وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ↓
يخبر تعالى, عن عموم مشاهدته, واطلاعه على جميع أحوال العباد, في حركاتهم, وسكناتهم, وفي ضمن هذا, الدعوة لمراقبته على الدوام فقال: " وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ " أي: حال من أحوالك الدينية والدنيوية.
" وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ " أي: وما تتلو من القرآن, الذي أوحاه الله إليك.
" وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ " صغير أو كبير " إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ " أي: وقت شروعكم فيه, واستمراركم على العمل به.
فراقبوا الله في أعمالكم, وأدوها على وجه النصيحة والاجتهاد فيها.
وإياكم, وما يكره الله تعالى, فإنه مطلع عليكم, عالم بظواهركم وبواطنكم.
" وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ " أي: ما يغيب عن علمه, وسمعه, وبصره, ومشاهدته " مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " أي: قد أحاط به علمه, وجرى به قلمه.
وهاتان المرتبتان, من مراتب القضاء والقدر, كثيرا ما يقرن الله بينهما, وهما: العلم المحيط بجميع الأشياء, وكتابته المحيطة بجميع الحوادث, كقوله تعالى: " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " .
" وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ " أي: وما تتلو من القرآن, الذي أوحاه الله إليك.
" وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ " صغير أو كبير " إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ " أي: وقت شروعكم فيه, واستمراركم على العمل به.
فراقبوا الله في أعمالكم, وأدوها على وجه النصيحة والاجتهاد فيها.
وإياكم, وما يكره الله تعالى, فإنه مطلع عليكم, عالم بظواهركم وبواطنكم.
" وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ " أي: ما يغيب عن علمه, وسمعه, وبصره, ومشاهدته " مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " أي: قد أحاط به علمه, وجرى به قلمه.
وهاتان المرتبتان, من مراتب القضاء والقدر, كثيرا ما يقرن الله بينهما, وهما: العلم المحيط بجميع الأشياء, وكتابته المحيطة بجميع الحوادث, كقوله تعالى: " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " .
يخبر تعالى عن أوليائه وأحبائه, ويذكر أعمالهم وأوصافهم, وثوابهم.
فقال: " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ " فيما يستقبلونه, مما أمامهم, من المخاوف والأهوال.
" وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " على ما أسلفوا, لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال.
وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون, ثبت لهم الأمن والسعادة, والخير الكثير, الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
فقال: " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ " فيما يستقبلونه, مما أمامهم, من المخاوف والأهوال.
" وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " على ما أسلفوا, لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال.
وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون, ثبت لهم الأمن والسعادة, والخير الكثير, الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
ثم ذكر وصفهم فقال: " الَّذِينَ آمَنُوا " بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر, خيره وشره, وصدقوا إيمانهم, باستعمال التقوى, بامتثال الأوامر, واجتناب النواهي.
فكل من كان مؤمنا تقيا, كان لله تعالى وليا, لذلك كانت " لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ " .
فكل من كان مؤمنا تقيا, كان لله تعالى وليا, لذلك كانت " لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ " .
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ↓
" لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ " .
أما البشارة في الدنيا, فهي: الثناء الحسن, والمودة في قلوب المؤمنين, والرؤيا الصالحة, وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق, وصرفه عن مساوئ الأخلاق.
وأما في الآخرة, فأولها.
البشارة عند قبض أرواحهم, كما قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " .
وفي القبر, ما يبشر به من رضا الله تعالى, والنعيم, المقيم.
وفي الآخرة, تمام البشرى, بدخول جنات النعيم, والنجاة من العذاب الأليم.
" لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ " بل ما وعد الله, فهو حق, لا يمكن تغييره ولا تبديله, لأنه الصادق في قيله, الذي لا يقدر أحد أن يخالفه فيما قدره وقضاه.
" ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " لأنه اشتمل على النجاة من كل محذور, والظفر بكل مطلوب محبوب.
وحصر الفوز فيه, لأنه لا فوز لغير أهل الإيمان والتقوى.
والحاصل أن البشرى شاملة لكل خير وثواب, رتبه الله في الدنيا والآخرة, على الإيمان والتقوى, ولهذا أطلق ذلك, فلم يقيده.
أما البشارة في الدنيا, فهي: الثناء الحسن, والمودة في قلوب المؤمنين, والرؤيا الصالحة, وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق, وصرفه عن مساوئ الأخلاق.
وأما في الآخرة, فأولها.
البشارة عند قبض أرواحهم, كما قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " .
وفي القبر, ما يبشر به من رضا الله تعالى, والنعيم, المقيم.
وفي الآخرة, تمام البشرى, بدخول جنات النعيم, والنجاة من العذاب الأليم.
" لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ " بل ما وعد الله, فهو حق, لا يمكن تغييره ولا تبديله, لأنه الصادق في قيله, الذي لا يقدر أحد أن يخالفه فيما قدره وقضاه.
" ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " لأنه اشتمل على النجاة من كل محذور, والظفر بكل مطلوب محبوب.
وحصر الفوز فيه, لأنه لا فوز لغير أهل الإيمان والتقوى.
والحاصل أن البشرى شاملة لكل خير وثواب, رتبه الله في الدنيا والآخرة, على الإيمان والتقوى, ولهذا أطلق ذلك, فلم يقيده.
أي: ولا يحزنك قول المكذبين فيك, من الأقوال, التي يتوصلون بها إلى القدح فيك, وفي دينك فإن أقوالهم, لا تعزهم.
ولا تضرك شيئا.
" إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " يؤتيها من يشاء, ويمنعها ممن يشاء.
قال تعالى " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا " أي: فليطلبها بطاعته, بدليل قوله بعده " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " ومن المعلوم, أنك على طاعة الله, وأن العزة لك ولأتباعك, من الله.
" وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ " .
وقوله: " هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " أي: سمعه قد أحاط بجميع الأصوات, فلا يخفى عليه شيء منها.
وعلمه, قد أحاط بجميع الظواهر والبواطن, فلا يعزب عنه مثقال ذرة, في السماوات والأرض, ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.
وهو - تعالى - يسمع قولك, وقول أعدائك فيه, ويعلم ذلك تفصيلا, فاكتف بعلم الله وكفايته, فمن يتق الله, فهو حسبه.
ولا تضرك شيئا.
" إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " يؤتيها من يشاء, ويمنعها ممن يشاء.
قال تعالى " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا " أي: فليطلبها بطاعته, بدليل قوله بعده " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " ومن المعلوم, أنك على طاعة الله, وأن العزة لك ولأتباعك, من الله.
" وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ " .
وقوله: " هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " أي: سمعه قد أحاط بجميع الأصوات, فلا يخفى عليه شيء منها.
وعلمه, قد أحاط بجميع الظواهر والبواطن, فلا يعزب عنه مثقال ذرة, في السماوات والأرض, ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.
وهو - تعالى - يسمع قولك, وقول أعدائك فيه, ويعلم ذلك تفصيلا, فاكتف بعلم الله وكفايته, فمن يتق الله, فهو حسبه.
أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ↓
يخبر تعالى: أن له ما في السماوات والأرض, خلقا وملكا, يتصرف فيهم بما يشاء من أحكامه.
فالجميع مماليك لله, مسخرون, مدبرون, لا يستحقون شيئا من العبادة.
وليسوا شركاء لله, بوجه الوجوه, ولهذا قال: " وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ " أي: الذي لا يغني من الحق شيئا " وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ " في ذلك, خرص إفك وبهتان.
فإن كانوا صادقين, في أن معبوداتهم شركاء لله, فليظهروا من أوصافها ما تستحق به مثقال ذرة من العبادة, فلن يستطيعوا.
فهل منهم أحد يخلق شيئا, أو يرزق, أو يملك شيئا من المخلوقات, أو يدبر الليل والنهار, الذي جعله الله قياما للناس؟.
فالجميع مماليك لله, مسخرون, مدبرون, لا يستحقون شيئا من العبادة.
وليسوا شركاء لله, بوجه الوجوه, ولهذا قال: " وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ " أي: الذي لا يغني من الحق شيئا " وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ " في ذلك, خرص إفك وبهتان.
فإن كانوا صادقين, في أن معبوداتهم شركاء لله, فليظهروا من أوصافها ما تستحق به مثقال ذرة من العبادة, فلن يستطيعوا.
فهل منهم أحد يخلق شيئا, أو يرزق, أو يملك شيئا من المخلوقات, أو يدبر الليل والنهار, الذي جعله الله قياما للناس؟.
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ↓
و " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ " في النوم والراحة بسبب الظلمة, التي تغشى وجه الأرض, فلو استمر الضياء, لما قروا, ولما سكنوا.
جعل الله " وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا " أي: مضيئا, يبصر به الخلق, فينصرفون في معايشهم, ومصالح دينهم ودنياهم.
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ " عن الله, سمع فهم, وقبول, واسترشاد, لا سمع تعنت وعناد.
فإن في ذلك لآيات, لقوم يسمعون, ويستدلون بها, على أنه, وحده, المعبود وأنه الإله الحق, وأن إلهية ما سواه باطلة, وأنه الرءوف الرحيم العليم الحكيم.
جعل الله " وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا " أي: مضيئا, يبصر به الخلق, فينصرفون في معايشهم, ومصالح دينهم ودنياهم.
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ " عن الله, سمع فهم, وقبول, واسترشاد, لا سمع تعنت وعناد.
فإن في ذلك لآيات, لقوم يسمعون, ويستدلون بها, على أنه, وحده, المعبود وأنه الإله الحق, وأن إلهية ما سواه باطلة, وأنه الرءوف الرحيم العليم الحكيم.
قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ↓
يقول تعالى - مخبرا عن بهت المشركين لرب العالمين - " قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا " .
فنزه نفسه عن ذلك بقوله: " سُبْحَانَهُ " أي: تنزه عما يقول الظالمون, في نسبة النقائص, إليه علوا كبيرا, ثم برهن عن ذلك, بعدة براهين.
أحدها: قوله " هُوَ الْغَنِيُّ " أي: الغني منحصر فيه, وأنواع الغنى مستغرقة فيه.
فهو الغني, الذي له الغنى التام, بكل وجه واعتبار, من جميع الوجوه.
فإذا كان غنيا من كل وجه, فلأي شيء يتخذ الولد؟ ألحاجة منه إلى الولد, فهذا مناف لغناه فلا يتخذ أحد ولدا إلا لنقص في غناه.
البرهان الثاني, قوله: " لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ " وهذه كلمة جامعة عامة لا يخرج عنها موجود من أهل السماوات والأرض, الجميع مخلوقون عبيد مماليك.
ومن المعلوم أن هذا الوصف العام, ينافي أن يكون له ولد.
فإن الولد من جنس والده, لا يكون مخلوقا ولا مملوكا.
فملكيته لما في السماوات والأرض عموما, تنافي الولادة.
البرهان الثالث, قوله: " إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا " أي: هل عندكم من حجة وبرهان يدل على أن لله ولدا, فلو كان لهم دليل, لأبدوه.
فلما تحداهم وعجزهم على إقامة الدليل, علم بطلان ما قالوه, وأن ذلك قول بلا علم.
ولهذا قال: " أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " فإن هذا من أعظم المحرمات.
فنزه نفسه عن ذلك بقوله: " سُبْحَانَهُ " أي: تنزه عما يقول الظالمون, في نسبة النقائص, إليه علوا كبيرا, ثم برهن عن ذلك, بعدة براهين.
أحدها: قوله " هُوَ الْغَنِيُّ " أي: الغني منحصر فيه, وأنواع الغنى مستغرقة فيه.
فهو الغني, الذي له الغنى التام, بكل وجه واعتبار, من جميع الوجوه.
فإذا كان غنيا من كل وجه, فلأي شيء يتخذ الولد؟ ألحاجة منه إلى الولد, فهذا مناف لغناه فلا يتخذ أحد ولدا إلا لنقص في غناه.
البرهان الثاني, قوله: " لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ " وهذه كلمة جامعة عامة لا يخرج عنها موجود من أهل السماوات والأرض, الجميع مخلوقون عبيد مماليك.
ومن المعلوم أن هذا الوصف العام, ينافي أن يكون له ولد.
فإن الولد من جنس والده, لا يكون مخلوقا ولا مملوكا.
فملكيته لما في السماوات والأرض عموما, تنافي الولادة.
البرهان الثالث, قوله: " إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا " أي: هل عندكم من حجة وبرهان يدل على أن لله ولدا, فلو كان لهم دليل, لأبدوه.
فلما تحداهم وعجزهم على إقامة الدليل, علم بطلان ما قالوه, وأن ذلك قول بلا علم.
ولهذا قال: " أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " فإن هذا من أعظم المحرمات.
" قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " أي: لا ينالون مطلوبهم, ولا يحصل لهم مقصودهم.
مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ↓
وإنما يتمتعون في كفرهم وكذبهم, في الدنيا, قليلا, ثم ينتقلون إلى الله, ويرجعون إليه, فيذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون, " وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " .
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ↓
يقول تعالى لنبيه " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ " أي: على قومك " نَبَأَ نُوحٍ " في دعوته لقومه, حين دعاهم إلى الله مدة طويلة, فمكث فيهم, ألف سنة إلا خمسين عاما, فلم يزدهم دعاؤه إياهم, إلا طغيانا فتمللوا منه, وسئموا.
وهو, عليه الصلاة والسلام, غير متكاسل, ولا متوان في دعوتهم, فقال لهم: " يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ " أي: إن كان مقامي عندكم, وتذكيري إياكم, ما ينفعكم " بِآيَاتِ اللَّهِ " الأدلة الواضحة البينة, قد شق عليكم, وعظم لديكم, وأردتم أن تنالوني بسوء أو تردوا الحق.
" فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ " أي: اعتمدت على الله, في دفع كل شر يراد بي, وبما أدعو إليه, فهذا جندي, وعدتي.
وأنتم, فأتوا بما قدرتم عليه, من أنواع العَدَدَ والعُددَ.
" فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ " كلكم, بحيث لا يتخلف منكم أحد, ولا تدخروا من مجهودكم شيئا.
وأحضروا " وَشُرَكَاءَكُمْ " الذي كنتم تعبدونهم وتوالونهم, من دون الله, رب العالمين.
" ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً " أي: مشتبها خفيا, بل ليكن ذلك ظاهرا علانية.
" ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ " أي: اقضوا علي بالعقوبة والسوء, الذي في إمكانكم.
" وَلَا تُنْظِرُونِ " أي: لا تمهلوني ساعة من نهار.
فهذا برهان قاطع, وآية عظيمة, على صحة رسالته, وصدق ما جاء به.
حيث كان وحده, لا عشيرة تحميه, ولا جنود تؤويه.
وقد بادأ قومه.
بتسفيه آرائهم, وفساد دينهم, وعيب آلهتهم.
وقد حملوا من بغضه, وعداوته, ما هو أعظم من الجبال الرواسي, وهم أهل القدرة والسطوة.
وهو يقول لهم: اجتمعوا, أنتم وشركاؤكم, ومن استطعتم, وأبدوا كل ما تقدرون عليه, من الكيد, فأوقعوا بي, إن قدرتم على ذلك, فلم يقدروا على شيء من ذلك.
فعلم أنه الصادق حقا, وهم الكاذبون فيما يوعدون, ولهذا قال:
وهو, عليه الصلاة والسلام, غير متكاسل, ولا متوان في دعوتهم, فقال لهم: " يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ " أي: إن كان مقامي عندكم, وتذكيري إياكم, ما ينفعكم " بِآيَاتِ اللَّهِ " الأدلة الواضحة البينة, قد شق عليكم, وعظم لديكم, وأردتم أن تنالوني بسوء أو تردوا الحق.
" فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ " أي: اعتمدت على الله, في دفع كل شر يراد بي, وبما أدعو إليه, فهذا جندي, وعدتي.
وأنتم, فأتوا بما قدرتم عليه, من أنواع العَدَدَ والعُددَ.
" فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ " كلكم, بحيث لا يتخلف منكم أحد, ولا تدخروا من مجهودكم شيئا.
وأحضروا " وَشُرَكَاءَكُمْ " الذي كنتم تعبدونهم وتوالونهم, من دون الله, رب العالمين.
" ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً " أي: مشتبها خفيا, بل ليكن ذلك ظاهرا علانية.
" ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ " أي: اقضوا علي بالعقوبة والسوء, الذي في إمكانكم.
" وَلَا تُنْظِرُونِ " أي: لا تمهلوني ساعة من نهار.
فهذا برهان قاطع, وآية عظيمة, على صحة رسالته, وصدق ما جاء به.
حيث كان وحده, لا عشيرة تحميه, ولا جنود تؤويه.
وقد بادأ قومه.
بتسفيه آرائهم, وفساد دينهم, وعيب آلهتهم.
وقد حملوا من بغضه, وعداوته, ما هو أعظم من الجبال الرواسي, وهم أهل القدرة والسطوة.
وهو يقول لهم: اجتمعوا, أنتم وشركاؤكم, ومن استطعتم, وأبدوا كل ما تقدرون عليه, من الكيد, فأوقعوا بي, إن قدرتم على ذلك, فلم يقدروا على شيء من ذلك.
فعلم أنه الصادق حقا, وهم الكاذبون فيما يوعدون, ولهذا قال:
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ↓
" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ " عن ما دعوتكم إليه, فلا موجب لتوليكم, لأنه تبين أنكم, لا تولون عن باطل إلى حق, وإنما تولون عن حق قامت الأدلة على فساده.
ومع هذا " فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ " على دعوتي, وعلى إجابتكم, فتقولوا: هذا جاءنا, ليأخذ أموالنا, فتمتنعون لأجل ذلك.
" إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ " أي: لا أريد الثواب والجزاء, إلا منه.
" وَأُمِرْتُ " أيضا فإني ما أمرتكم بأمر وأخالفكم إلى ضده.
بل " أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " فأنا أول داخل, وأول فاعل, لما أمرتكم به.
ومع هذا " فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ " على دعوتي, وعلى إجابتكم, فتقولوا: هذا جاءنا, ليأخذ أموالنا, فتمتنعون لأجل ذلك.
" إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ " أي: لا أريد الثواب والجزاء, إلا منه.
" وَأُمِرْتُ " أيضا فإني ما أمرتكم بأمر وأخالفكم إلى ضده.
بل " أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " فأنا أول داخل, وأول فاعل, لما أمرتكم به.
فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ↓
" فَكَذَّبُوهُ " بعد ما دعاهم ليلا ونهارا, وسرا وجهارا, فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارا.
" فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ " الذي أمرناه, أن يصنعه بأعيننا, وقلنا له - إذا فار التنور,: " احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ " ففعل ذلك.
فأمر الله السماء أن تمطر بماء منهمر وفجر الأرض عيونا, فالتقى الماء على أمر قد قدر " وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ " تجري بأعيننا.
" وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ " في الأرض, بعد إهلاك المكذبين.
ثم بارك الله في ذريته, وجعل ذريته, هم الباقين, ونشرهم في أقطار الأرض.
" وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا " بعد ذلك البيان, وإقامة البرهان.
" فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ " وهو: الهلاك المخزي, واللعنة المتتابعة عليهم في كل قرن يأتي بعدهم, لا تسمع فيهم إلا لوما, ولا ترى إلا قدحا وذما.
فليحذر هؤلاء المكذبون, أن يحل بهم, ما حل بأولئك الأقوام المكذبين, من الهلاك, والخزي, والنكال.
" فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ " الذي أمرناه, أن يصنعه بأعيننا, وقلنا له - إذا فار التنور,: " احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ " ففعل ذلك.
فأمر الله السماء أن تمطر بماء منهمر وفجر الأرض عيونا, فالتقى الماء على أمر قد قدر " وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ " تجري بأعيننا.
" وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ " في الأرض, بعد إهلاك المكذبين.
ثم بارك الله في ذريته, وجعل ذريته, هم الباقين, ونشرهم في أقطار الأرض.
" وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا " بعد ذلك البيان, وإقامة البرهان.
" فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ " وهو: الهلاك المخزي, واللعنة المتتابعة عليهم في كل قرن يأتي بعدهم, لا تسمع فيهم إلا لوما, ولا ترى إلا قدحا وذما.
فليحذر هؤلاء المكذبون, أن يحل بهم, ما حل بأولئك الأقوام المكذبين, من الهلاك, والخزي, والنكال.
ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ↓
أي: " ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ " أي: من بعد نوح عليه السلام " رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ " المكذبين, يدعونهم إلى الهدى, ويحذرونهم من أسباب الردى.
" فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ " أي: كل نبي أيد دعوته, بالآيات الدالة على صحة ما جاء به.
" فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ " يعني: أن الله تعالى عاقبهم, حيث جاءهم الرسول, فبادروا بتكذيبه, فطبع الله على قلوبهم, وحال بينهم وبين الإيمان, بعد أن كانوا متمكنين منه, كما قال تعالى: " وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ " .
ولهذا قال هنا " كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ " أي: نختم عليها, فلا يدخلها خير.
وما ظلمهم الله, ولكنهم ظلموا أنفسهم, بردهم الحق, لما جاءهم, وتكذيبهم الأول.
" فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ " أي: كل نبي أيد دعوته, بالآيات الدالة على صحة ما جاء به.
" فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ " يعني: أن الله تعالى عاقبهم, حيث جاءهم الرسول, فبادروا بتكذيبه, فطبع الله على قلوبهم, وحال بينهم وبين الإيمان, بعد أن كانوا متمكنين منه, كما قال تعالى: " وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ " .
ولهذا قال هنا " كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ " أي: نختم عليها, فلا يدخلها خير.
وما ظلمهم الله, ولكنهم ظلموا أنفسهم, بردهم الحق, لما جاءهم, وتكذيبهم الأول.
ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ↓
أي: " ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ " أي: من بعد هؤلاء الرسل, الذين أرسلهم الله إلى القوم المكذبين المهلكين.
" مُوسَى " بن عمران, كليم الرحمن, أحد أولي العزم من المرسلين, وأحد الكبار المقتدى بهم, المنزل عليهم الشرائع المعظمة الواسعة.
وجعلنا معه أخاه " وَهَارُونَ " وزيرا وبعثناهما " إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ " أي: كبار دولته ورؤسائهم, لأن عامتهم, تبع للرؤساء.
" بِآيَاتِنَا " الدالة على صدق ما جاءا به, من توحيد الله, والنهي عن عبادة ما سوى الله تعالى.
" فَاسْتَكْبَرُوا " عنها, ظلما وعلوا, بعد ما استيقنوها.
" وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ " أي: وصفهم الإجرام والتكذيب.
" مُوسَى " بن عمران, كليم الرحمن, أحد أولي العزم من المرسلين, وأحد الكبار المقتدى بهم, المنزل عليهم الشرائع المعظمة الواسعة.
وجعلنا معه أخاه " وَهَارُونَ " وزيرا وبعثناهما " إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ " أي: كبار دولته ورؤسائهم, لأن عامتهم, تبع للرؤساء.
" بِآيَاتِنَا " الدالة على صدق ما جاءا به, من توحيد الله, والنهي عن عبادة ما سوى الله تعالى.
" فَاسْتَكْبَرُوا " عنها, ظلما وعلوا, بعد ما استيقنوها.
" وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ " أي: وصفهم الإجرام والتكذيب.
" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا " الذي هو أكبر أنواع الحق وأعظمها, وهو من عند الله, الذي خضعت لعظمته الرقاب, وهو رب العالمين, المربي جميع خلقه بالنعم.
فلما جاءهم الحق من عند الله, على يد موسى, ردوه فلم يقبلوه.
و " قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ " لم يكفهم - قبحهم الله - إعراضهم ولا ردهم إياه, حتى جعلوه أبطل الباطل, وهو السحر: الذي حقيقته: التمويه, بل جعلوه سحرا مبينا, ظاهرا, وهو الحق المبين.
فلما جاءهم الحق من عند الله, على يد موسى, ردوه فلم يقبلوه.
و " قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ " لم يكفهم - قبحهم الله - إعراضهم ولا ردهم إياه, حتى جعلوه أبطل الباطل, وهو السحر: الذي حقيقته: التمويه, بل جعلوه سحرا مبينا, ظاهرا, وهو الحق المبين.
ولهذا " قَالَ " لهم " مُوسَى " - موبخا لهم عن ردهم الحق, الذي لا يرده إلا أظلم الناس:- " أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ " أي: أتقولون إنه سحر مبين.
" أَسِحْرٌ هَذَا " أي: فانظروا وصفه, وما اشتمل عليه.
فبمجرد ذلك يجزم بأنه الحق.
" وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ " لا في الدنيا, ولا في الآخرة.
فانظروا لمن تكون العاقبة, ومن له الفلاح, وعلى يديه النجاح.
وقد علموا بعد ذلك, وظهر لكل أحد, أن موسى عليه السلام, هو الذي أفلح, وفاز بظفر الدنيا والآخرة.
" أَسِحْرٌ هَذَا " أي: فانظروا وصفه, وما اشتمل عليه.
فبمجرد ذلك يجزم بأنه الحق.
" وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ " لا في الدنيا, ولا في الآخرة.
فانظروا لمن تكون العاقبة, ومن له الفلاح, وعلى يديه النجاح.
وقد علموا بعد ذلك, وظهر لكل أحد, أن موسى عليه السلام, هو الذي أفلح, وفاز بظفر الدنيا والآخرة.
قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ↓
" قَالُوا " لموسى, رادين لقوله بما لا يرد به: " أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا " أي: أجئتنا لتصدنا عما وجدنا عليه آباءنا, من الشرك, وعبادة غير الله, وتأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له؟ فجعلوا قول آبائهم الضالين, حجة, يردون بها الحق, الذي جاءهم به موسى عليه السلام.
وقوله: " وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ " أي: وجئتمونا لتكونوا أنتم الرؤساء, ولتخرجونا من أراضينا.
وهذا تمويه منهم, وترويج على جهالهم, وتهييج لعوامهم, على معاداة موسى, وعدم الإيمان به.
وهذا لا يحتج به, من عرف الحقائق, وميز بين الأمور, فإن الحجج لا تدفع, إلا بالحجج والبراهين.
وأما من جاء بالحق, فرد قوله بأمثال هذه الأمور, فإنها تدل على عجز موردها, عن الإتيان بما يرد القول الذي جاء خصمه, لأنه لو كان له حجة, لأوردها, ولم يلجأ إلى قوله: قصدك كذا, أو مرادك كذا, سواء كان صادقا في قوله وإخباره عن قصد خصمه, أم كاذبا.
مع أن موسى عليه الصلاة والسلام, كل من عرف حاله, وما يدعو إليه, عرف أنه ليس له قصد في العلو في الأرض.
وإنما قصده, كقصد إخوانه المرسلين, هداية الخلق, وإرشادهم لما فيه نفعهم.
ولكن حقيقة الأمر, كما نطقوا به بقولهم: " وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ " أي: تكبرا وعنادا, لا لبطلان ما جاء به موسى وهارون, ولا لاشتباه فيه, ولا لغير ذلك من المعاني, سوى الظلم والعدوان, وإرادة العلو, الذي رموا به موسى وهارون.
وقوله: " وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ " أي: وجئتمونا لتكونوا أنتم الرؤساء, ولتخرجونا من أراضينا.
وهذا تمويه منهم, وترويج على جهالهم, وتهييج لعوامهم, على معاداة موسى, وعدم الإيمان به.
وهذا لا يحتج به, من عرف الحقائق, وميز بين الأمور, فإن الحجج لا تدفع, إلا بالحجج والبراهين.
وأما من جاء بالحق, فرد قوله بأمثال هذه الأمور, فإنها تدل على عجز موردها, عن الإتيان بما يرد القول الذي جاء خصمه, لأنه لو كان له حجة, لأوردها, ولم يلجأ إلى قوله: قصدك كذا, أو مرادك كذا, سواء كان صادقا في قوله وإخباره عن قصد خصمه, أم كاذبا.
مع أن موسى عليه الصلاة والسلام, كل من عرف حاله, وما يدعو إليه, عرف أنه ليس له قصد في العلو في الأرض.
وإنما قصده, كقصد إخوانه المرسلين, هداية الخلق, وإرشادهم لما فيه نفعهم.
ولكن حقيقة الأمر, كما نطقوا به بقولهم: " وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ " أي: تكبرا وعنادا, لا لبطلان ما جاء به موسى وهارون, ولا لاشتباه فيه, ولا لغير ذلك من المعاني, سوى الظلم والعدوان, وإرادة العلو, الذي رموا به موسى وهارون.
" وَقَالَ فِرْعَوْنُ " معارضا للحق, الذي جاء به موسى, ومغالبا لملإه وقومه: " ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ " أي: ماهر بالسحر, متقن له.
فأرسل في مدائن مصر, من أتاه بأنواع السحرة, على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم.
فأرسل في مدائن مصر, من أتاه بأنواع السحرة, على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم.
" فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ " للمغالبة لموسى " قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ " .
أي: أي شيء أردتم, لا أعين لكم شيئا.
وذلك لأنه جازم بغلبته, غير مبال بهم, وبما جاءوا به.
أي: أي شيء أردتم, لا أعين لكم شيئا.
وذلك لأنه جازم بغلبته, غير مبال بهم, وبما جاءوا به.
فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ↓
" فَلَمَّا أَلْقَوْا " حبالهم وعصيهم, إذا هي كأنها حيات تسعى.
" قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ " أي: هذا السحر الحقيقي العظيم.
ولكن مع عظمته " إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ " .
فإنهم يريدون بذلك, نصر الباطل على الحق, وأي فساد أعظم من هذا؟!!.
وهكذا كل مفسد, عمل عملا, واحتال كيدا, أو أتى بمكر, فإن عمله سيبطل ويضمحل.
وإن حصل لعمله رواج في وقت ما, فإن مآله, الاضمحلال والمحق.
وأما المصلحون, الذين قصد بأعمالهم, وجه الله تعالى, وهي أعمال ووسائل نافعة, مأمور بها, فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها, وينميها على الدوام.
فألقى موسى عصاه, فتلقفت جميع ما صنعوا, فبطل سحرهم, واضمحل باطلهم.
" قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ " أي: هذا السحر الحقيقي العظيم.
ولكن مع عظمته " إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ " .
فإنهم يريدون بذلك, نصر الباطل على الحق, وأي فساد أعظم من هذا؟!!.
وهكذا كل مفسد, عمل عملا, واحتال كيدا, أو أتى بمكر, فإن عمله سيبطل ويضمحل.
وإن حصل لعمله رواج في وقت ما, فإن مآله, الاضمحلال والمحق.
وأما المصلحون, الذين قصد بأعمالهم, وجه الله تعالى, وهي أعمال ووسائل نافعة, مأمور بها, فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها, وينميها على الدوام.
فألقى موسى عصاه, فتلقفت جميع ما صنعوا, فبطل سحرهم, واضمحل باطلهم.
" وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ " فأذعن السحرة, حين تبين لهم الحق.
فتوعدهم فرعون بالصلب, وتقطيع الأيدي والأرجل فلم يبالوا بذلك وثبتوا على إيمانهم.
وأما فرعون وملأه, وأتباعهم, فلم يؤمن منهم أحد, بل استمروا في طغيانهم يعمهون.
فتوعدهم فرعون بالصلب, وتقطيع الأيدي والأرجل فلم يبالوا بذلك وثبتوا على إيمانهم.
وأما فرعون وملأه, وأتباعهم, فلم يؤمن منهم أحد, بل استمروا في طغيانهم يعمهون.
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ↓
ولهذا قال: " فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ " أي: شباب من بني إسرائيل, صبروا على الخوف, لما ثبت في قلوبهم الإيمان.
" عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ " عن دينهم " وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ " أي: له القهر والغلبة فيها, فحقيق بهم أن يخافوا من بطشته.
خصوصا " وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ " أي: المتجاوزين للحد, فيالبغي والعدوان.
والحكمة - والله أعلم - بكونه, ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه, أن الذرية والشباب, أقبل للحق, وأسرع له انقيادا.
بخلاف الشيوخ ونحوهم, ممن تربى على الكفر فإنهم - بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة - أبعد عن الحق من غيرهم.
" عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ " عن دينهم " وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ " أي: له القهر والغلبة فيها, فحقيق بهم أن يخافوا من بطشته.
خصوصا " وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ " أي: المتجاوزين للحد, فيالبغي والعدوان.
والحكمة - والله أعلم - بكونه, ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه, أن الذرية والشباب, أقبل للحق, وأسرع له انقيادا.
بخلاف الشيوخ ونحوهم, ممن تربى على الكفر فإنهم - بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة - أبعد عن الحق من غيرهم.
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ↓
" وَقَالَ مُوسَى " موصيا لقومه بالصبر, ومذكرا لهم ما يستعينون به على ذلك فقال:- " يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ " فقوموا بوظيفة الإيمان بالله.
" فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " أي: اعتمدوا عليه, والجأوا إليه واستنصروه.
" فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " أي: اعتمدوا عليه, والجأوا إليه واستنصروه.
" فَقَالُوا " ممتثلين لذلك " عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " أي: تسلطهم علينا, فيفتنونا, أو يغلبونا, فيفتنونا بذلك, ويقولون: لو كانوا على حق لما غلبوا.
" وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " لنسلم من شرهم, ولنقيم على ديننا, على وجه نتمكن به, من إقامة شرائعه, وإظهاره, من غير معارض, ولا منازع.
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ↓
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ " حين اشتد الأمر على قومهما, من فرعون وقومه, وحرصوا على فتنتهم عن دينهم.
" أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا " أي: مروهم أن يجعلوا لهم بيوتا, يتمكنون بها من الاستخفاء فيها.
" وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً " أي: اجعلوها محلا, تصلون فيها, حيث عجزتم عن إقامة الصلاة في الكنائس, والبيع العامة.
" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ " فإنها معونة على جميع الأمور.
" وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " بالنصر والتأييد, وإظهار دينهم, فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا.
وإذا اشتد الكرب, وضاق الأمر, فرجه الله, ووسعه.
" أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا " أي: مروهم أن يجعلوا لهم بيوتا, يتمكنون بها من الاستخفاء فيها.
" وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً " أي: اجعلوها محلا, تصلون فيها, حيث عجزتم عن إقامة الصلاة في الكنائس, والبيع العامة.
" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ " فإنها معونة على جميع الأمور.
" وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " بالنصر والتأييد, وإظهار دينهم, فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا.
وإذا اشتد الكرب, وضاق الأمر, فرجه الله, ووسعه.
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ↓
فلما رأى موسى, القسوة والإعراض من فرعون وملإه, دعا عليهم, وأمن هارون على دعائه, فقال: " رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً " يتزينون بها من أنواع الحلي والثياب, والبيوت المزخرفة, والمراكب الفاخرة, والخدام.
" وَأَمْوَالًا " عظيمة " فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ " .
أي: إن أموالهم, يستعينون بها على الإضلال في سبيلك, فيضلون ويضلون.
" رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ " أي: أتلفها عليهم: إما بالهلاك, وإما بجعلها حجارة, غير منتفع بها.
" وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ " أي: قسها " فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " .
قال ذلك, غضبا عليهم, حيث تجرأوا على محارم الله, وأفسدوا عباد الله, وصدوا عن سبيله.
ولكمال معرفته بربه, بأن الله سيعاقبهم على ما فعلوا, بإغلاق باب الإيمان عليهم.
" وَأَمْوَالًا " عظيمة " فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ " .
أي: إن أموالهم, يستعينون بها على الإضلال في سبيلك, فيضلون ويضلون.
" رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ " أي: أتلفها عليهم: إما بالهلاك, وإما بجعلها حجارة, غير منتفع بها.
" وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ " أي: قسها " فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " .
قال ذلك, غضبا عليهم, حيث تجرأوا على محارم الله, وأفسدوا عباد الله, وصدوا عن سبيله.
ولكمال معرفته بربه, بأن الله سيعاقبهم على ما فعلوا, بإغلاق باب الإيمان عليهم.
قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ↓
" قَالَ " الله تعالى " قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا " .
هذا دليل على أن موسى, كان يدعو, وهارون يؤمن على دعائه, وأن الذي يؤمن, يكون شريكا للداعي في ذلك الدعاء.
" فَاسْتَقِيمَا " على دينكما, واستمرا على دعوتكما.
" وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " أي: لا تتبعان سبيل الجهال الضلال, المنحرفين عن الصراط المستقيم, المتبعين لطرق الجحيم.
فأمر الله موسى أن يسري ببني إسرائيل ليلا, وأخبره أنهم سيتبعونه.
وأرسل فرعون في المدائن حاشرين.
يقولون " إِنَّ هَؤُلَاءِ " أي: موسى وقومه " لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ " .
فجمع جنوده, قاصيهم ودانيهم, فأتبعهم بجنوده, بغيا وعدوا أي: أخرجهم باغين على موسى وقومه, ومعتدين في الأرض.
وإذا اشتد البغي, واستحكم الذنب, فانتظر العقوبة.
هذا دليل على أن موسى, كان يدعو, وهارون يؤمن على دعائه, وأن الذي يؤمن, يكون شريكا للداعي في ذلك الدعاء.
" فَاسْتَقِيمَا " على دينكما, واستمرا على دعوتكما.
" وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " أي: لا تتبعان سبيل الجهال الضلال, المنحرفين عن الصراط المستقيم, المتبعين لطرق الجحيم.
فأمر الله موسى أن يسري ببني إسرائيل ليلا, وأخبره أنهم سيتبعونه.
وأرسل فرعون في المدائن حاشرين.
يقولون " إِنَّ هَؤُلَاءِ " أي: موسى وقومه " لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ " .
فجمع جنوده, قاصيهم ودانيهم, فأتبعهم بجنوده, بغيا وعدوا أي: أخرجهم باغين على موسى وقومه, ومعتدين في الأرض.
وإذا اشتد البغي, واستحكم الذنب, فانتظر العقوبة.
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ↓
" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ " وذلك أن الله أوحى إلى موسى, لما وصل البحر, أن يضربه بعصاه, فضربه, فانفلق اثنى عشر طريقا, وسلكه بنو إسرائيل.
وساق فرعرن وجنوده خلفه داخلين.
فلما استكمل موسى وقومه خارجين من البحر, وفرعون وجنوده داخلين فيه, أمر الله البحر, فالتطم على فرعون وجنوده, فأغرقهم, وبنو إسرائيل ينظرون.
حتى إذا أدرك فرعون الغرق, وجزم بهلاكه " قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ " وهو الله الإله الحق الذي لا إله إلا هو " وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ " أي: المنقادين لدين الله, ولما جاء به موسى.
وساق فرعرن وجنوده خلفه داخلين.
فلما استكمل موسى وقومه خارجين من البحر, وفرعون وجنوده داخلين فيه, أمر الله البحر, فالتطم على فرعون وجنوده, فأغرقهم, وبنو إسرائيل ينظرون.
حتى إذا أدرك فرعون الغرق, وجزم بهلاكه " قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ " وهو الله الإله الحق الذي لا إله إلا هو " وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ " أي: المنقادين لدين الله, ولما جاء به موسى.