذَلِكَ , لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يَكُون كَانَ يُعَذِّب النَّاس بِهَا , كَمَا قَالَ أَبُو رَافِع وَسَعِيد بْن جُبَيْر , وَإِمَّا أَنْ يَكُون كَانَ يُلْعَب لَهُ بِهَا .
وَقَوْله : { الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَاد } يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ { الَّذِينَ } عَادًا وَثَمُود وَفِرْعَوْن وَجُنْده . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { طَغَوْا } : تَجَاوَزُوا مَا أَبَاحَهُ لَهُمْ رَبّهمْ , وَعَتَوْا عَلَى رَبّهمْ إِلَى مَا حَظَرَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ الْكُفْر بِهِ وَقَوْله { فِي الْبِلَاد } : الَّتِي كَانُوا فِيهَا .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَأَكْثَرُوا فِي الْبِلَاد الْمَعَاصِي , وَرُكُوب مَا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ
يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَأَنْزَلَ بِهِمْ يَا مُحَمَّد رَبّك عَذَابه , وَأَحَلَّ بِهِمْ نِقْمَته , بِمَا أَفْسَدُوا فِي الْبِلَاد , وَطَغَوْا عَلَى اللَّه فِيهَا . وَقِيلَ : فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبّهمْ سَوْط عَذَاب وَإِنَّمَا كَانَتْ نِقَمًا تَنْزِل بِهِمْ , إِمَّا رِيحًا تُدَمِّرهُمْ , وَإِمَّا رَجْفًا يُدَمْدَم عَلَيْهِمْ , وَإِمَّا غَرَقًا يُهْلِكهُمْ , مِنْ غَيْر ضَرْب بِسَوْطٍ وَلَا عَصًا , لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَلِيم عَذَاب الْقَوْم الَّذِينَ خُوطِبُوا بِهَذَا الْقُرْآن , الْجَلْد بِالسِّيَاطِ , فَكَثُرَ اِسْتِعْمَال الْقَوْم الْخَبَر عَنْ شِدَّة الْعَذَاب الَّذِي يُعَذَّب بِهِ الرَّجُل مِنْهُمْ , أَنْ يَقُولُوا : ضُرِبَ فُلَان حَتَّى بِالسِّيَاطِ , إِلَى أَنْ صَارَ ذَلِكَ مَثَلًا , فَاسْتَعْمَلُوهُ فِي كُلّ مُعَذَّب بِنَوْعٍ مِنْ الْعَذَاب شَدِيد , وَقَالُوا : صَبَّ عَلَيْهِ سَوْط عَذَاب . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28787- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { سَوْط عَذَاب } قَالَ : مَا عُذِّبُوا بِهِ . 28788 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبّك سَوْط عَذَاب } قَالَ : الْعَذَاب الَّذِي عَذَّبَهُمْ بِهِ سَمَّاهُ : سَوْط عَذَاب.
وَقَوْله : { إِنَّ رَبّك لَبِالْمِرْصَادِ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبّك يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَصَصْت عَلَيْك قَصَصهمْ , وَلِضُرَبَائِهِمْ مِنْ أَهْل الْكُفْر بِهِ , لَبِالْمِرْصَادِ يَرْصُدهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة , عَلَى قَنَاطِر جَهَنَّم , لِيُكَرْدِسهُمْ فِيهَا إِذَا وَرَدُوهَا يَوْم الْقِيَامَة . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيله , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى قَوْله : { لَبِالْمِرْصَادِ } بِحَيْثُ يَرَى وَيَسْمَع . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28789 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { إِنَّ رَبّك لَبِالْمِرْصَادِ } يَقُول : يَرَى وَيَسْمَع . وَقَالَ آخَرُونَ : يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُ بِمَرْصَدٍ لِأَهْلِ الظُّلْم . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28790 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ الْمُبَارَك بْن مُجَاهِد , عَنْ جُوَيْبِر , عَنْ الضَّحَّاك فِي هَذِهِ الْآيَة , قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة , يَأْمُر الرَّبّ بِكُرْسِيِّهِ , فَيُوضَع عَلَى النَّار , فَيَسْتَوِي عَلَيْهِ , ثُمَّ يَقُول : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي , لَا يَتَجَاوَزنِي الْيَوْم ذُو مَظْلِمَة , فَذَلِكَ قَوْله : { لَبِالْمِرْصَادِ } . 28791 - قَالَ : ثَنَا الْحَكَم بْن بَشِير , قَالَ : ثَنَا عَمْرو بْن قَيْس , قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عَلَى جَهَنَّم ثَلَاث قَنَاطِر : قَنْطَرَة عَلَيْهَا الْأَمَانَة , إِذَا مَرُّوا بِهَا تَقُول : يَا رَبّ هَذَا أَمِين , يَا رَبّ هَذَا خَائِن ; وَقَنْطَرَة عَلَيْهَا الرَّحِم , إِذَا مَرُّوا بِهَا تَقُول : يَا رَبّ هَذَا وَاصِل , يَا رَبّ هَذَا قَاطِع ; وَقَنْطَرَة عَلَيْهَا الرَّبّ { إِنَّ رَبّك لَبِالْمِرْصَادِ } . 28792 - قَالَ : حَدَّثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان { إِنَّ رَبّك لَبِالْمِرْصَادِ } يَعْنِي : جَهَنَّم عَلَيْهَا ثَلَاث قَنَاطِر : قَنْطَرَة فِيهَا الرَّحْمَة , وَقَنْطَرَة فِيهَا الْأَمَانَة , وَقَنْطَرَة فِيهَا الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . 28793 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن { إِنَّ رَبّك لَبِالْمِرْصَادِ } قَالَ : مِرْصَاد عَمَل بَنِي آدَم .
فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ↓
وَقَوْله : { فَأَمَّا الْإِنْسَان إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ رَبّه } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَأَمَّا الْإِنْسَان إِذَا مَا اِمْتَحَنَهُ رَبّه بِالنِّعَمِ وَالْغِنَى { فَأَكْرَمَهُ } بِالْمَالِ , وَأَفْضَلَ عَلَيْهِ , { وَنَعَّمَهُ } بِمَا أَوْسَعَ عَلَيْهِ مِنْ فَضْله { فَيَقُول رَبِّي أَكْرَمَنِ } فَيَفْرَح بِذَلِكَ , وَيُسَرّ بِهِ وَيَقُول : رَبِّي أَكْرَمَنِي بِهَذِهِ الْكَرَامَة , كَمَا : 28794 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { فَأَمَّا الْإِنْسَان إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ رَبّه فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُول رَبِّي أَكْرَمَنِ } وَحَقّ لَهُ .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَمَّا إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه فَيَقُول رَبِّي أَهَانَنِي } وَقَوْله : { وَأَمَّا إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه } يَقُول : وَأَمَّا إِذَا مَا اِمْتَحَنَهُ رَبّه بِالْفَقْرِ { فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه } يَقُول : فَضَيَّقَ عَلَيْهِ رِزْقه وَقَتَرَهُ , فَلَمْ يُكْثِر مَاله , وَلَمْ يُوَسِّع عَلَيْهِ { فَيَقُول رَبِّي أَهَانَنِي } يَقُول : فَيَقُول ذَلِكَ الْإِنْسَان : رَبِّي أَهَانَنِي , يَقُول : أَذَلَّنِي بِالْفَقْرِ , وَلَمْ يَشْكُر اللَّه عَلَى مَا وَهَبَ لَهُ مِنْ سَلَامَة جَوَارِحه , وَرَزَقَهُ مِنْ الْعَافِيَة فِي جِسْمه . 28795- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَأَمَّا إِذَا اِبْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه فَيَقُول رَبِّي أَهَانَنِي } مَا أَسْرَع كُفْر اِبْن آدَم . 28796 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , قَوْله : { فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه } قَالَ : ضَيَّقَهُ . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله { فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه } فَقَرَأَتْ عَامَّة قُرَّاء الْأَمْصَار ذَلِكَ بِالتَّخْفِيفِ , فَقَدَرَ : بِمَعْنَى فَقَتَرَ , خَلَا أَبِي جَعْفَر الْقَارِي , فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِالتَّشْدِيدِ : " فَقَدَّرَ " . وَذُكِرَ عَنْ أَبِي عَمْرو بْن الْعَلَاء أَنَّهُ كَانَ يَقُول : قَدَّرَ , بِمَعْنَى يُعْطِيه مَا يَكْفِيه , وَيَقُول : لَوْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ مَا قَالَ رَبِّي أَهَانَنِي . وَالصَّوَاب مِنْ قِرَاءَة ذَلِكَ عِنْدنَا بِالتَّخْفِيفِ , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَيْهِ .
وَقَوْله : { كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَعْنِيّ بِقَوْلِهِ : { كَلَّا } فِي هَذَا الْمَوْضِع , وَمَا الَّذِي أَنْكَرَ بِذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : أَنْكَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يَكُون سَبَب كَرَامَته مَنْ أَكْرَم كَثْرَة مَاله , وَسَبَب إِهَانَته مَنْ أَهَانَ قِلَّة مَاله . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28797 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَأَمَّا إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه فَيَقُول رَبِّي أَهَانَنِي } مَا أَسْرَع مَا كَفَرَ اِبْن آدَم ! يَقُول اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ : كَلَّا إِنِّي لَا أُكْرِم مَنْ أَكْرَمْت بِكَثْرَةِ الدُّنْيَا , وَلَا أُهِين مَنْ أَهَنْت بِقِلَّتِهَا , وَلَكِنْ إِنَّمَا أُكْرِم مَنْ أَكْرَمْت بِطَاعَتِي , وَأُهِين مَنْ أَهَنْت بِمَعْصِيَتِي. وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ أَنْكَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ حَمْد الْإِنْسَان رَبّه عَلَى نِعَمه دُون فَقْره , وَشَكْوَاهُ الْفَاقَة. وَقَالُوا : مَعْنَى الْكَلَام : كَلَّا , أَيْ لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُون هَكَذَا , وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْمَدهُ عَلَى الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا , عَلَى الْغِنَى وَالْفَقْر . وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ : الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ قَتَادَة , لِدَلَالَةِ قَوْله { بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم } وَالْآيَات الَّتِي بَعْدهَا , عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا أَهَانَ مَنْ أَهَانَ بِأَنَّهُ لَا يُكْرِم الْيَتِيم , وَلَا يَحُضّ عَلَى طَعَام الْمِسْكِين , وَسَائِر الْمَعَانِي الَّتِي عَدَّدَ , وَفِي إِبَانَته عَنْ السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله أَهَانَ مَنْ أَهَانَ , الدَّلَالَة الْوَاضِحَة عَلَى سَبَب تَكْرِيمه مَنْ أَكْرَمَ , وَفِي تَبْيِينه ذَلِكَ عَقِيب قَوْله : { فَأَمَّا الْإِنْسَان إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ رَبّه فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُول رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه فَيَقُول رَبِّي أَهَانَنِي } بَيَان وَاضِح عَنْ الَّذِي أَنْكَرَ مِنْ قَوْله مَا وَصَفْنَا . وَقَوْله : { بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : بَلْ إِنَّمَا أَهَنْت مَنْ أَهَنْت مِنْ أَجْل أَنَّهُ لَا يُكْرِم الْيَتِيم , فَأَخْرَجَ الْكَلَام عَلَى الْخِطَاب , فَقَالَ : بَلْ لَسْتُمْ تُكْرِمُونَ الْيَتِيم , فَلِذَلِكَ أَهَنْتُكُمْ
اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَهُ مِنْ أَهْل الْمَدِينَة أَبُو جَعْفَر وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة { بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم وَلَا تَحَاضُّونَ } بِالتَّاءِ أَيْضًا وَفَتْحهَا , وَإِثْبَات الْأَلِف فِيهَا , بِمَعْنَى : وَلَا يَحُضّ بَعْضكُمْ بَعْضًا عَلَى طَعَام الْمِسْكِين . وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْض قُرَّاء مَكَّة وَعَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة , بِالتَّاءِ وَفَتْحهَا وَحَذْف الْأَلِف : " وَلَا تَحُضُّونَ " بِمَعْنَى : وَلَا تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِ الْمِسْكِين . وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْبَصْرَة : " يَحُضُّونَ " بِالْيَاءِ وَحَذْف الْأَلِف , بِمَعْنَى : وَلَا يُكْرِم الْقَائِلُونَ إِذَا مَا اِبْتَلَاهُ رَبّه فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ رَبِّي أَكْرَمَنِي , وَإِذَا قَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقه رَبِّي أَهَانَنِي الْيَتِيم , " وَلَا يَحُضُّونَ عَلَى طَعَام الْمِسْكِين " وَكَذَلِكَ يَقْرَأ الَّذِينَ ذَكَرْنَا مِنْ أَهْل الْبَصْرَة " يُكْرِمُونَ " وَسَائِر الْحُرُوف مَعَهَا بِالْيَاءِ , عَلَى وَجْه الْخَبَر عَنْ الَّذِينَ ذَكَرْت . وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضهمْ أَنَّهُ قَرَأَ : " تُحَاضُّونَ " بِالتَّاءِ وَضَمّهَا وَإِثْبَات الْأَلِف , بِمَعْنَى : وَلَا تُحَافِظُونَ . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي : أَنَّ هَذِهِ قِرَاءَات مَعْرُوفَات فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار , أَعْنِي الْقِرَاءَات الثَّلَاث صَحِيحَات الْمَعَانِي , فَبِأَيِّ ذَلِكَ قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .
وَقَوْله : { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَتَأْكُلُونَ أَيّهَا النَّاس الْمِيرَاث أَكْلًا لَمًّا , يَعْنِي : أَكْلًا شَدِيدًا , لَا تَتْرُكُونَ مِنْهُ شَيْئًا , وَهُوَ مِنْ قَوْلهمْ : لَمَمْت مَا عَلَى الْخِوَان أَجْمَع , فَأَنَا أَلُمّهُ لَمًّا : إِذَا أَكَلْت مَا عَلَيْهِ , فَأَتَيْت عَلَى جَمِيعه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28798 - حَدَّثَنِي عَمْرو بْن سَعِيد بْن يَسَار الْقُرَشِيّ , قَالَ : ثَنَا الْأَنْصَارِيّ , عَنْ أَشْعَث , عَنْ الْحَسَن { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : الْمِيرَاث . 28799 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث } أَيْ الْمِيرَاث . وَكَذَلِكَ فِي قَوْله : { أَكْلًا لَمًّا } . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28800 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } يَقُول : تَأْكُلُونَ أَكْلًا شَدِيدًا . 28801 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ يُونُس , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : نَصِيبه وَنَصِيب صَاحِبه . 28802 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : { أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : اللَّمّ : السَّفّ , لَفّ كُلّ شَيْء . 28803- حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { أَكْلًا لَمًّا } : أَيْ شَدِيدًا . 28804 -حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { أَكْلًا لَمًّا } يَقُول : أَكْلًا شَدِيدًا . 28805 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْل اللَّه : { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : الْأَكْل اللَّمّ : الَّذِي يَأْكُل كُلّ شَيْء يَجِدهُ وَلَا يَسْأَل , فَأَكَلَ الَّذِي لَهُ , وَاَلَّذِي لِصَاحِبِهِ. كَانُوا لَا يُوَرِّثُونَ النِّسَاء , وَلَا يُوَرِّثُونَ الصِّغَار , وَقَرَأَ : { يَسْتَفْتُونَك فِي النِّسَاء قُلْ اللَّه يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَاب فِي يَتَامَى النِّسَاء اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْوِلْدَان } : أَيْ لَا تُوَرِّثُونَهُنَّ أَيْضًا { أَكْلًا لَمًّا } يَأْكُل مِيرَاثه , وَكُلّ شَيْء لَا يَسْأَل عَنْهُ , وَلَا يَدْرِي أَحَلَال أَوْ حَرَام . 28806- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { تَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } . يَقُول : سَفًّا . 28807 - حَدَّثَنِي اِبْن عَبْد الرَّحِيم الْبَرْقِيّ , قَالَ : ثَنَا عَمْرو اِبْن أَبِي سَلَمَة الْبُسْتِيّ , عَنْ زُهَيْر , عَنْ سَالِم , قَالَ : قَدْ سَمِعْت بَكْر بْن عَبْد اللَّه يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة : { وَتَأْكُلُونَ التُّرَاث أَكْلًا لَمًّا } قَالَ : اللَّمّ : الِاعْتِدَاء فِي الْمِيرَاث , يَأْكُل مِيرَاثه وَمِيرَاث غَيْره .
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } وَتُحِبُّونَ جَمْع الْمَال أَيّهَا النَّاس وَاقْتِنَاءَهُ حُبًّا كَثِيرًا شَدِيدًا ; مِنْ قَوْلهمْ : قَدْ جَمَّ الْمَاء فِي الْحَوْض : إِذَا اِجْتَمَعَ , وَمِنْهُ قَوْل زُهَيْر اِبْن أَبِي سُلْمَى : فَلَمَّا وَرَدْنَ الْمَاء زُرْقًا جِمَامه وَضَعْنَ عِصِيّ الْحَاضِر الْمُتَخَيِّم وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28808- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } يَقُول : شَدِيدًا . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } فَيُحِبُّونَ كَثْرَة الْمَال. 28809 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { حُبًّا جَمًّا } قَالَ : الْجَمّ : الْكَثِير . 28810 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } : أَيْ حُبًّا شَدِيدًا . 28811 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { حُبًّا جَمًّا } : يُحِبُّونَ كَثْرَة الْمَال . 28812 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } قَالَ : الْجَمّ : الشَّدِيد .
وَيَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { كَلَّا } : مَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُون الْأَمْر .
ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ نَدَمهمْ عَلَى أَفْعَالهمْ السَّيِّئَة فِي الدُّنْيَا , وَتَلَهُّفهمْ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ حِين لَا يَنْفَعهُمْ النَّدَم , فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا } يَعْنِي : إِذَا رُجَّتْ وَزُلْزِلَتْ زَلْزَلَة , وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكًا بَعْد تَحْرِيك . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28813 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله { إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا } يَقُول : تَحْرِيكهَا . 28814 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : ثَنِي حَرْمَلَة بْن عِمْرَان , أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر مَوْلَى غُفْرَة يَقُول : إِذَا سَمِعْت اللَّه يَقُول كَلَّا , فَإِنَّمَا يَقُول : كَذَبْت .
ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ نَدَمهمْ عَلَى أَفْعَالهمْ السَّيِّئَة فِي الدُّنْيَا , وَتَلَهُّفهمْ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ حِين لَا يَنْفَعهُمْ النَّدَم , فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا } يَعْنِي : إِذَا رُجَّتْ وَزُلْزِلَتْ زَلْزَلَة , وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكًا بَعْد تَحْرِيك . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28813 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله { إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا } يَقُول : تَحْرِيكهَا . 28814 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : ثَنِي حَرْمَلَة بْن عِمْرَان , أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر مَوْلَى غُفْرَة يَقُول : إِذَا سَمِعْت اللَّه يَقُول كَلَّا , فَإِنَّمَا يَقُول : كَذَبْت .
وَقَوْله : { وَجَاءَ رَبّك وَالْمَلَك صَفًّا صَفًّا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِذَا جَاءَ رَبّك يَا مُحَمَّد وَأَمْلَاكه صُفُوفًا صَفًّا بَعْد صَفّ , كَمَا : 28815 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر وَعَبْد الْوَهَّاب , قَالَا : ثَنَا عَوْف , عَنْ أَبِي الْمِنْهَال , عَنْ شَهْر بْن حَوْشَب , عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مُدَّتْ الْأَرْض مَدّ الْأَدِيم , وَزِيدَ فِي سَعَتهَا كَذَا وَكَذَا , وَجُمِعَ الْخَلَائِق بِصَعِيدٍ وَاحِد , جِنّهمْ وَإِنْسهمْ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْم قُيِّضَتْ هَذِهِ السَّمَاء الدُّنْيَا عَنْ أَهْلهَا عَلَى وَجْه الْأَرْض , وَلِأَهْلِ السَّمَاء وَحْدهمْ أَكْثَر مِنْ أَهْل الْأَرْض جِنّهمْ وَإِنْسهمْ بِضِعْفٍ , فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْه الْأَرْض فَزِعُوا مِنْهُمْ , فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبّنَا : فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلهمْ , وَيَقُولُونَ : سُبْحَان رَبّنَا ! لَيْسَ فِينَا , وَهُوَ آتٍ ; ثُمَّ تُقَاض السَّمَاء الثَّانِيَة , وَلِأَهْلِ السَّمَاء الثَّانِيَة وَحْدهمْ أَكْثَر مِنْ أَهْل السَّمَاء الدُّنْيَا وَمِنْ جَمِيع أَهْل الْأَرْض بِضِعْفٍ جِنّهمْ وَإِنْسهمْ , فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْه الْأَرْض فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْل الْأَرْض , فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبّنَا ؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلهمْ وَيَقُولُونَ : سُبْحَان رَبّنَا ! لَيْسَ فِينَا , وَهُوَ آتٍ ; ثُمَّ تُقَاض السَّمَاوَات سَمَاء سَمَاء , كُلَّمَا قُيِّضَتْ سَمَاء عَنْ أَهْلهَا كَانَتْ أَكْثَر مِنْ أَهْل السَّمَاوَات الَّتِي تَحْتهَا , وَمِنْ جَمِيع أَهْل الْأَرْض بِضِعْفٍ , فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْه الْأَرْض , فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْل الْأَرْض , فَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْل ذَلِكَ , وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ مِثْل ذَلِكَ , حَتَّى تُقَاض السَّمَاء السَّابِعَة , فَلِأَهْلِ السَّمَاء السَّابِعَة أَكْثَر مِنْ أَهْل سِتّ سَمَاوَات , وَمِنْ جَمِيع أَهْل الْأَرْض بِضِعْفٍ , فَيَجِيء اللَّه فِيهِمْ وَالْأُمَم جِثِيّ صُفُوف , وَيُنَادِي مُنَادٍ : سَتَعْلَمُونَ الْيَوْم مَنْ أَصْحَاب الْكَرَم , لِيَقُمْ الْحَمَّادُونَ لِلَّهِ عَلَى كُلّ حَال ; قَالَ : فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّة ; ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَة : سَتَعْلَمُونَ الْيَوْم مَنْ أَصْحَاب الْكَرَم , أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جَنُوبهمْ عَنْ الْمَضَاجِع , يَدْعُونَ رَبّهمْ خَوْفًا وَطَمَعًا , وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ؟ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّة ; ثُمَّ يُنَادِي الثَّالِثَة : سَتَعْلَمُونَ الْيَوْم مَنْ أَصْحَاب الْكَرَم : أَيْنَ الَّذِينَ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بَيْع عَنْ ذِكْر اللَّه , وَإِقَامِ الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة , يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّب فِيهِ الْقُلُوب وَالْأَبْصَار , فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّة ; فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة خَرَجَ عُنُق مِنْ النَّار , فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِق , لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ , وَلِسَان فَصِيح , فَيَقُول : إِنِّي وُكِّلْت مِنْكُمْ بِثَلَاثَةٍ : بِكُلِّ جَبَّار عَنِيد , فَيَلْقُطهُمْ مِنْ الصُّفُوف لَقْط الطَّيْر حَبّ السِّمْسِم , فَيُحْبَس بِهِمْ فِي جَهَنَّم , ثُمَّ يَخْرُج ثَانِيَة فَيَقُول : إِنِّي وُكِّلْت مِنْكُمْ بِمَنْ آذَى اللَّه وَرَسُوله فَيَلْقُطهُمْ لَقْط الطَّيْر حَبّ السِّمْسِم , فَيُحْبَس بِهِمْ فِي جَهَنَّم , ثُمَّ يَخْرُج ثَالِثَة , قَالَ عَوْف , قَالَ أَبُو الْمِنْهَال : حَسِبْت أَنَّهُ يَقُول : وُكِّلْت بِأَصْحَابِ التَّصَاوِير , فَيَلْتَقِطهُمْ مِنْ الصُّفُوف لَقْط الطَّيْر حَبّ السِّمْسِم , فَيُحْبَس بِهِمْ فِي جَهَنَّم , فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة , وَمِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة , نُشِرَتْ الصُّحُف , وَوُضِعَتْ الْمَوَازِين , وَدُعِيَ الْخَلَائِق لِلْحِسَابِ . 28816 -حَدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ : ثَنَا أَبُو أُسَامَة , عَنْ الْأَجْلَح , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم يَقُول : إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة , أَمَرَ اللَّه السَّمَاء الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا , وَنَزَلَ مَنْ فِيهَا مِنْ الْمَلَائِكَة , وَأَحَاطُوا بِالْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا , ثُمَّ الثَّانِيَة , ثُمَّ الثَّالِثَة , ثُمَّ الرَّابِعَة , ثُمَّ الْخَامِسَة , ثُمَّ السَّادِسَة , ثُمَّ السَّابِعَة , فَصُفُّوا صَفًّا دُون صَفّ , ثُمَّ يَنْزِل الْمَلَك الْأَعْلَى عَلَى مُجَنَّبَته الْيُسْرَى جَهَنَّم , فَإِذَا رَآهَا أَهْل الْأَرْض نَدُّوا , فَلَا يَأْتُونَ قُطْرًا مِنْ أَقْطَار الْأَرْض إِلَّا وَجَدُوا سَبْعَة صُفُوف مِنْ الْمَلَائِكَة , فَيَرْجِعُونَ إِلَى الْمَكَان الَّذِي كَانُوا فِيهِ , فَذَلِكَ قَوْل اللَّه : { إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ يَوْم التَّنَادِ يَوْم تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ اللَّه مِنْ عَاصِم } , وَذَلِكَ قَوْله : { وَجَاءَ رَبّك وَالْمَلَك صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } وَقَوْله : { يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس إِنْ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَار السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } , وَذَلِكَ قَوْل اللَّه : { وَانْشَقَّتْ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمئِذٍ وَاهِيَة وَالْمَلَك عَلَى أَرْجَائِهَا } . 28817 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُحَارِبِيّ , عَنْ إِسْمَاعِيل بْن رَافِع الْمَدَنِيّ , عَنْ يَزِيد اِبْن أَبِي زِيَاد , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ , عَنْ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تُوقَفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا يَوْم الْقِيَامَة مِقْدَار سَبْعِينَ عَامًا لَا يُنْظَر إِلَيْكُمْ وَلَا يُقْضَى بَيْنكُمْ . قَدْ حُصِرَ عَلَيْكُمْ , فَتَبْكُونَ حَتَّى يَنْقَطِع الدَّمْع , ثُمَّ تَدْمَعُونَ دَمًا , وَتَبْكُونَ حَتَّى يَبْلُغ ذَلِكَ مِنْكُمْ الْأَذْقَان , أَوْ يُلَجِّمكُمْ فَتَضِجُّونَ , ثُمَّ تَقُولُونَ مَنْ يَشْفَع لَنَا إِلَى رَبّنَا , فَيَقْضِي بَيْننَا , فَيَقُولُونَ مَنْ أَحَقّ بِذَلِكَ مِنْ أَبِيكُمْ ؟ جَعَلَ اللَّه تُرْبَته , وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ , وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحه , وَكَلَّمَهُ قَبْلًا , فَيُؤْتَى آدَم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُطْلَب ذَلِكَ إِلَيْهِ , فَيَأْبَى , ثُمَّ يَسْتَقْرُونَ الْأَنْبِيَاء نَبِيًّا نَبِيًّا , كُلَّمَا جَاءُوا نَبِيًّا أَبَى " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حَتَّى يَأْتُونِي , فَإِذَا جَاءُونِي خَرَجْت حَتَّى آتِي الْفَحْص " . قَالَ أَبُو هُرَيْرَة : يَا رَسُول اللَّه , مَا الْفَحْص ؟ قَالَ : " قُدَّام الْعَرْش , فَأَخِرّ سَاجِدًا , فَلَا أَزَالَ سَاجِدًا حَتَّى يَبْعَث اللَّه إِلَيَّ مَلَكًا , فَيَأْخُذ بِعَضُدِي , فَيَرْفَعنِي ثُمَّ يَقُول اللَّه لِي : مُحَمَّد , وَهُوَ أَعْلَم , فَأَقُول : نَعَمْ , فَيَقُول : مَا شَأْنك ؟ فَأَقُول : يَا رَبّ وَعَدْتنِي الشَّفَاعَة , شَفِّعْنِي فِي خَلْقك فَاقْضِ بَيْنهمْ , فَيَقُول : قَدْ شَفَّعْتُك , أَنَا آتِيكُمْ فَأَقْضِي بَيْنكُمْ " . قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَأَنْصَرِف حَتَّى أَقِف مَعَ النَّاس , فَبَيْنَا نَحْنُ وُقُوف , سَمِعْنَا حِسًّا مِنْ السَّمَاء شَدِيدًا , فَهَالَنَا , فَنَزَلَ أَهْل السَّمَاء الدُّنْيَا بِمِثْلَيْ مَنْ فِي الْأَرْض مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس , حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ الْأَرْض , أَشْرَقَتْ الْأَرْض بِنُورِهِمْ , وَأَخَذُوا مَصَافّهمْ , وَقُلْنَا لَهُمْ : أَفِيكُمْ رَبّنَا ؟ قَالُوا : لَا , وَهُوَ آتٍ ثُمَّ يَنْزِل أَهْل السَّمَاء الثَّانِيَة بِمِثْلَيْ مَنْ نَزَلَ مِنْ الْمَلَائِكَة , وَبِمِثْلَيْ مَنْ فِيهَا مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس , حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ الْأَرْض , أَشْرَقَتْ الْأَرْض بِنُورِهِمْ , وَأَخَذُوا مَصَافّهمْ , وَقُلْنَا لَهُمْ : أَفِيكُمْ رَبّنَا : قَالُوا : لَا , وَهُوَ آتٍ . ثُمَّ نَزَلَ أَهْل السَّمَاوَات عَلَى قَدْر ذَلِكَ مِنْ الضِّعْف , حَتَّى نَزَلَ الْجَبَّار فِي ظُلَل مِنْ الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة , وَلَهُمْ زَجَل مِنْ تَسْبِيحهمْ , يَقُولُونَ : سُبْحَان ذِي الْمُلْك وَالْمَلَكُوت ! سُبْحَان رَبّ الْعَرْش ذِي الْجَبَرُوت ! سُبْحَان الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت ! سُبْحَان الَّذِي يُمِيت الْخَلَائِق وَلَا يَمُوت ! سُبُّوح قُدُّوس رَبّ الْمَلَائِكَة وَالرُّوح ! قُدُّوس قُدُّوس , سُبْحَان رَبّنَا الْأَعْلَى ! سُبْحَان ذِي الْجَبَرُوت وَالْمَلَكُوت وَالْكِبْرِيَاء وَالسُّلْطَان وَالْعَظَمَة ! سُبْحَانه أَبَدًا أَبَدًا ! يَحْمِل عَرْشه يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة , وَهُمْ الْيَوْم أَرْبَعَة , أَقْدَامهمْ عَلَى تُخُوم الْأَرْض السُّفْلَى وَالسَّمَاوَات إِلَى حُجَزهمْ , وَالْعَرْش عَلَى مَنَاكِبهمْ , فَوَضَعَ اللَّه عَرْشه حَيْثُ شَاءَ مِنْ الْأَرْض , ثُمَّ يُنَادِي بِنِدَاءٍ يُسْمِع الْخَلَائِق , فَيَقُول : يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس , إِنِّي قَدْ أَنْصَتّ مُنْذُ يَوْم خَلَقْتُكُمْ إِلَى يَوْمكُمْ هَذَا , أَسْمَع كَلَامكُمْ , وَأُبْصِر أَعْمَالكُمْ , فَأَنْصِتُوا إِلَيَّ , فَإِنَّمَا هِيَ صُحُفكُمْ وَأَعْمَالكُمْ تُقْرَأ عَلَيْكُمْ , فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّه , وَمَنْ وَجَدَ غَيْر ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسه . ثُمَّ يَأْمُر اللَّه جَهَنَّم فَتُخْرِج مِنْهَا عُنُقًا سَاطِعًا مُظْلِمًا , ثُمَّ يَقُول اللَّه : { أَلَمْ أَعْهَد إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَم أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَان. .. , إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوّ مُبِين } إِلَى قَوْله : { هَذِهِ جَهَنَّم الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ وَامْتَازُوا الْيَوْم أَيّهَا الْمُجْرِمُونَ } فَيَتَمَيَّز النَّاس وَيَجْثُونَ , وَهِيَ الَّتِي يَقُول اللَّه : { وَتَرَى كُلّ أُمَّة جَاثِيَة كُلّ أُمَّة تُدْعَى إِلَى كِتَابهَا , الْيَوْم } . .. الْآيَة , فَيَقْضِي اللَّه بَيْن خَلْقه , الْجِنّ وَالْإِنْس وَالْبَهَائِم , فَإِنَّهُ لَيَقِيد يَوْمئِذٍ لِلْجَمَّاءِ مِنْ ذَات الْقُرُون , حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ تَبِعَة عِنْد وَاحِدَة لِأُخْرَى , قَالَ اللَّه : كُونُوا تُرَابًا , فَعِنْد ذَلِكَ يَقُول الْكَافِر : يَا لَيْتَنِي كُنْت تُرَابًا , ثُمَّ يَقْضِي اللَّه سُبْحَانه بَيْن الْجِنّ وَالْإِنْس " . 28818 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَجَاءَ رَبّك وَالْمَلَك صَفًّا صَفًّا } : صُفُوف الْمَلَائِكَة .
وَقَوْله : { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَجَاءَ اللَّه يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم , كَمَا : 28819 - حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة قَالَ : ثَنَا مَرْوَان الْفَزَارِيّ , عَنْ الْعَلَاء بْن خَالِد الْأَسَدِيّ , عَنْ شَقِيق بْن سَلَمَة , قَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود , فِي قَوْله : { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } قَالَ : جِيءَ بِهَا تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام , مَعَ كُلّ زِمَام سَبْعُونَ أَلْف مَلَك يَقُودُونَهَا . 28820 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , عَنْ عَاصِم قَالَ : بَهْدَلَة , عَنْ أَبِي وَائِل : { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } قَالَ : يُجَاء بِهَا يَوْم الْقِيَامَة تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام , مَعَ كُلّ زِمَام سَبْعُونَ أَلْف مَلَك . 28821 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا الْحَكَم بْن بَشِير , قَالَ : ثَنَا عَمْرو بْن قَيْس , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : جَنَبَتَيْهِ : الْجَنَّة وَالنَّار ; قَالَ : هَذَا حِين يَنْزِل مِنْ عَرْشه إِلَى كُرْسِيّه , لِحِسَابِ خَلْقه , وَقَرَأَ : { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } . 28822 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { وَجِيءَ يَوْمئِذٍ بِجَهَنَّم } قَالَ : جِيءَ بِهَا مَزْمُومَة .
وَقَوْله : { يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان تَفْرِيطه فِي الدُّنْيَا فِي طَاعَة اللَّه , وَفِيمَا يُقَرِّب إِلَيْهِ مِنْ صَالِح الْأَعْمَال
يَقُول : مِنْ أَيّ وَجْه لَهُ التَّذْكِير . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28823- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ؟ } يَقُول : وَكَيْف لَهُ
وَقَوْله : { يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان تَفْرِيطه فِي الدُّنْيَا فِي طَاعَة اللَّه , وَفِيمَا يُقَرِّب إِلَيْهِ مِنْ صَالِح الْأَعْمَال
يَقُول : مِنْ أَيّ وَجْه لَهُ التَّذْكِير . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28823- حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ؟ } يَقُول : وَكَيْف لَهُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَقُول يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ تَلَهُّف اِبْن آدَم يَوْم الْقِيَامَة , وَتَنَدُّمه عَلَى تَفْرِيطه فِي الصَّالِحَات مِنْ الْأَعْمَال فِي الدُّنْيَا الَّتِي تُورِثهُ بَقَاء الْأَبَد , فِي نَعِيم لَا اِنْقِطَاع لَهُ : يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي فِي الدُّنْيَا مِنْ صَالِح الْأَعْمَال لِحَيَاتِي هَذِهِ , الَّتِي لَا مَوْت بَعْدهَا , مَا يُنْجِينِي مِنْ غَضَب اللَّه , وَيُوجِب لِي رِضْوَانه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28824 - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا هَوْذَة , قَالَ : ثَنَا عَوْف , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : { يَوْمئِذٍ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُول يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } قَالَ : عَلِمَ اللَّه أَنَّهُ صَادِق , هُنَاكَ حَيَاة طَوِيلَة لَا مَوْت فِيهَا آخَر مَا عَلَيْهِ . 28825 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } : هُنَاكُمْ وَاَللَّه الْحَيَاة الطَّوِيلَة . 28826 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي } قَالَ : الْآخِرَة .
وَقَوْله : { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } أَجْمَعَتْ الْقُرَّاء قُرَّاء الْأَمْصَار فِي قِرَاءَة ذَلِكَ عَلَى كَسْر الذَّال مِنْ يُعَذِّب , وَالثَّاء مِنْ يُوثِق , خَلَا الْكِسَائِيّ , فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الذَّال وَالثَّاء , اِعْتِلَالًا مِنْهُ بِخَبَرٍ رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ كَذَلِكَ , وَاهِي الْإِسْنَاد . 28827 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ خَارِجَة , عَنْ خَالِد الْحَذَّاء , عَنْ أَبِي قِلَابَة , قَالَ : ثَنِي مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَابه أَحَد " . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : مَا عَلَيْهِ قُرَّاء الْأَمْصَار , وَذَلِكَ كَسْر الذَّال وَالثَّاء , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَيْهِ . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَتَأْوِيل الْكَلَام : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب بِعَذَابِ اللَّه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثَق كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ أَحَد فِي الدُّنْيَا. وَكَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ مِنْ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : . 28828 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } وَلَا يُوثِق كَوَثَاقِ اللَّه أَحَد . 28829- حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد } قَالَ : قَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِي الدُّنْيَا عَذَابًا وَوَثَاقًا , فَقَالَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد فِي الدُّنْيَا . وَأَمَّا الَّذِي قَرَأَ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ , فَإِنَّهُ وَجَّهَ تَأْوِيله إِلَى : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب أَحَد فِي الدُّنْيَا كَعَذَابِ اللَّه يَوْمئِذٍ , وَلَا يُوثَق أَحَد فِي الدُّنْيَا كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ . وَقَدْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بَعْض مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ بِالْفَتْحِ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَاب الْكَافِر أَحَد وَلَا يُوثَق وَثَاق الْكَافِر أَحَد . وَقَالَ : كَيْف يَجُوز الْكَسْر , وَلَا مُعَذِّب يَوْمئِذٍ سِوَى اللَّه وَهَذَا مِنْ التَّأْوِيل غَلَط . لِأَنَّ أَهْل التَّأْوِيل تَأَوَّلُوهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ . مَعَ إِجْمَاع الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى قِرَاءَته بِالْمَعْنَى الَّذِي جَاءَ بِهِ تَأْوِيل أَهْل التَّأْوِيل , وَمَا أَحْسَبهُ دَعَاهُ إِلَى قِرَاءَة ذَلِكَ كَذَلِكَ , إِلَّا ذَهَابه عَنْ وَجْه صِحَّته فِي التَّأْوِيل .
وَقَوْله : { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } أَجْمَعَتْ الْقُرَّاء قُرَّاء الْأَمْصَار فِي قِرَاءَة ذَلِكَ عَلَى كَسْر الذَّال مِنْ يُعَذِّب , وَالثَّاء مِنْ يُوثِق , خَلَا الْكِسَائِيّ , فَإِنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الذَّال وَالثَّاء , اِعْتِلَالًا مِنْهُ بِخَبَرٍ رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ كَذَلِكَ , وَاهِي الْإِسْنَاد . 28827 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ خَارِجَة , عَنْ خَالِد الْحَذَّاء , عَنْ أَبِي قِلَابَة , قَالَ : ثَنِي مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَابه أَحَد " . وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا : مَا عَلَيْهِ قُرَّاء الْأَمْصَار , وَذَلِكَ كَسْر الذَّال وَالثَّاء , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَيْهِ . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَتَأْوِيل الْكَلَام : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب بِعَذَابِ اللَّه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثَق كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ أَحَد فِي الدُّنْيَا. وَكَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ قَارِئُو ذَلِكَ كَذَلِكَ مِنْ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : . 28828 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد } وَلَا يُوثِق كَوَثَاقِ اللَّه أَحَد . 28829 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن { فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد } قَالَ : قَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِي الدُّنْيَا عَذَابًا وَوَثَاقًا , فَقَالَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذِّب عَذَابه أَحَد فِي الدُّنْيَا , وَلَا يُوثِق وَثَاقه أَحَد فِي الدُّنْيَا . وَأَمَّا الَّذِي قَرَأَ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ , فَإِنَّهُ وَجَّهَ تَأْوِيله إِلَى : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب أَحَد فِي الدُّنْيَا كَعَذَابِ اللَّه يَوْمئِذٍ , وَلَا يُوثَق أَحَد فِي الدُّنْيَا كَوَثَاقِهِ يَوْمئِذٍ . وَقَدْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بَعْض مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ بِالْفَتْحِ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ : فَيَوْمئِذٍ لَا يُعَذَّب عَذَاب الْكَافِر أَحَد وَلَا يُوثَق وَثَاق الْكَافِر أَحَد . وَقَالَ : كَيْف يَجُوز الْكَسْر , وَلَا مُعَذِّب يَوْمئِذٍ سِوَى اللَّه وَهَذَا مِنْ التَّأْوِيل غَلَط . لِأَنَّ أَهْل التَّأْوِيل تَأَوَّلُوهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ . مَعَ إِجْمَاع الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى قِرَاءَته بِالْمَعْنَى الَّذِي جَاءَ بِهِ تَأْوِيل أَهْل التَّأْوِيل , وَمَا أَحْسَبهُ دَعَاهُ إِلَى قِرَاءَة ذَلِكَ كَذَلِكَ , إِلَّا ذَهَابه عَنْ وَجْه صِحَّته فِي التَّأْوِيل .
وَقَوْله : { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيل الْمَلَائِكَة لِأَوْلِيَائِهِ يَوْم الْقِيَامَة : يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة , يَعْنِي بِالْمُطْمَئِنَّةِ : الَّتِي اِطْمَأَنَّتْ إِلَى وَعْد اللَّه الَّذِي وَعَدَ أَهْل الْإِيمَان بِهِ , فِي الدُّنْيَا مِنْ الْكَرَامَة فِي الْآخِرَة , فَصَدَّقَتْ بِذَلِكَ . وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ نَحْو الَّذِي قُلْنَا فِيهِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28830 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } يَقُول : الْمُصَدِّقَة . 28831 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } هُوَ الْمُؤْمِن اِطْمَأَنَّتْ نَفْسه إِلَى مَا وَعَدَ اللَّه . 28832 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة وَالْحَسَن , فِي قَوْله { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : الْمُطْمَئِنَّة إِلَى مَا قَالَ اللَّه , وَالْمُصَدِّقَة بِمَا قَالَ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : الْمُصَدِّقَة الْمُوقِنَة بِأَنَّ اللَّه رَبّهَا , الْمُسَلِّمَة لِأَمْرِهِ فِيمَا هُوَ فَاعِل بِهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28833 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : النَّفْس الَّتِي أَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّه رَبّهَا , وَضَرَبَتْ جَأْشًا لِأَمْرِهِ وَطَاعَته . * - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : أَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللَّه رَبّهَا , وَضَرَبَتْ لِأَمْرِهِ جَأْشًا . * -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : الْمُنِيبَة الْمُخْبِتَة الَّتِي قَدْ أَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّه رَبّهَا , وَضَرَبَتْ لِأَمْرِهِ جَأْشًا . *- حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : أَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللَّه رَبّهَا , وَضَرَبَتْ لِأَمْرِهِ جَأْشًا . * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : الْمُخْبِتَة وَالْمُطْمَئِنَّة إِلَى اللَّه . * -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : الَّتِي قَدْ أَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللَّه رَبّهَا , وَضَرَبَتْ لِأَمْرِهِ جَأْشًا . * - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا اِبْن عُلَيَّة , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : الْمُخْبِتَة . * - حَدَّثَنِي سَعِيد بْن الرَّبِيع الرَّازِيّ , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : الَّتِي أَيْقَنَتْ بِلِقَاءِ اللَّه , وَضَرَبَتْ لَهُ جَأْشًا . وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي قِرَاءَة أُبَيّ : " يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْآمِنَة " . ذِكْر الرِّوَايَة بِذَلِكَ : 28834 - حَدَّثَنَا خَلَّاد بْن أَسْلَمَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا النَّضْر , عَنْ هَارُون الْقَارِي قَالَ : ثَنِي هِلَال , عَنْ أَبِي شَيْخ الْهُنَائِيّ فِي قِرَاءَة أُبَيّ : " يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْآمِنَة الْمُطْمَئِنَّة " وَقَالَ الْكَلْبِيّ : إِنَّ الْآمِنَة فِي هَذَا الْمَوْضِع , يَعْنِي بِهِ الْمُؤْمِنَة . وَقِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ قَوْل الْمَلَك لِلْعَبْدِ عِنْد خُرُوج نَفْسه مُبَشَّرَة بِرِضَا رَبّه عَنْهُ , وَإِعْدَاده مَا أَعَدَّ لَهُ مِنْ الْكَرَامَة عِنْده . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28835 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد , قَالَ : قُرِئَتْ : { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة اِرْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَة مَرْضِيَّة } عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ أَبُو بَكْر : إِنَّ هَذَا لَحَسَن , فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا إِنَّ الْمَلَك سَيَقُولُهَا لَك عِنْد الْمَوْت " . 28836 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ أَبِي صَالِح { اِرْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَة مَرْضِيَّة } قَالَ : هَذَا عِنْد الْمَوْت { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } قَالَ هَذَا يَوْم الْقِيَامَة . وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا : 28837- حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا اِبْن يَمَان , عَنْ أُسَامَة بْن زَيْد , عَنْ أَبِيهِ , فِي قَوْله : { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } قَالَ : بُشِّرَتْ بِالْجَنَّةِ عِنْد الْمَوْت , وَيَوْم الْجَمْع , وَعِنْد الْبَعْث .
وَقَوْله : { اِرْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَة مَرْضِيَّة } اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيله , فَقَالَ بَعْضهمْ : هَذَا خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ قِيل الْمَلَائِكَة لِنَفْسِ الْمُؤْمِن عِنْد الْبَعْث , تَأْمُرهَا أَنْ تَرْجِع فِي جَسَد صَاحِبهَا ; قَالُوا : وَعُنِيَ بِالرَّدِّ هَاهُنَا صَاحِبهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثَنِي أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة اِرْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَة مَرْضِيَّة } قَالَ : تُرَدّ الْأَرْوَاح الْمُطْمَئِنَّة يَوْم الْقِيَامَة فِي الْأَجْسَاد . 28839 -حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } يَأْمُر اللَّه الْأَرْوَاح يَوْم الْقِيَامَة أَنْ تَرْجِع إِلَى الْأَجْسَاد , فَيَأْتُونَ اللَّه كَمَا خَلَقَهُمْ أَوَّل مَرَّة . 28840 -حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا الْمُعْتَمِر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عِكْرِمَة فِي هَذِهِ الْآيَة : { اِرْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَة مَرْضِيَّة } إِلَى الْجَسَد . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ يُقَال ذَلِكَ لَهَا عِنْد الْمَوْت . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28841 -حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ إِسْمَاعِيل اِبْن أَبِي خَالِد , عَنْ أَبِي صَالِح { اِرْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَة مَرْضِيَّة } قَالَ : هَذَا عِنْد الْمَوْت { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } قَالَ : هَذَا يَوْم الْقِيَامَة . وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَالضَّحَّاك , أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يُقَال لَهُمْ عِنْد رَدّ الْأَرْوَاح فِي الْأَجْسَاد يَوْم الْبَعْث لِدَلَالَةِ
قَوْله : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } . اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : فَادْخُلِي فِي عِبَادِي الصَّالِحِينَ , وَادْخُلِي جَنَّتِي. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28842 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } قَالَ : اُدْخُلِي فِي عِبَادِي الصَّالِحِينَ { وَادْخُلِي جَنَّتِي } . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : فَادْخُلِي فِي طَاعَتِي وَادْخُلِي جَنَّتِي . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28843 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ نُعَيْم بْن ضَمْضَم , عَنْ مُحَمَّد بْن مُزَاحِم أَخِي الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } قَالَ : فِي طَاعَتِي { وَادْخُلِي جَنَّتِي } قَالَ : فِي رَحْمَتِي . وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مِنْ أَهْل الْبَصْرَة يُوَجِّه مَعْنَى قَوْله : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } إِلَى : فَادْخُلِي فِي حِزْبِي . وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مِنْ أَهْل الْكُوفَة يَتَأَوَّل ذَلِكَ { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } بِالْإِيمَانِ , وَالْمُصَدِّقَة بِالثَّوَابِ وَالْبَعْث اِرْجِعِي , تَقُول لَهُمْ الْمَلَائِكَة : إِذَا أُعْطُوا كُتُبهمْ بِأَيْمَانِهِمْ { اِرْجِعِي إِلَى رَبّك } إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّه لَك مِنْ الثَّوَاب ; قَالَ : وَقَدْ يَكُون أَنْ تَقُول لَهُمْ شِبْه هَذَا الْقَوْل : يَنْوُونَ اِرْجِعُوا مِنْ الدُّنْيَا إِلَى هَذَا الْمَرْجِع ; قَالَ : وَأَنْتَ تَقُول لِلرَّجُلِ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُول : مُضَرِيّ , فَتَقُول : كُنْ تَمِيمِيًّا أَوْ قَيْسِيًّا , أَيْ أَنْتَ مِنْ أَحَد هَذَيْنِ , فَتَكُون كُنْ صِلَة , كَذَلِكَ الرُّجُوع يَكُون صِلَة , لِأَنَّهُ قَدْ صَارَ إِلَى الْقِيَامَة , فَكَانَ الْأَمْر بِمَعْنَى الْخَبَر , كَأَنَّهُ قَالَ : أَيَّتهَا النَّفْس , أَنْتِ رَاضِيَة مَرْضِيَّة . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْض السَّلَف أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ ذَلِكَ : " فَادْخُلِي فِي عِبَادِي , وَادْخُلِي جَنَّتِي " . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28844 - حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ : ثَنَا الْقَاسِم بْن سَلَّام , قَالَ : ثَنَا حَجَّاج , عَنْ هَارُون , عَنْ أَبَان اِبْن أَبِي عَيَّاش , عَنْ سُلَيْمَان بْن قَتَّة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , أَنَّهُ قَرَأَهَا : " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي " عَلَى التَّوْحِيد . 28845 - حَدَّثَنِي خَلَّاد بْن أَسْلَمَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا النَّضْر بْن شُمَيْل , عَنْ هَارُون الْقَارِي قَالَ : ثَنِي هِلَال , عَنْ أَبِي الشَّيْخ الْهُنَائِيّ : " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي " . وَفِي قَوْل الْكَلْبِيّ : " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي , وَادْخُلِي فِي جَنَّتِي " يَعْنِي : الرُّوح تَرْجِع فِي الْجَسَد . وَالصَّوَاب مِنْ الْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } بِمَعْنَى : فَادْخُلِي فِي عِبَادِي الصَّالِحِينَ . لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَيْهِ .
قَوْله : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } . اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : فَادْخُلِي فِي عِبَادِي الصَّالِحِينَ , وَادْخُلِي جَنَّتِي . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28842 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } قَالَ : اُدْخُلِي فِي عِبَادِي الصَّالِحِينَ { وَادْخُلِي جَنَّتِي } . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : فَادْخُلِي فِي طَاعَتِي وَادْخُلِي جَنَّتِي . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28843 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا وَكِيع , عَنْ نُعَيْم بْن ضَمْضَم , عَنْ مُحَمَّد بْن مُزَاحِم أَخِي الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } قَالَ : فِي طَاعَتِي { وَادْخُلِي جَنَّتِي } قَالَ : فِي رَحْمَتِي . وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مِنْ أَهْل الْبَصْرَة يُوَجِّه مَعْنَى قَوْله : { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } إِلَى : فَادْخُلِي فِي حِزْبِي . وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مِنْ أَهْل الْكُوفَة يَتَأَوَّل ذَلِكَ { يَا أَيَّتهَا النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة } بِالْإِيمَانِ , وَالْمُصَدِّقَة بِالثَّوَابِ وَالْبَعْث اِرْجِعِي , تَقُول لَهُمْ الْمَلَائِكَة : إِذَا أُعْطُوا كُتُبهمْ بِأَيْمَانِهِمْ { اِرْجِعِي إِلَى رَبّك } إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّه لَك مِنْ الثَّوَاب ; قَالَ : وَقَدْ يَكُون أَنْ تَقُول لَهُمْ شِبْه هَذَا الْقَوْل : يَنْوُونَ اِرْجِعُوا مِنْ الدُّنْيَا إِلَى هَذَا الْمَرْجِع ; قَالَ : وَأَنْتَ تَقُول لِلرَّجُلِ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُول : مُضَرِيّ , فَتَقُول : كُنْ تَمِيمِيًّا أَوْ قَيْسِيًّا , أَيْ أَنْتَ مِنْ أَحَد هَذَيْنِ , فَتَكُون كُنْ صِلَة , كَذَلِكَ الرُّجُوع يَكُون صِلَة , لِأَنَّهُ قَدْ صَارَ إِلَى الْقِيَامَة , فَكَانَ الْأَمْر بِمَعْنَى الْخَبَر , كَأَنَّهُ قَالَ : أَيَّتهَا النَّفْس , أَنْتَ رَاضِيَة مَرْضِيَّة . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْض السَّلَف أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأ ذَلِكَ : " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي , وَادْخُلِي جَنَّتِي " . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 28844 - حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ : ثَنَا الْقَاسِم بْن سَلَّام , قَالَ : ثَنَا حَجَّاج , عَنْ هَارُون , عَنْ أَبَان اِبْن أَبِي عَيَّاش , عَنْ سُلَيْمَان بْن قَتَّة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , أَنَّهُ قَرَأَهَا : " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي " عَلَى التَّوْحِيد. 28845 - حَدَّثَنِي خَلَّاد بْن أَسْلَمَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا النَّضْر بْن شُمَيْل , عَنْ هَارُون الْقَارِي قَالَ : ثَنِي هِلَال , عَنْ أَبِي الشَّيْخ الْهُنَائِيّ : " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي " . وَفِي قَوْل الْكَلْبِيّ : " فَادْخُلِي فِي عَبْدِي , وَادْخُلِي فِي جَنَّتِي " يَعْنِي : الرُّوح تَرْجِع فِي الْجَسَد . وَالصَّوَاب مِنْ الْقِرَاءَة فِي ذَلِكَ { فَادْخُلِي فِي عِبَادِي } بِمَعْنَى : فَادْخُلِي فِي عِبَادِي الصَّالِحِينَ. لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَيْهِ . آخِر تَفْسِير سُورَة وَالْفَجْر