الصفحة 1الصفحة 2الصفحة 3الصفحة 4
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًاسورة الإسراء الآية رقم 91
" أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ " فتستغنى بها عن المشي في الأسواق والذهاب والمجيء.
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاًسورة الإسراء الآية رقم 92
" أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا " أي: قطعا من العذاب.
" أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا " أي جميعا, أو مقابلة ومعاينة, يشهدون لك بما جئت به.
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاًسورة الإسراء الآية رقم 93
" أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ " أي: مزخرف بالذهب وغيره.
" أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ " رقيا حسيا.
ومع هذا " وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ " .
ولما كانت هذه تعنتات, وتعجيزات, وكلام أسفه الناس وأظلمهم, المتضمنة لرد الحق, وسوء أدب مع الله, وأن الرسول صلى الله عليه وسلم, هو الذي يأتي بالآيات - أمره الله أن ينزهه فقال: " قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي " عما تقولون علوا كبيرا, وسبحانه أن تكون أحكامه وآياته تابعة لأهوائهم الفاسدة, وآرائهم الضالة.
" هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا " ليس بيده شيء من الأمر.
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاًسورة الإسراء الآية رقم 94
وهذا السبب, الذي منع أكثر الناس من الإيمان, حيث كانت الرسل, التي ترسل إليهم من جنسهم بشرا.
وهذا من رحمته بهم, أن أرسل إليهم بشرا منهم, فإنهم لا يطيقون التلقي من الملائكة.
قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاًسورة الإسراء الآية رقم 95
" قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ " يثبتون على رؤية الملائكة, والتلقي عنهم " لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا " ليمكنهم التلقي عنه.
قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًاسورة الإسراء الآية رقم 96
" قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا " .
فمن شهادته لرسوله ما أيده به من المعجزات, وما أنزل عليه من الآيات, ونصره على من عاداه وناوأه.
فلو تقول عليه بعض الأقاويل, لأخذ منه باليمين, ثم لقطع منه الوتين.
فإنه خبير بصير, لا تخفى عليه من أحوال العباد خافية.
وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًاسورة الإسراء الآية رقم 97
يخبر تعالى أنه المنفرد بالهداية والإضلال.
فمن يهده, فييسره لليسرى ويجنبه العسرى, فهو المهتدي على الحقيقة.
ومن يضلله, فيخذله, ويكله إلى نفسه, فلا هادي له من دون الله.
وليس له ولي ينصره من عذاب الله, حين يحشرهم الله على وجوههم خزيا, عميا, وبكما, لا يبصرون, ولا ينطقون.
" مَأْوَاهُمْ " أي مقرهم ودارهم " جَهَنَّمُ " التي جمعت كل هم, وغم, وعذاب.
" كُلَّمَا خَبَتْ " أي: تهيأت للانطفاء " زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا " أي: سعرناها بهم لا يفتر عنهم العذاب ولا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها, ولم يظلمهم الله تعالى بل جازاهم بما كفروا بآياته وأنكروا البعث الذي أخبرت به الرسل ونطقت به الكتب وعجزوا ربهم فأنكروا تمام قدرته.
" وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا " أي: لا يكون هذا لأنه في غاية البعد عن عقولهم الفاسدة.
ذَلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًاسورة الإسراء الآية رقم 98
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًاسورة الإسراء الآية رقم 99
" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " وهي أكبر من خلق الناس.
" قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ " بلى, إنه على ذلك قدير.
ولكنه قد " وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ " ولا شك, وإلا فلو شاء لجاءهم به بغتة, ومع إقامته الحجج والأدلة على البعث.
" فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا " ظلما منهم وافتراء.
قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإِنسَانُ قَتُورًاسورة الإسراء الآية رقم 100
" قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي " التي لا تنفذ ولا تبيد.
" إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ " أي: خشية أن ينفد ما تنفقون منه, مع أنه من المحال أن تنفد خزائن الله, ولكن الإنسان مطبوع على الشح والبخل.
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًاسورة الإسراء الآية رقم 101
أي: لست أيها الرسول المؤيد بالآيات, أول رسول كذبه الناس.
فلقد أرسلنا قبلك, موسى بن عمران الكليم, إلى فرعون وقومه, وآتيناه " تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ " كل واحدة منها, تكفي لمن قصده اتباع الحق كالحية, والعصا, والطوفان والجراد, والقمل والضفادع, والدم, واليد, وفلق البحر.
فإن شككت في شيء من ذلك " فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ " مع هذه الآيات " إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا " .
قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًاسورة الإسراء الآية رقم 102
" قَالَ " له موسى " لَقَدْ عَلِمْتَ " يا فرعون " مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ " الآيات " إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ " منه لعباده, فليس قولك هذا, بالحقيقة, وإنما قلت ذلك, ترويجا على قومك, واستخفافا لهم.
" وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا " أي ممقوتا ملقى في العذاب لك والذم واللعنة.
فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًاسورة الإسراء الآية رقم 103
" فَأَرَادَ " فرعون " أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ " أي: يجليهم ويخرجهم منها.
" فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا " وأورثنا بني إسرائيل أرضهم وديارهم.
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًاسورة الإسراء الآية رقم 104
ولهذا قال: " وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا " أي: جميعا, ليجازى كل عامل بعمله.
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًاسورة الإسراء الآية رقم 105
أي: وبالحق أنزلنا هذا القرآن الكريم, لأمر العباد, ونهيهم, وثوابهم, وعقابهم.
" وَبِالْحَقِّ نَزَلَ " أي: بالصدق والعدل, والحفظ من كل شيطان رجيم.
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا " من أطاع الله بالثواب العاجل والآجل.
" وَنَذِيرًا " لمن عصى الله, بالعقاب العاجل والآجل.
ويلزم من ذلك, بيان ما يبشر به وينذر.
وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاًسورة الإسراء الآية رقم 106
أي: وأنزلنا هذا القرآن مفرقا, فارقا بين الهدى والضلال, والحق والباطل.
" لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ " أي: على مهل, ليتدبروه, ويتفكروا في معانيه, ويستخرجوا علومه.
" وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا " أي: شيئا فشيئا, مفرقا في ثلاث وعشرين سنة.
" ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " .
فإذا تبين أنه الحق, الذي لا شك فيه ولا ريب, بوجه من الوجوه.
قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًاسورة الإسراء الآية رقم 107
" قُلْ " لمن كذب به, وأعرض عنه: " آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا " .
فليس لله حاجة فيكم, ولستم بضاريه شيئا, وإنما ضرر ذلك عليكم.
فإن لله عبادا غيركم, وهم الذين آتاهم الله العلم النافع: " إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا " أي: يتأثرون به غاية التأثر, ويخضعون له.
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاًسورة الإسراء الآية رقم 108
" وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا " عما لا يليق بجلاله, مما نسبه إليه المشركون.
" إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا " بالبعث والجزاء بالأعمال " لَمَفْعُولًا " لا خلف فيه ولا شك.
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًاسورة الإسراء الآية رقم 109
" وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ " أي: على وجوههم " يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ " القرآن " خُشُوعًا " .
وهؤلاء كالذين من الله عليهم من مؤمني أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام وغيره, ممن أسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم, بعد ذلك.
قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاًسورة الإسراء الآية رقم 110
بقول تعالى لعباده: " ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ " أي: أيهما شئتم.
" أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " أي: ليس له اسم غير حسن, أي: حتى ينهى عن دعائه به, أي اسم دعوتموه به, حصل به المقصود, والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب, مما يناسب ذلك الاسم.
" وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ " أي: قراءتك " وَلَا تُخَافِتْ بِهَا " فإن في كل من الأمرين محذووا.
أما الجهر, فإن المشركين المكذبين به إذا سمعوه, سبوه, وسبوا من جاء به.
وأما المخافتة, فإنه لا يحصل المقصود لمن أراد استماعه مع الإخفاء.
" وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ " أي: اتخذ بين الجهر والإخفات " سَبِيلًا " أي: تتوسط فيما بينهما.
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًاسورة الإسراء الآية رقم 111
" وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ " الذي له الكمال, والثناء, والحمد, والمجد من جميع الوجوه, المنزه عن كل آفة ونقص.
" الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ " بل الملك كله لله الواحد القهار.
فالعالم العلوي والسفلي, كلهم مملوكون لله, ليس لأحد من الملك شيء.
" وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ " أي: لا يتولى أحدا من خلقه, ليتعزز به ويعاونه.
فإنه الغني الحميد, الذي لا يحتاج إلى أحد من المخلوقات, في الأرض ولا في السماوات, ولكنه يتخذ - إحسانا منه إليهم ورحمة بهم " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " .
" وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا " أي عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة, وبالثناء عليه, بأسمائه الحسنى, وبتحميده بأفعاله المقدسة, وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده, لا شريك له, وإخلاص الدين كله له.
تم تفسير سورة الإسراء.
وبلغ مقابلة على أصله ولله الحمد والمنة والثناء الحسن على يد جامعه عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن سعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين أمين وصلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا وذلك في 7 جمادي الأولى سنة 1344 ونقله من خط المؤلف الفقير إلى ربه سليمان الحمد البسام غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين تم بحمد الله الجزء الرابع ويليه إن شاء الله الجزء الخامس وأوله تفسير سورة الكهف
الصفحة 1الصفحة 2الصفحة 3الصفحة 4