وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ↓
والله سبحانه وتعالى ملك ما في السموات وما في الأرض.
ليجزي الذين أساؤوا بعقابهم على ما عملوا من السوء, ويجزي الذي أحسنوا بالجنة,
ليجزي الذين أساؤوا بعقابهم على ما عملوا من السوء, ويجزي الذي أحسنوا بالجنة,
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ↓
وهم الذين يبتعدون عن كبائر الذنوب والفواحش إلا اللمم, وهي الذنوب الصغار التي لا يصر صاحبها عليها, لم يلم بها العبد على وجه الندرة, فإن هذه مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات, يغفرها الله لهم ويسترها عليهم, إن ربك واسع المغفرة, هو أعلم بأحوالكم حين خلق أباكم آدم من تراب, وحين أنتم أجنة في بطون أمهاتكم, فلا تزكوا أنفسكم فتمدحوها وتصفوها بالتقوى, هو أعلم بمن اتقى عقابه فاجتنب معاصيه من عبادة.
أفرأيت- يا محمد- الذي أعرض عن طاعة الله
وأعطى قليلا من ماله, ثم توقف عن العطاء وقطع معروفه
أعند هذا الذي قطع عطاءه علم الغيب أنه سينفد ما في يده حتى أمسك معروفه, فهو يرى ذلك عيانا؟ ليس الأمر كذلك, إنما أمسك عن الصدقة والمعروف والبر والصلة; بخلا وشحا.
أم لم يخبر بما جاء في أسفار التوراة
وصحف إبراهيم الذي وفى ما أمر به وبلغه؟
أنه لا تؤخذ نفس بمأثم غيرها ووزرها, لا يحمله عنها أحد,
وأنه لا يحصل لإنسان من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه بسعية
وأن سعيه سوف يرى في الآخرة, فيميز حسنه من سيئه, تشريفا للمحن وتوبيخا للمسيء.
ثم يجزى الإنسان على سعيه الجزاء المستكمل لجميع عمله,
وإن إلى ربك- يا محمد- انتهاء جميع خلقه يوم القيامة.
وأنه سبحانه وتعالى أضحك من شاء في الدنيا بأن سره, وأبكى من شاء بأن غمه.
وأنه سبحانه أمات من أراد موته من خلقه, وأحيا من أراد حياته منهم, فهو المتفرد سبحانه بالإحياء والإماتة.
وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من الإنسان والحيوان,
من نطفة تصب في الرحم.
وأن على ربك- يا محمد- إعالة خلقهم بعد مماتهم, وهي النشأة الأخرى يوم القيامة.
وأنه هو أغنى من شاء من خلقه بالمال, وملكه لهم وأرضاهم به.
وأنه سبحانه وتعالى هو رب الشعرى, وهو نجم مضيء, كان بعض أهل الجاهلية يعبدونه من دون الله.
وأنه سبحانه وتعالى أهلك عادا الأولى, وهم قوم هود,
وأهلك ثمود, وهم قوم صالح, فلم يبق منهم أحدا,
وأهلك قوم نوح قبل.
هؤلاء كانوا أشد تمردا وأعظم كفرا من الذين جاؤا من بعدهم.
هؤلاء كانوا أشد تمردا وأعظم كفرا من الذين جاؤا من بعدهم.
ومدائن قوم لوط قلبها الله عليهم, وجعل عاليها سافلها,
فألبسها ما ألبسها من الحجارة.
فبأي نعم ربك عليك- أيها الإنسان المكذب- تشك؟
هذا محمد صلى الله عليه وسلم, نذير بالحق الذي أنذر به الأنبياء قبله, فليس ببدع من الرسل.
قربت القيامة ودنا وقتها,
لا يدفعها إذا من دون الله أحد, ولا يطلع على وقت وقوعها إلا الله.
أفمن هذا القرآن تعجبون أيها المشركون- من أن يكون صحيحا,
وتضحكون منه سخريه واستهزاء, ولا تبكون خوفا من وعيده,