أقسم الله بهذا البلد الحرام, وهو (مكة),
وأنت- يا محمد- مقيم في هذا " البلد الحرام " ,
وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد,
لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
أيظن بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟
يقول متباهيا: أنفقت مالا كثيرا.
أيظن في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه, ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟
ألم نجعل له عينين يبصر بهما,
ولسانا وشفتين ينطق بها,
وبينا له سبيلي الخير والشر؟
فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن.
وأي شيء أعلمك ما مشقة الآخرة, وما يعين على تجاوزها؟
إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرق.
أو إطعام في يوم في مجاعة شديدة,
يتيما من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم,
أو فقيرا معدما لا شيء عنده.
ثم كان مع فعل ما ذكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله, وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه, وتواصوا بالرحمة بالخلق.
الذين فعلوا هذه الأفعال, هم أصحاب اليم, الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.
والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار.
جزاؤهم جهنم مطبقة مغلقة عليهم.