الصفحة 1الصفحة 2
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَسورة الجاثية الآية رقم 31
أَيْ فَيُقَال لَهُمْ ذَلِكَ . وَهُوَ اِسْتِفْهَام تَوْبِيخ .

عَنْ قَبُولهَا .

أَيْ مُشْرِكِينَ تَكْسِبُونَ الْمَعَاصِي . يُقَال : فُلَان جَرِيمَة أَهْله إِذَا كَانَ كَاسِبهمْ , فَالْمُجْرِم مَنْ أَكْسَبَ نَفْسه الْمَعَاصِي . وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : " أَفَنَجْعَل الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ " [ الْقَلَم : 35 ] فَالْمُجْرِم ضِدّ الْمُسْلِم فَهُوَ الْمُذْنِب بِالْكُفْرِ إِذَا .
وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَسورة الجاثية الآية رقم 32
أَيْ الْبَعْث كَائِن .

وَقَرَأَ حَمْزَة " وَالسَّاعَة " بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى " وَعْد " . الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاء , أَوْ الْعَطْف عَلَى مَوْضِع " إِنَّ وَعْد اللَّه " . وَلَا يَحْسُن عَلَى الضَّمِير الَّذِي فِي الْمَصْدَر , لِأَنَّهُ غَيْر مُؤَكِّد , وَالضَّمِير الْمَرْفُوع إِنَّمَا يُعْطَف عَلَيْهِ بِغَيْرِ تَأْكِيد فِي الشِّعْر .

هَلْ هِيَ حَقّ أَمْ بَاطِل .

تَقْدِيره عِنْد الْمُبَرِّد : إِنْ نَحْنُ إِلَّا نَظُنّ ظَنًّا . وَقِيلَ : التَّقْدِير : إِنْ نَظُنّ إِلَّا أَنَّكُمْ تَظُنُّونَ ظَنًّا . وَقِيلَ : أَيْ وَقُلْتُمْ إِنْ نَظُنّ إِلَّا ظَنًّا

إِنَّ السَّاعَة آتِيَة .
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونسورة الجاثية الآية رقم 33
أَيْ ظَهَرَ لَهُمْ جَزَاء سَيِّئَات مَا عَمِلُوا .

أَيْ نَزَلَ بِهِمْ وَأَحَاطَ .

مِنْ عَذَاب اللَّه .
وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَسورة الجاثية الآية رقم 34
أَيْ نَتْرُككُمْ فِي النَّار كَمَا تَرَكْتُمْ لِقَاء يَوْمكُمْ هَذَا أَيْ تَرَكْتُمْ الْعَمَل لَهُ .

أَيْ مَسْكَنكُمْ وَمُسْتَقَرّكُمْ .

مَنْ يَنْصُركُمْ .
ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَسورة الجاثية الآية رقم 35
يَعْنِي الْقُرْآن .

لَعِبًا .

أَيْ خَدَعَتْكُمْ بِأَبَاطِيلِهَا وَزَخَارِفهَا , فَظَنَنْتُمْ أَنْ لَيْسَ ثَمَّ غَيْرهَا , وَأَنْ لَا بَعْث .

أَيْ مِنْ النَّار .

يُسْتَرْضُونَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكِسَائِيّ " فَالْيَوْم لَا يَخْرُجُونَ " بِفَتْحِ الْيَاء وَضَمّ الرَّاء لِقَوْلِهِ تَعَالَى : " كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا " [ السَّجْدَة : 20 ] الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاء وَفَتْح الرَّاء , لِقَوْلِهِ تَعَالَى : " رَبّنَا أَخْرِجْنَا " [ فَاطِر : 37 ] وَنَحْوه .
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَسورة الجاثية الآية رقم 36
قَرَأَ مُجَاهِد وَحُمَيْد وَابْن مُحَيْصِن " رَبّ السَّمَوَات وَرَبّ الْأَرْض رَبّ الْعَالَمِينَ " بِالرَّفْعِ فِيهَا كُلّهَا عَلَى مَعْنَى هُوَ رَبّ .
وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُسورة الجاثية الآية رقم 37
أَيْ الْعَظَمَة وَالْجَلَال وَالْبَقَاء وَالسُّلْطَان وَالْقُدْرَة وَالْكَمَال . " فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم " وَاَللَّه أَعْلَم . خَتْم تَفْسِير سُورَة الْجَاثِيَة , وَالْحَمْد لِلَّهِ .
الصفحة 1الصفحة 2