أقسم الله سبحانه بيوم الحساب والجزاء,
وأقسم بالنفس المؤمنة التقية التي تلوم صاحبها على ترك الطاعة وفعل الموبقات .
أيظن هذا الإنسان الكافر أن لن نقدر على جمع عظامه بعد تفرقها؟
بلى سنجمعها , قادرين على أن نجعل أصابع يديه ورجليه شيئا واحدا مستويا كخف البعير.
بل ينكر الإنسان البعث , يريد أن يبقى على الفجور فيما يستقبل من أيام عمره,
يسأل هذا الكافر مستبعدا قيام الساعة: متى يكون يوم القيمة؟
فإذا تخير البصر ودهش فزعا مما رأى من أهوال يوم القيامة ,
وذهب نور القمر,
وقرن بين الشمس والقمر في الطلوع من المغرب مظلمين,
يقول الإنسان وقتها: أين المهرب من العذاب؟
ليس الأمر كما تتمناه- أيها الإنسان من طلب الفرار ,
لا ملجأ لك ولا منجى إلى الله وحده مصير الخلائق يوم القيامة ومستقرهم , فيجازي كلا بما يستحق.
يخبر الإنسان في ذلك اليوم بجميع أعماله: من خير وشر , ما قدمه منها في حياته وما أخره.
بل الإنسان حجة واضحة على نفسه تلزمه بما فعل أو ترك ,
ولو جاء بكل معذرة يعتذر بها عن إجرامه , فإنه لا ينفعه ذلك.
لا تحرك- يا محمد- بالقرآن لسانك حين نزول الوحي.
لأجل أن تتعجل بحفظه, مخافة أن يتفلت منك.
لأجل أن تتعجل بحفظه, مخافة أن يتفلت منك.
إن علينا جمعه في صدرك , ثم أن تقرأه بلسانك متى شئت.
فإذا قرأه عليك رسولنا جبريل فاستمع لقراءته وأنصت له , ثم اقرأه كما أقرأك إياه,
ثم إن علينا توضيح ما أشكل عليك فهمه من معانيه وأحكامه.
ليس الأمر كما زعمتم- يا معشر المشركين- أن لا بعث ولا جزاء , بل أنتم قوم تحبون الدنيا وزينتها ,
وتتركون الآخرة ونعيمها.
وجوه أهل السعادة يوم القيامة مشرقة حسنة ناعمة,
ترى خالقها ومالك أمرها, فتمتع بذلك.
ووجوه الأشقياء يوم القيامة عابسة كالحة,
تتوقع أن تنزل بها مصيبة عظيمة, تقصم فقار الظهر.
حقا إذا وصلت الروح إلى أعالي الصدر ,
وقال بعض الحاضرين لبعض: هل من راق يرقيه ويشفيه مما هو فيه؟
وأيقن المحتضر أن الذي نزل به هو فراق الدنيا لمعاينته ملائكة الموت ,
واتصلت ضده آخر الدنيا بشدة أول الآخرة,
إلى الله تعالى مساق العباد يوم القيامة: إما إلى الجنة وإما إلى النار.