كما جزيناهما الجزاء الحسن نجزي المحسنين من عبادنا المخلصين لنا بالصدق والإيمان والعمل.
إنهما من عبادنا الراسخين في الإيمان.
وإن عبدنا إلياس لمن الذين أكرمناهم بالنبوة والرسالة,
إذ قال لقومه من بني إسرائيل: اتقوا الله وحده وخافوه, ولا تشركوا معه غيره,
كيف تعبدون صنما, وتتركون عبادة الله أحسن الخالقين,
وهو ربكم الذي خلقكم, وخلق آباءكم الماضين قبلكم؟
فكذب قوم إلياس نبيهم, فليجمعنهم الله يوم القيامة للحساب والعقاب,
إلا عباد الله الذين أخلصوا دينهم لله, فإنهم ناجون من عذابه.
وجعلنا لإلياس ثناء جميلا في الأمم بعده.
تحية من الله, وثناء على إلياس.
وكما جزينا إلياس الجزاء الحسن على طاعته, نجزي المحسنين من عبادنا المؤمنين.
إنه من عباد الله المؤمنين المخلصين له بالصدق والإيمان.
وإن عبدنا لوطا اصطفيناه, فجعلناه من المرسلين,
إذ نجيناه وأهله أجمعين من العذاب,
إلا عجوزا هرمة, هي زرجته, هلكت مع الذين هلكوا من قومها لكفرها.
ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه.
وإنكم -يا أهل (مكة)- لتمرون فى أسفاركم على منازل قوم لوط وآثارهم وقت الصباح,
وتمرون عليها ليلا.
أفلا تعقلون, فتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم؟
أفلا تعقلون, فتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم؟
وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين,
إذ هرب من بلده من غير أمر ربه, وركب سفينة مملوءة ركابا وأمتعة.
وأحاطت بها الأمواج العظيمة, فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق, فكان يونس من المغلوبين.
فألقي في البحر, فابتلعه الحوت, ويونس عليه السلام آت بما يلام عليه.
فلولا ما تقدم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه في بطن الحوت, وتسبيحه, وهو في بطن الحوت بقوله: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ,
لمكث في بطن الحوت, وصار له قبرا إلى يوم القيامة.
فطرحناه من بطن الحوت, وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء, وهو ضعيف البدن.
وأنبتنا عليه شجرة من القرع تظله, وينتفع بها.
وأرسلناه إلى مائة ألف من قومه بل يزيدون,
فصدقوا به, فمتعناهم بحياتهم إلى وقت بلوغ آجالهم.
فاسأل -يا محمد- قومك: كيف جعلوا لله البنات اللاتي يكرهونهن, ولأنفسهم البنين الذين يريدونهم؟
وأسألهم أخلقنا الملائكة إناثا, وهم حاضرون؟