أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا
والملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق
والملائكة التي تسبح في نزولها من السماء وصعودها إليها,
فالملائكة التي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء; لئلا تسرقه ,
فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه , فإن فعل فقد أشرك- لتبعثن الخلائق وتحاسب,
يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة,
تتبعها نفخة أخرى للإحياء.
قلوب الكفار يومئذ مضطربة من شدة الخوف,
أبصار أصحابها قليلة من هول ما ترى.
يقول هؤلاء المكذبون بالبعث: أنرد بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في الأرض؟
أنرد وقد صرنا عظاما بالية؟
قالوا: رجعتنا تلك ستكون إذا خائبة كاذبة.
فإنما هي نفخة واحدة,
فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها.
هل أتاك- يا محمد- خبر موسى؟
حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك " طوى " ,
فقال له: اذهب إلى فرعون , إنه قد أفرط في العصيان؟
فقل له: أتود أن تطهر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان,
وأرشدك إلى طاعة ربك , فتخشاه وتتقيه؟
فأرى موسى فرعون العلامة العظمى: للعصا واليد,
فكذب فرعرن نبي الله موسى عليه السلام, وعصى ربه عز وجل ,
ثم ولى معرضا عن الإيمان مجتهدا في معارضة موسى.
فجمع أهل مملكته وناداهم ,
فقال: أنا ربكم الذي لا رب فوقه ,
فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة , وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين.
إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظه لمن يتعظ وينزجر.
أبعثكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟
رفعها فوقكم كالبناء, وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور ,
وأظلم ليلها بغروب شمسها, وأبرز نهارها بشروقها.
والأرض بعد خلق السماء بسطها, وأودع فيها منافعها ,