سنفرع لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونثيب أهل الطاعة.
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ↓
يا معشر الجن والإنس, إن قدرتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أقطار السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى (وأنى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعا ولا ضرا؟).
فبأي نعم ربكما - أيها الثقلان- تكذبان؟
يرسل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يصب على رؤسكم, فلا ينصر بعضكم بعضا معشر الجن والإنس
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب من شدة الأمر وهول يوم القيامة.
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم.
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
تعرف الملائكة المجرمين بعلامتهم, فتأخذهم بمقدمة رؤوسهم وبأقدامهم, فترميهم في النار.
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
يقال لهؤلاء المجرمين تحقيرا لهم: هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون في الدنيا:
تارة يعذبون في الجحيم, وتارة يسقون من الحميم, وهو شراب بلغ منتهى الحرارة, لقطع الأمعاء والأحشاء.
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
ولمن اتقى الله من عباده من الإنس والجن, فخاف مقامه بين يديه, فأطاعه, وترك معاصيه, جنتان.
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
الجنتان ذواتا أغصان نضرة من الفواكه والثمار.
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
في هاتين الجنتين عينان من الماء تجريان خلالهما.
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
في هاتين الجنتين من كل نوع من الفواكه صنفان.
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
وللذين خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما, متكئين على فرش مبطنة من غليظ الديباج, وثمر الجتين قريب إليهم.
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
في هذه الفرش زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن, لا ينظرن إلى غيرهم متعلقات بهم, لم يطأهن إنس قبلهم ولا جان.
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
كان هؤلاء الزوجات من الحور الياقوت والمرجان في صفائهن وجمالهن.
فبآي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان
هل جزاء من أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة