وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ↓
يقول تعالى - في بيان عناد المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم - " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا " الدالة على صدق ما جاء به الرسول.
" قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ " وهذا من عنادهم وظلمهم.
وإلا فقد تحداهم اللّه, أن يأتوا بسورة من مثله, ويدعوا من استطاعوا من دون اللّه, فلم يقدروا على ذلك, وتبين عجزهم.
فهذا القول الصادر من هذا القائل, مجرد دعوى, كذبه الواقع.
وقد علم أنه صلى الله عليه وسلم أُمِّيٌّ, لا يقرأ ولا يكتب, ولا رحل ليدرس, من أخبار الأولين, فأتى بهذا الكتاب الجليل, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
" قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ " وهذا من عنادهم وظلمهم.
وإلا فقد تحداهم اللّه, أن يأتوا بسورة من مثله, ويدعوا من استطاعوا من دون اللّه, فلم يقدروا على ذلك, وتبين عجزهم.
فهذا القول الصادر من هذا القائل, مجرد دعوى, كذبه الواقع.
وقد علم أنه صلى الله عليه وسلم أُمِّيٌّ, لا يقرأ ولا يكتب, ولا رحل ليدرس, من أخبار الأولين, فأتى بهذا الكتاب الجليل, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ↓
" وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا " الذي يدعو إليه محمد " هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " قالوه على وجه الجزم منهم بباطلهم, والجهل بما ينبغي من الخطاب.
فلو أنهم إذ أقاموا على باطلهم من الشبه والتمويهات, ما أوجب لهم أن يكونوا على بصيرة ويقين منه - قالوا لمن ناظرهم, وادعى أن الحق معه.
إن كان هذا هو الحق من عندك, فاهدنا له, لكان أولى لهم وأستر لظلمهم.
فمنذ قالوا: " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ " الآية, علم بمجرد قولهم, أنهم السفهاء الأغبياء, الجهلة الظالمون.
فلو عاجلهم اللّه بالعقاب, لما أبقى منهم باقية.
فلو أنهم إذ أقاموا على باطلهم من الشبه والتمويهات, ما أوجب لهم أن يكونوا على بصيرة ويقين منه - قالوا لمن ناظرهم, وادعى أن الحق معه.
إن كان هذا هو الحق من عندك, فاهدنا له, لكان أولى لهم وأستر لظلمهم.
فمنذ قالوا: " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ " الآية, علم بمجرد قولهم, أنهم السفهاء الأغبياء, الجهلة الظالمون.
فلو عاجلهم اللّه بالعقاب, لما أبقى منهم باقية.
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ↓
ولكنه تعالى, دفع عنهم العذاب, بسبب وجود الرسول بين أظهرهم فقال: " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ " فوجوده صلى الله عليه وسلم, أمنة لهم من العذاب.
وكانوا مع قولهم هذه المقالة, التي يظهرونها على رءوس الأشهاد, يدرون بقبحها فكانوا يخافون من وقوعها فيهم, فيستغفرون اللّه تعالى فلهذا قال " وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " .
فهذا مانع يمنع من وقوع العذاب بهم, بعد ما انعقدت أسبابه.
وكانوا مع قولهم هذه المقالة, التي يظهرونها على رءوس الأشهاد, يدرون بقبحها فكانوا يخافون من وقوعها فيهم, فيستغفرون اللّه تعالى فلهذا قال " وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " .
فهذا مانع يمنع من وقوع العذاب بهم, بعد ما انعقدت أسبابه.
وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ↓
ثم قال " وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ " أي: أي شيء يمنعهم من عذاب اللّه, وقد فعلوا ما يوجب ذلك وهو صد الناس عن المسجد الحرام, خصوصا صدهم النبي صلى الله عليه وسلم, وأصحابه, الذين هم أولى به منهم.
ولهذا قال: " وَمَا كَانُوا " أي المشركون " أَوْلِيَاءَهُ " يحتمل أن الضمير يعود إلى اللّه, أي: أولياء اللّه.
ويحتمل أن يعود إلى المسجد الحرام, أي: وما كانوا أولى به من غيرهم.
" إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ " وهم الذين آمنوا باللّه ورسوله, وأفردوا اللّه بالتوحيد والعبادة, وأخلصوا له الدين.
" وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " فلذلك ادَّعَوْا لأنفسهم أمرا, غيرهم أولى به.
ولهذا قال: " وَمَا كَانُوا " أي المشركون " أَوْلِيَاءَهُ " يحتمل أن الضمير يعود إلى اللّه, أي: أولياء اللّه.
ويحتمل أن يعود إلى المسجد الحرام, أي: وما كانوا أولى به من غيرهم.
" إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ " وهم الذين آمنوا باللّه ورسوله, وأفردوا اللّه بالتوحيد والعبادة, وأخلصوا له الدين.
" وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " فلذلك ادَّعَوْا لأنفسهم أمرا, غيرهم أولى به.
وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ↓
يعني: أن اللّه تعالى, إنما جعل بيته الحرام, ليقام فيه دينه, وتخلص له فيه العبادة.
فالمؤمنون, هم الذين قاموا بهذا الأمر.
وأما هؤلاء المشركون, الذين يصدون عنه, فما كان صلاتهم فيه, التي هي أكبر أنواع العبادات " إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً " .
أي صفيرا وتصفيقا, فعل الجهلة الأغبياء, الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم, ولا معرفة بحقوقه, ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها.
فإذا كانت هذه صلاتهم فيه, فكيف ببقية العبادات؟!!.
فبأي شيء كانوا أولى بهذا البيت من المؤمنين, الذين هم في صلاتهم خاشعون, والذين هم عن اللغو معرضون, إلى آخر ما وصفهم اللّه به من الصفات الحميدة, والأفعال السديدة.
لا جرم, أورثهم اللّه بيته الحرام, ومكنهم منه.
وقال - يعد ما مكن لهم منه - " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " .
وقال هنا " فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ " .
فالمؤمنون, هم الذين قاموا بهذا الأمر.
وأما هؤلاء المشركون, الذين يصدون عنه, فما كان صلاتهم فيه, التي هي أكبر أنواع العبادات " إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً " .
أي صفيرا وتصفيقا, فعل الجهلة الأغبياء, الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم, ولا معرفة بحقوقه, ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها.
فإذا كانت هذه صلاتهم فيه, فكيف ببقية العبادات؟!!.
فبأي شيء كانوا أولى بهذا البيت من المؤمنين, الذين هم في صلاتهم خاشعون, والذين هم عن اللغو معرضون, إلى آخر ما وصفهم اللّه به من الصفات الحميدة, والأفعال السديدة.
لا جرم, أورثهم اللّه بيته الحرام, ومكنهم منه.
وقال - يعد ما مكن لهم منه - " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " .
وقال هنا " فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ " .
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ↓
يقول تعالى - مبينا لعداوة المشركين, وكيدهم, ومكرهم, ومبارزتهم للّه ولرسوله, وسعيهم في إطفاء نوره, وإخماد كلمته, وأن وبال مكرهم سيعود عليهم, ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, فقال: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " أي: ليبطلوا الحق, وينصروا الباطل, ويبطل توحيد الرحمن, ويقوم دين عبادة الأوثان.
" فَسَيُنْفِقُونَهَا " أي: فسيصدرون هذه النفقة, وتخف عليهم, لتمسكهم بالباطل, وشدة بغضهم للحق.
" ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً " أي: ندامة, وخزيا, وذلا.
" ثُمَّ يُغْلَبُونَ " فتذهب أموالهم, وما أملوا, ويعذبون في الآخرة أشد العذاب.
ولهذا قال: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " أي: يجمعون إليها, ليذوقوا عذابها, وذلك لأنها دار الخبث والخبثاء.
" فَسَيُنْفِقُونَهَا " أي: فسيصدرون هذه النفقة, وتخف عليهم, لتمسكهم بالباطل, وشدة بغضهم للحق.
" ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً " أي: ندامة, وخزيا, وذلا.
" ثُمَّ يُغْلَبُونَ " فتذهب أموالهم, وما أملوا, ويعذبون في الآخرة أشد العذاب.
ولهذا قال: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " أي: يجمعون إليها, ليذوقوا عذابها, وذلك لأنها دار الخبث والخبثاء.
لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ↓
واللّه تعال يريد أن يميز الخبيث من الطيب, ويجعل كل واحد على حدة, وفي دار تخصه.
فيجعل الخبيث بعضه على بعض, من الأعمال, والأموال والأشخاص.
" فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " الذين خسروا أنفسهم, وأهليهم يوم القيامة, ألا ذلك هو الخسران المبين.
فيجعل الخبيث بعضه على بعض, من الأعمال, والأموال والأشخاص.
" فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " الذين خسروا أنفسهم, وأهليهم يوم القيامة, ألا ذلك هو الخسران المبين.
قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ ↓
هذا من لطفه تعالى بعباده, لا بمنعه كفر العباد, ولا استمرارهم في العناد, من أن يدعوهم إلى طريق الرشاد والهدى, وينهاهم عما يهلكهم من أسباب الغي والردى, فقال: " قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا " عن كفرهم, وذلك بالإسلام للّه وحده لا شريك له.
" يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ " منهم من الجرائم " وَإِنْ يَعُودُوا " إلى كفرهم وعنادهم " فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ " بإهلاك الأمم المكذبة, فلينتظروا ما حل بالمعاندين, فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون.
فهذا خطابه للمكذبين.
" يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ " منهم من الجرائم " وَإِنْ يَعُودُوا " إلى كفرهم وعنادهم " فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ " بإهلاك الأمم المكذبة, فلينتظروا ما حل بالمعاندين, فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون.
فهذا خطابه للمكذبين.
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ↓
وأما خطابه للمؤمنين, عندما أمرهم بمعاملة الكافرين, فقال: " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ " أي: شرك, وصد عن سبيل اللّه ويذعنوا لأحكام الإسلام.
" وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ " فهذا المقصود من القتال والجهاد لأعداء الدين, أن يدفع شرهم عن الدين, وأن يذب عن دين اللّه, الذي خلق الخلق له, حتى يكون هو العالي على سائر الأديان.
" فَإِنِ انْتَهَوْا " عن ما هم عليه من الظلم " فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " لا تخفى عليه منهم خافية.
" وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ " فهذا المقصود من القتال والجهاد لأعداء الدين, أن يدفع شرهم عن الدين, وأن يذب عن دين اللّه, الذي خلق الخلق له, حتى يكون هو العالي على سائر الأديان.
" فَإِنِ انْتَهَوْا " عن ما هم عليه من الظلم " فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " لا تخفى عليه منهم خافية.
" وَإِنْ تَوَلَّوْا " عن الطاعة, وأوضعوا في الإضاعة " فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى " الذي يتولى عباده المؤمنين, ويوصل إليهم مصالحهم, وييسر لهم منافعهم الدينية والدنيوية.
" وَنِعْمَ النَّصِيرُ " الذي ينصرهم, فيدفع عنهم كيد الفجار, وتكالب الأشرار.
ومن كان اللّه مولاه وناصره, فلا خوف عليه, ومن كان اللّه عليه, فلا عِزَّ له, ولا قائمة تقوم له.
" وَنِعْمَ النَّصِيرُ " الذي ينصرهم, فيدفع عنهم كيد الفجار, وتكالب الأشرار.
ومن كان اللّه مولاه وناصره, فلا خوف عليه, ومن كان اللّه عليه, فلا عِزَّ له, ولا قائمة تقوم له.
وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ↓
يقول تعالى: " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ " أي: أخذتم من مال الكفار قهرا بحق, قليلا كان أو كثيرا.
" فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ " أي: وباقيه لكم, أيها الغانمون, لأنه أضاف الغنيمة إليهم, وأخرج منها خمسها.
فدل على أن الباقي لهم, يقسم على ما قسمه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: للراجل سهم, والفارس سهمان سهم لفرسه, وسهم له.
وأما هذا الخمس, فيقسم خمسة أسهم, سهم للّه ولرسوله, يصرف في مصالح المسلمين العامة, من غير تعيين لمصلحة, لأن اللّه جعله له ولرسوله, واللّه ورسوله غنيان عنه, فعلم أنه لعباد اللّه.
فإذا لم يعين اللّه له مصرفا, دل على أن مصرفه للمصالح العامة.
والخمس الثاني: لذي القربى, وهم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم, من بني هاشم, وبني المطلب.
وأضافه اللّه إلى القرابة, دليلا على أن العلة فيه, مجرد القرابة, فيستوي فيه غنيهم وفقيرهم, ذكرهم وأنثاهم.
والخمس الثالث, لليتامى وهم: الذين فقدت آباؤهم, وهم صغار, جعل اللّه لهم خمس الخمس, رحمة بهم, حيث كانوا عاجزين عن القيام بمصالحهم, وقد فقد من يقوم بمصالحهم.
والخمس الرابع للمساكين, أي: المحتاجين الفقراء, من صغار, وكبار, ذكور, وإناث والخمس الخامس, لابن السبيل, وهو: الغريب المنقطع به في غير بلده.
وبعض المفسرين يقول: إن خمس الغنيمة, لا يخرج عن هذه الأصناف, ولا يلزم أن يكونوا فيه, على السواء, بل ذلك تبع للمصلحة, وهذا هو الأولى.
وجعل اللّه أداء الخمس على وجهه, شرطا للإيمان فقال: " إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ " وهو يوم " بدر " الذي فرق اللّه به بين الحق والباطل, وأظهر الحق: وأبطل الباطل.
" يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ " جمع المسلمين, وجمع الكافرين.
أي: إن كان إيمانكم باللّه, وبالحق الذي أنزله اللّه على رسوله يوم الفرقان, الذي حصل فيه من الآيات والبراهين, ما دل على أن ما جاء به هو الحق.
" وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " لا يغالب أحد إلا غلبه.
" فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ " أي: وباقيه لكم, أيها الغانمون, لأنه أضاف الغنيمة إليهم, وأخرج منها خمسها.
فدل على أن الباقي لهم, يقسم على ما قسمه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: للراجل سهم, والفارس سهمان سهم لفرسه, وسهم له.
وأما هذا الخمس, فيقسم خمسة أسهم, سهم للّه ولرسوله, يصرف في مصالح المسلمين العامة, من غير تعيين لمصلحة, لأن اللّه جعله له ولرسوله, واللّه ورسوله غنيان عنه, فعلم أنه لعباد اللّه.
فإذا لم يعين اللّه له مصرفا, دل على أن مصرفه للمصالح العامة.
والخمس الثاني: لذي القربى, وهم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم, من بني هاشم, وبني المطلب.
وأضافه اللّه إلى القرابة, دليلا على أن العلة فيه, مجرد القرابة, فيستوي فيه غنيهم وفقيرهم, ذكرهم وأنثاهم.
والخمس الثالث, لليتامى وهم: الذين فقدت آباؤهم, وهم صغار, جعل اللّه لهم خمس الخمس, رحمة بهم, حيث كانوا عاجزين عن القيام بمصالحهم, وقد فقد من يقوم بمصالحهم.
والخمس الرابع للمساكين, أي: المحتاجين الفقراء, من صغار, وكبار, ذكور, وإناث والخمس الخامس, لابن السبيل, وهو: الغريب المنقطع به في غير بلده.
وبعض المفسرين يقول: إن خمس الغنيمة, لا يخرج عن هذه الأصناف, ولا يلزم أن يكونوا فيه, على السواء, بل ذلك تبع للمصلحة, وهذا هو الأولى.
وجعل اللّه أداء الخمس على وجهه, شرطا للإيمان فقال: " إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ " وهو يوم " بدر " الذي فرق اللّه به بين الحق والباطل, وأظهر الحق: وأبطل الباطل.
" يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ " جمع المسلمين, وجمع الكافرين.
أي: إن كان إيمانكم باللّه, وبالحق الذي أنزله اللّه على رسوله يوم الفرقان, الذي حصل فيه من الآيات والبراهين, ما دل على أن ما جاء به هو الحق.
" وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " لا يغالب أحد إلا غلبه.
إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ↓
" إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا " أي: بعدوة الوادي القريبة من المدينة.
" وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى " أي: جانبه البعيد من المدينة, فقد جمعكم واد واحد.
" وَالرَّكْبُ " الذي خرجتم لطلبه, وأراد اللّه غيره " أَسْفَلَ مِنْكُمْ " مما يلي ساحل البحر.
" وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ " أنتم وإياهم على هذا الوصف, وبهذه الحال " لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ " أي: لا بد من تقدم أو تأخر, أو اختيار منزل, أو غير ذلك, مما يعرض لكم, أو لهم, يصدفكم عن ميعادهم.
" وَلَكِنْ " اللّه جمعكم على هذه الحال " لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا " أي: مقدرا في الأزل, لا بد من وقوعه.
" لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ " أي ليكون حجة وبينة للمعاند, فيختار الكفر على بصيرة وجزم ببطلانه, فلا يبقى له عذر عند اللّه.
" وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ " أي: يزداد المؤمن بصيرة ويقينا, بما أرى اللّه الطائفتين من أدلة الحق وبراهينه, ما هو تذكرة لأولي الألباب.
" وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ " سميع لجميع الأصوات, باختلاف اللغات, على تفنن الحاجات.
" عَلِيمٌ " بالظواهر, والضمائر, والسرائر, والغيب, والشهادة.
" وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى " أي: جانبه البعيد من المدينة, فقد جمعكم واد واحد.
" وَالرَّكْبُ " الذي خرجتم لطلبه, وأراد اللّه غيره " أَسْفَلَ مِنْكُمْ " مما يلي ساحل البحر.
" وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ " أنتم وإياهم على هذا الوصف, وبهذه الحال " لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ " أي: لا بد من تقدم أو تأخر, أو اختيار منزل, أو غير ذلك, مما يعرض لكم, أو لهم, يصدفكم عن ميعادهم.
" وَلَكِنْ " اللّه جمعكم على هذه الحال " لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا " أي: مقدرا في الأزل, لا بد من وقوعه.
" لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ " أي ليكون حجة وبينة للمعاند, فيختار الكفر على بصيرة وجزم ببطلانه, فلا يبقى له عذر عند اللّه.
" وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ " أي: يزداد المؤمن بصيرة ويقينا, بما أرى اللّه الطائفتين من أدلة الحق وبراهينه, ما هو تذكرة لأولي الألباب.
" وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ " سميع لجميع الأصوات, باختلاف اللغات, على تفنن الحاجات.
" عَلِيمٌ " بالظواهر, والضمائر, والسرائر, والغيب, والشهادة.
إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ↓
وكان اللّه قد أرى رسوله, المشركين في الرؤيا, قليلا, فبشر بذلك أصحابه, فاطمأنت قلوبهم, وتثبتت أفئدتهم.
" وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا " فأخبرت بذلك أصحابك " لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ " .
فمنكم من يرى الإقدام على قتالهم, ومنكم من لا يرى ذلك, والتنازع مما يوجب الفشل.
" وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ " أي: لطف بكم " إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " أي: بما فيها من ثبات وجزع, وصدق وكذب.
" وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا " فأخبرت بذلك أصحابك " لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ " .
فمنكم من يرى الإقدام على قتالهم, ومنكم من لا يرى ذلك, والتنازع مما يوجب الفشل.
" وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ " أي: لطف بكم " إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " أي: بما فيها من ثبات وجزع, وصدق وكذب.
وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ↓
فعلم اللّه من قلوبكم, ما صار سببا للطفه وإحسانه بكم, وصدق رؤيا رسوله.
فأرى اللّه المؤمنين عدوهم, قليلا في أعينهم, ويقللكم - يا معشر المؤمنين - في أعينهم.
فكل من الطائفتين, ترى الأخرى قليلة, لتقدم كل منهما على الأخرى.
" لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا " من نصر المؤمنين, وخذلان الكافرين وقتل قادتهم, ورؤساء الضلال منهم, ولم يبق منهم أحد, له اسم يذكر, فيتيسر بعد ذلك انقيادهم إذا دعوا إلى الإسلام, فصار أيضا لطفا بالباقين, الذين مَنَّ اللّه عليهم بالإسلام.
" وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " أي: جميع أمور الخلائق ترجع إلى اللّه, فيميز الخبيث من الطيب, ويحكم في الخلائق بحكمه العادل, الذي لا جور فيه, ولا ظلم.
فأرى اللّه المؤمنين عدوهم, قليلا في أعينهم, ويقللكم - يا معشر المؤمنين - في أعينهم.
فكل من الطائفتين, ترى الأخرى قليلة, لتقدم كل منهما على الأخرى.
" لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا " من نصر المؤمنين, وخذلان الكافرين وقتل قادتهم, ورؤساء الضلال منهم, ولم يبق منهم أحد, له اسم يذكر, فيتيسر بعد ذلك انقيادهم إذا دعوا إلى الإسلام, فصار أيضا لطفا بالباقين, الذين مَنَّ اللّه عليهم بالإسلام.
" وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " أي: جميع أمور الخلائق ترجع إلى اللّه, فيميز الخبيث من الطيب, ويحكم في الخلائق بحكمه العادل, الذي لا جور فيه, ولا ظلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ↓
يقول تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً " أي: طائفة من الكفار تقاتلكم.
" فَاثْبُتُوا " لقتالها, واستعملوا الصبر, وحبس النفس, على هذه الطاعة الكبيرة, التي عاقبتها العز والنصر.
واستعينوا على ذلك, بالإكثار من ذكر اللّه " لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " أي: تدركون ما تطلبون, من الانتصار على أعدائكم.
فالصبر والثبات, والإكثار من ذكر اللّه, من أكبر الأسباب للنصر.
" فَاثْبُتُوا " لقتالها, واستعملوا الصبر, وحبس النفس, على هذه الطاعة الكبيرة, التي عاقبتها العز والنصر.
واستعينوا على ذلك, بالإكثار من ذكر اللّه " لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " أي: تدركون ما تطلبون, من الانتصار على أعدائكم.
فالصبر والثبات, والإكثار من ذكر اللّه, من أكبر الأسباب للنصر.
وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ↓
" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " في استعمال ما أمروا به, والمشي خلف ذلك في جميع الأحوال.
" وَلَا تَنَازَعُوا " تنازعا يوجب تشتيت القلوب وتفرقها.
" فَتَفْشَلُوا " أي: تجبنوا " وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " أي: وتنحل عزائمكم, وتفرق قوتكم, ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله.
" وَاصْبِرُوا " نفوسكم على طاعة اللّه " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " بالعون والنصر والتأييد, واخشعوا لربكم, واخضعوا له.
" وَلَا تَنَازَعُوا " تنازعا يوجب تشتيت القلوب وتفرقها.
" فَتَفْشَلُوا " أي: تجبنوا " وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " أي: وتنحل عزائمكم, وتفرق قوتكم, ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله.
" وَاصْبِرُوا " نفوسكم على طاعة اللّه " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " بالعون والنصر والتأييد, واخشعوا لربكم, واخضعوا له.
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ↓
" وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " أي: هذا مقصدهم الذي خرجوا إليه, وهذا الذي أبرزهم من ديارهم, لقصد الأشر والبطر في الأرض, وليراهم الناس ويفخروا لديهم.
والمقصود الأعظم: أنهم خرجوا, ليصدوا عن سبيل اللّه, من أراد سلوكه.
" وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " فلذلك أخبركم بمقاصدهم, وحذركم أن تشبهوا بهم, فإنه سيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.
فليكن قصدكم في خروجكم, وجه اللّه تعالى, وإعلاء دين اللّه, والصد عن الطريق الموصلة إلى سخط اللّه وعقابه, وجذب الناس إلى سبيل اللّه القويم, الموصل لجنات النعيم.
والمقصود الأعظم: أنهم خرجوا, ليصدوا عن سبيل اللّه, من أراد سلوكه.
" وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " فلذلك أخبركم بمقاصدهم, وحذركم أن تشبهوا بهم, فإنه سيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.
فليكن قصدكم في خروجكم, وجه اللّه تعالى, وإعلاء دين اللّه, والصد عن الطريق الموصلة إلى سخط اللّه وعقابه, وجذب الناس إلى سبيل اللّه القويم, الموصل لجنات النعيم.
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ↓
" وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ " حسنها في قلوبهم.
" وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ " , فإنكم في عَدَدٍ وعُدَدٍ, وهيئة لا يقاومكم فيها محمد ومن معه.
" وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ " من أن يأتيكم أحد, ممن تخشون غائلته, لأن إبليس قد تبدَّى لقريش في سورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي وكانوا يخافون من بني مدلج, لعداوة كانت بينهم.
فقال لهم الشيطان: أنا جار لكم, فاطمأنت نفوسهم, وأتوا على حرد قادرين.
فلما " تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ " المسلمون والكافرون, فرأى الشيطان جبريل عليه السلام يزع الملائكة خاف خوفا شديدا و " نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ " أي: ولى مدبرا.
" وَقَالَ " لمن خدعهم وغرهم: " إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ " .
أي: أرى الملائكة الذين لا يدان, لأحد بقتالهم.
" إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ " أي: أخاف أن يعاجلني بالعقوبة في الدنيا " وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ " .
ومن المحتمل أن يكون الشيطان, سول لهم, ووسوس في صدورهم, أنه لا غالب لهم اليوم من الناس, وأنه جار لهم.
فلما أوردهم مواردهم, نكص عنهم, وتبرأ منهم, كما قال تعالى: " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ " .
" وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ " , فإنكم في عَدَدٍ وعُدَدٍ, وهيئة لا يقاومكم فيها محمد ومن معه.
" وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ " من أن يأتيكم أحد, ممن تخشون غائلته, لأن إبليس قد تبدَّى لقريش في سورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي وكانوا يخافون من بني مدلج, لعداوة كانت بينهم.
فقال لهم الشيطان: أنا جار لكم, فاطمأنت نفوسهم, وأتوا على حرد قادرين.
فلما " تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ " المسلمون والكافرون, فرأى الشيطان جبريل عليه السلام يزع الملائكة خاف خوفا شديدا و " نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ " أي: ولى مدبرا.
" وَقَالَ " لمن خدعهم وغرهم: " إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ " .
أي: أرى الملائكة الذين لا يدان, لأحد بقتالهم.
" إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ " أي: أخاف أن يعاجلني بالعقوبة في الدنيا " وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ " .
ومن المحتمل أن يكون الشيطان, سول لهم, ووسوس في صدورهم, أنه لا غالب لهم اليوم من الناس, وأنه جار لهم.
فلما أوردهم مواردهم, نكص عنهم, وتبرأ منهم, كما قال تعالى: " كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ " .
إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ↓
" إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " أي: شك وشبهة, من ضعفاء الإيمان, للمؤمنين, حين أقدموا - مع قلتهم - على قتال المشركين مع كثرتهم.
" غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ " أي: أوردهم الدين الذي هم عليه, هذه الموارد, التي لا يدان لهم بها, ولا استطاعة لهم بها.
يقولونه, احتقارا لهم, واستخفافا بعقولهم, وهم - واللّه - الأخِفَّاءُ عقولا, الضعفاء أحلاما.
فإن الإيمان, يوجب لصاحبه, الإقدام على الأمور الهائلة, التي لا يقدم عليها الجيوش العظام.
فإن المؤمن المتوكل على اللّه, الذي يعلم أنه, ما من حول, ولا قوة, ولا استطاعة لأحد, إلا باللّه تعالى.
وأن الخلق, لو اجتمعوا كلهم, على نفع شخص, بمثقال ذرة, لم ينفعوه.
ولو اجتمعوا على أن يضروه, لم يضروه إلا بشيء قد كتبه اللّه عليه, وعلم أنه على الحق, وأن اللّه تعالى حكيم رحيم, في كل ما قدره وقضاه فإنه لا يبالي بما أقدم عليه, من قوة وكثرة, وكان واثقا بربه, مطمئن القلب لا فزعا ولا جبانا.
ولهذا قال: " وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ " لا تغالب قوته قوة.
" حَكِيمٌ " فيما قضاه وأجراه.
" غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ " أي: أوردهم الدين الذي هم عليه, هذه الموارد, التي لا يدان لهم بها, ولا استطاعة لهم بها.
يقولونه, احتقارا لهم, واستخفافا بعقولهم, وهم - واللّه - الأخِفَّاءُ عقولا, الضعفاء أحلاما.
فإن الإيمان, يوجب لصاحبه, الإقدام على الأمور الهائلة, التي لا يقدم عليها الجيوش العظام.
فإن المؤمن المتوكل على اللّه, الذي يعلم أنه, ما من حول, ولا قوة, ولا استطاعة لأحد, إلا باللّه تعالى.
وأن الخلق, لو اجتمعوا كلهم, على نفع شخص, بمثقال ذرة, لم ينفعوه.
ولو اجتمعوا على أن يضروه, لم يضروه إلا بشيء قد كتبه اللّه عليه, وعلم أنه على الحق, وأن اللّه تعالى حكيم رحيم, في كل ما قدره وقضاه فإنه لا يبالي بما أقدم عليه, من قوة وكثرة, وكان واثقا بربه, مطمئن القلب لا فزعا ولا جبانا.
ولهذا قال: " وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ " لا تغالب قوته قوة.
" حَكِيمٌ " فيما قضاه وأجراه.
وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ↓
يقول تعالى: ولو ترى الذين كفروا بآيات اللّه, حين توفاهم الملائكة الموكلون بقبض أرواحهم, وقد اشتد بهم القلق, وعظم كربهم, و " الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ " يقولون لهم: أخرجوا أنفسكم, ونفوسهم ممتنعة مستعصية على الخروج, لعلمها ما أمامها من العذاب الأليم.
ولهذا قال: " وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ " أي: العذاب الشديد المحرق.
ولهذا قال: " وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ " أي: العذاب الشديد المحرق.
ذلك العذاب, حصل لكم غير ظلم ولا جور, من ربكم, وإنما هو بما قدمت أيديكم, من المعاصي, التي أثرت لكم ما أثرت, وهذه سنة اللّه في الأولين والآخرين.
فإن دأب هؤلاء المكذبين أي: سنتهم, وما أجرى اللّه عليهم من الهلاك, بذنوبهم.
فإن دأب هؤلاء المكذبين أي: سنتهم, وما أجرى اللّه عليهم من الهلاك, بذنوبهم.
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ↓
" كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ " من الأمم المكذبة.
" كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ " بالعقاب " بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ " لا يعجزه أحد يريد أخذه, " مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا " .
" كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ " بالعقاب " بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ " لا يعجزه أحد يريد أخذه, " مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا " .
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ↓
" ذَلِكَ " العذاب الذي أوقعه اللّه بالأمم المكذبة, وأزال عنهم ما هم فيه, من النعم والنعيم, بسبب ذنوبهم, وتغييرهم ما بأنفسهم.
" بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ " من نعم الدين والدنيا, بل يبقيها, ويزيدهم منها, إن ازدادوا له شكرا.
" حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " من الطاعة إلى المعصية, فيكفروا نعمة اللّه, ويبدلوا بها كفرا, فيسلبهم إياها, ويغيرها عليهم, كما غيروا ما بأنفسهم.
وللّه الحكمة في ذلك والعدل والإحسان إلى عباده, حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم, وحيث جذب قلوب أوليائه إليه, بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره.
" وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " يسمع جميع ما نطق به الناطقون, سواء من أسر القول ومن جهر به.
ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر, وتخفيه السرائر, فيجري على عباده من الأقدار, ما اقتضاه علمه, وجرت به مشيئته.
" بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ " من نعم الدين والدنيا, بل يبقيها, ويزيدهم منها, إن ازدادوا له شكرا.
" حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " من الطاعة إلى المعصية, فيكفروا نعمة اللّه, ويبدلوا بها كفرا, فيسلبهم إياها, ويغيرها عليهم, كما غيروا ما بأنفسهم.
وللّه الحكمة في ذلك والعدل والإحسان إلى عباده, حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم, وحيث جذب قلوب أوليائه إليه, بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره.
" وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " يسمع جميع ما نطق به الناطقون, سواء من أسر القول ومن جهر به.
ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر, وتخفيه السرائر, فيجري على عباده من الأقدار, ما اقتضاه علمه, وجرت به مشيئته.
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ ↓
" كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ " أي: فرعون وقومه " وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ " حين جاءتهم " فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ " كل بحسب جرمه.
" وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ " من المهلكين المعذبين " كَانُوا ظَالِمِينَ " لأنفسهم, ساعين في هلاكها, لم يظلمهم اللّه, ولا أخذهم بغير جرم اقترفوه.
فليحذر المخاطبون, أن يشابهوهم في الظلم, فيحل اللّه بهم من عقابه, ما أحل بأولئك الفاسقين.
" وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ " من المهلكين المعذبين " كَانُوا ظَالِمِينَ " لأنفسهم, ساعين في هلاكها, لم يظلمهم اللّه, ولا أخذهم بغير جرم اقترفوه.
فليحذر المخاطبون, أن يشابهوهم في الظلم, فيحل اللّه بهم من عقابه, ما أحل بأولئك الفاسقين.
" إِنَّ " هؤلاء الذين جمعوا هذه الخصال الثلاث - الكفر, وعدم الإيمان, والخيانة - بحيث لا يثبتون على عهد عاهدوه, ولا قول قالوه.
هم " شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ " فهم شر من الحمير والكلاب وغيرها, لأن الخير معدوم منهم, والشر متوقع فيهم.
هم " شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ " فهم شر من الحمير والكلاب وغيرها, لأن الخير معدوم منهم, والشر متوقع فيهم.
فإذهاب هؤلاء ومحقهم, هو المتعين, لئلا يسري داؤهم لغيرهم ولهذا قال: " فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ " أي: تجدنهم في حال المحاربة, بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق.
" فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ " أي نكل بهم غيرهم, وأوقع بهم من العقوبة, ما يصيرون به, عبرة لمن بعدهم " لَعَلَّهُمْ " أي: من خلفهم " يَذْكُرُونَ " صنيعهم, لئلا يصيبهم ما أصابهم.
وهذه من فوائد العقوبات والحدود, المرتبة على المعاصي, أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي, بل وزجرا لمن عملها, أن لا يعاودها.
ودل تقييد هذه العقوبة في الحرب, أن الكافر - ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر - أنه إذا أُعْطِيَ عهدا, لا يجوز خيانته وعقوبته.
" فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ " أي نكل بهم غيرهم, وأوقع بهم من العقوبة, ما يصيرون به, عبرة لمن بعدهم " لَعَلَّهُمْ " أي: من خلفهم " يَذْكُرُونَ " صنيعهم, لئلا يصيبهم ما أصابهم.
وهذه من فوائد العقوبات والحدود, المرتبة على المعاصي, أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي, بل وزجرا لمن عملها, أن لا يعاودها.
ودل تقييد هذه العقوبة في الحرب, أن الكافر - ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر - أنه إذا أُعْطِيَ عهدا, لا يجوز خيانته وعقوبته.
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ↓
أي: وإذا كان بينك وبين قوم, عهد وميثاق, على ترك القتال, فخفت منهم خيانة.
بأن ظهر من قرائن أحوالهم, ما يدل على خيانتهم, من غير تصريح منهم بالخيانة.
" فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ " عهدهم, أي: ارمه عليهم, وأخبرهم أنه لا عهد بينك وبينهم.
" عَلَى سَوَاءٍ " أي: حتى يستوي علمك وعلمهم بذلك, ولا يحل لك أن تغدرهم, أو تسعى في شيء مما منعه, موجب العهد, حتى تخبرهم بذلك.
" إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ " بل يبغضهم أشد البغض.
فلا بد من أمر بيِّنٍ, يبرئكم من الخيانة.
ودلت الآية, على أنه, إذا وجدت الخيانة المحققة منهم, لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم, لأنه لم يخف منهم, بل علم ذلك, ولعدم الفائدة ولقوله: " عَلَى سَوَاءٍ " .
وهنا قد كان معلوما عند الجميع غدرهم.
ودل مفهومها أيضا, أنه إذا لم يُخَفْ منهم خيانة, بأن لم يوجد منهم ما يدل على ذلك, أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم, بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته.
بأن ظهر من قرائن أحوالهم, ما يدل على خيانتهم, من غير تصريح منهم بالخيانة.
" فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ " عهدهم, أي: ارمه عليهم, وأخبرهم أنه لا عهد بينك وبينهم.
" عَلَى سَوَاءٍ " أي: حتى يستوي علمك وعلمهم بذلك, ولا يحل لك أن تغدرهم, أو تسعى في شيء مما منعه, موجب العهد, حتى تخبرهم بذلك.
" إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ " بل يبغضهم أشد البغض.
فلا بد من أمر بيِّنٍ, يبرئكم من الخيانة.
ودلت الآية, على أنه, إذا وجدت الخيانة المحققة منهم, لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم, لأنه لم يخف منهم, بل علم ذلك, ولعدم الفائدة ولقوله: " عَلَى سَوَاءٍ " .
وهنا قد كان معلوما عند الجميع غدرهم.
ودل مفهومها أيضا, أنه إذا لم يُخَفْ منهم خيانة, بأن لم يوجد منهم ما يدل على ذلك, أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم, بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته.
أي: لا يحسب الكافرون بربهم, المكذبون بآياته, أنهم سبقوا اللّه وفاتوه, فإنهم لا يعجزونه, واللّه لهم بالمرصاد.
وله تعالى الحكمة البالغة, في إمهالهم, وعدم معاجلتهم بالعقوبة, التي من جملتها, ابتلاء عباده المؤمنين, وامتحانهم, وتزودهم من طاعته ومراضيه, ما يصلون به المنازل العالية, واتصافهم بأخلاق وصفات, لم يكونوا بغيره, بالغيها.
فلهذا قال لعباده المؤمنين: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ " إلى " وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " .
وله تعالى الحكمة البالغة, في إمهالهم, وعدم معاجلتهم بالعقوبة, التي من جملتها, ابتلاء عباده المؤمنين, وامتحانهم, وتزودهم من طاعته ومراضيه, ما يصلون به المنازل العالية, واتصافهم بأخلاق وصفات, لم يكونوا بغيره, بالغيها.
فلهذا قال لعباده المؤمنين: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ " إلى " وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " .
وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ↓
أي: " وَأَعِدُّوا " لأعدائكم الكفار, الساعين في هلاككم, وإبطال دينكم.
" مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ " أي: كل ما تقدرون عليه, من القوة العقلية والبدنية; وأنواع الأسلحة ونحو ذلك, مما يعين على قتالهم.
فدخل في ذلك, أنواع الصناعات, التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات, من المدافع, والرشاشات, والبنادق, والطيارات الجوية, والمراكب البرية والبحرية, والقلاع, والخنادق, وآلات الدفاع, والرأْي والسياسة, التي بها يتقدم المسلمون, ويندفع عنهم به, شر أعدائهم, وتَعَلُّم الرَّمْيِ, والشجاعة, والتدبير.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا إن القوة الرَّمْيُ " .
ومن ذلك: الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال.
ولهذا قال تعالى: " وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " .
وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان, وهي إرهاب الأعداء, والحكم يدور مع علته.
فإذا كان شيء موجودا أكثر إرهابا منها, كالسيارات البرية والهوائية, المعدة للقتال, التي تكون النكاية فيها أشد, كانت مأمورا بالاستعداد بها, والسعي لتحصيلها.
حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة, وجب ذلك, لأن " ما لا يتم الواجب إلا به, فهو واجب " .
وقوله " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " ممن تعلمون أنهم أعداؤكم.
" وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ " ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت, الذي يخاطبهم الله به " اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ " فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم.
ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك, النفقات المالية, في جهاد الكفار.
ولهذا قال تعالى مرغبا في ذلك: " وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " قليلا كان أو كثيرا " يُوَفَّ إِلَيْكُمْ " أجره يوم القيامة مضاعفا أضعافا كثيرة.
حتى إن النفقة في سبيل اللّه, تضاعف إلى سبعمائة ضعف, إلى أضعاف كثيرة.
" وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " أي: لا تنقصون, من أجرها وثوابها, شيئا.
" مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ " أي: كل ما تقدرون عليه, من القوة العقلية والبدنية; وأنواع الأسلحة ونحو ذلك, مما يعين على قتالهم.
فدخل في ذلك, أنواع الصناعات, التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات, من المدافع, والرشاشات, والبنادق, والطيارات الجوية, والمراكب البرية والبحرية, والقلاع, والخنادق, وآلات الدفاع, والرأْي والسياسة, التي بها يتقدم المسلمون, ويندفع عنهم به, شر أعدائهم, وتَعَلُّم الرَّمْيِ, والشجاعة, والتدبير.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا إن القوة الرَّمْيُ " .
ومن ذلك: الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال.
ولهذا قال تعالى: " وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " .
وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان, وهي إرهاب الأعداء, والحكم يدور مع علته.
فإذا كان شيء موجودا أكثر إرهابا منها, كالسيارات البرية والهوائية, المعدة للقتال, التي تكون النكاية فيها أشد, كانت مأمورا بالاستعداد بها, والسعي لتحصيلها.
حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة, وجب ذلك, لأن " ما لا يتم الواجب إلا به, فهو واجب " .
وقوله " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " ممن تعلمون أنهم أعداؤكم.
" وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ " ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت, الذي يخاطبهم الله به " اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ " فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم.
ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك, النفقات المالية, في جهاد الكفار.
ولهذا قال تعالى مرغبا في ذلك: " وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " قليلا كان أو كثيرا " يُوَفَّ إِلَيْكُمْ " أجره يوم القيامة مضاعفا أضعافا كثيرة.
حتى إن النفقة في سبيل اللّه, تضاعف إلى سبعمائة ضعف, إلى أضعاف كثيرة.
" وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " أي: لا تنقصون, من أجرها وثوابها, شيئا.