" يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ " أي: لست ضالا في مسألة من المسائل, بوجه من الوجوه, وإنما أنا هاد مهتد.
بل هدايته عليه الصلاة والسلام من جنس هداية إخوانه, أولي العزم من المرسلين, أعلى أنواع الهدايات وأكملها, وأتمها وهي هداية الرسالة التامة الكاملة, ولهذا قال: " وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ " أي: ربي وربكم ورب جميع الخلق, بأنواع التربية, الذي من أعظم تربيته, أن أرسل إلى عباده رسلا, تأمرهم بالأعمال الصالحة, والأخلاق الفاضلة, والعقائد الحسنة وتنهاهم عن أضدادها ولهذا قال:
بل هدايته عليه الصلاة والسلام من جنس هداية إخوانه, أولي العزم من المرسلين, أعلى أنواع الهدايات وأكملها, وأتمها وهي هداية الرسالة التامة الكاملة, ولهذا قال: " وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ " أي: ربي وربكم ورب جميع الخلق, بأنواع التربية, الذي من أعظم تربيته, أن أرسل إلى عباده رسلا, تأمرهم بالأعمال الصالحة, والأخلاق الفاضلة, والعقائد الحسنة وتنهاهم عن أضدادها ولهذا قال:
" أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ " أي: وظيفتي تبليغكم, ببيان توحيده, وأوامره, ونواهيه, على وجه النصيحة لكم, والشفقة عليكم.
" وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " فالذي يتعين أن تطيعوني وتنقادوا لأمري إن كنتم تعلمون.
" وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " فالذي يتعين أن تطيعوني وتنقادوا لأمري إن كنتم تعلمون.
أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ↓
" أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ " أي: كيف تعجبون من حالة لا ينبغي العجب منها, وهو: أن جاءكم التذكير والموعظة والنصيحة, على يد رجل منكم, تعرفون حقيقته وصدقه وحاله؟!! فهذه الحال من عناية اللّه بكم وبره وإحسانه الذي يتلقى بالقبول والشكر.
وقوله: " لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " أي لينذركم العذاب الأليم, وتفعلوا الأسباب المنجية من استعمال تقوى اللّه, ظاهرا وباطنا, وبذلك تحصل عليهم وتنزل رحمة اللّه الواسعة.
وقوله: " لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " أي لينذركم العذاب الأليم, وتفعلوا الأسباب المنجية من استعمال تقوى اللّه, ظاهرا وباطنا, وبذلك تحصل عليهم وتنزل رحمة اللّه الواسعة.
فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا عَمِينَ ↓
فلم يفد فيهم, ولا نجح " فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ " أي: السفينة التي أمر اللّه نوحا عليه السلام بصنعها, وأوحى إليه أن يحمل من كل صنف من الحيوانات, زوجين اثنين وأهله, ومن آمن معه, فحملهم فيها ونجاهم اللّه بها.
" وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ " عن الهدى, أبصروا الحق, وأراهم اللّه - على يد نوح - من الآيات البينات, ما به يؤمن أولوا الألباب, فسخروا منه, واستهتروا به, وكفروا.
" وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ " عن الهدى, أبصروا الحق, وأراهم اللّه - على يد نوح - من الآيات البينات, ما به يؤمن أولوا الألباب, فسخروا منه, واستهتروا به, وكفروا.
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ↓
أي: أرسلنا " وَإِلَى عَادٍ " الأولى, الذين كانوا في أرض اليمن.
" أَخَاهُمْ " في النسب " هُودًا " عليه السلام, يدعوهم إلى التوحيد, وينهاهم عن الشرك والطغيان في الأرض.
" قَالَ " لهم: " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ " سخطه وعذابه, إن أقمتم على ما أنتم عليه, فلم يستجيبوا ولا انقادوا.
" أَخَاهُمْ " في النسب " هُودًا " عليه السلام, يدعوهم إلى التوحيد, وينهاهم عن الشرك والطغيان في الأرض.
" قَالَ " لهم: " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ " سخطه وعذابه, إن أقمتم على ما أنتم عليه, فلم يستجيبوا ولا انقادوا.
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ↓
" قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ " رادين لدعوته, قادحين في رأيه.
" إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " أي: ما نراك إلا سفيها غير رشيد.
ويغلب على ظننا, أنك من جملة الكاذبين.
وقد انقلبت عليهم الحقيقة, واستحكم عماهم, حيث ذموا نبيهم, عليه السلام, بما هم متصفون به, وهو أبعد الناس عنه, فإنهم السفهاء حقا, الكاذبون.
وأي: سفه أعظم ممن قابل أحق الحق, بالرد والإنكار, وتكبر عن الانقياد للمرشدين والنصحاء, وانقاد قلبه وقالبه, لكل شيطان مريد, ووضع العبادة في غير موضعها, فعبد من لا يغني عنه شيئا من الأشجار, والأحجار؟!! وأي: كذب, أبلغ من كذب, من نسب هذه الأمور إلى اللّه تعالى؟!!
" إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " أي: ما نراك إلا سفيها غير رشيد.
ويغلب على ظننا, أنك من جملة الكاذبين.
وقد انقلبت عليهم الحقيقة, واستحكم عماهم, حيث ذموا نبيهم, عليه السلام, بما هم متصفون به, وهو أبعد الناس عنه, فإنهم السفهاء حقا, الكاذبون.
وأي: سفه أعظم ممن قابل أحق الحق, بالرد والإنكار, وتكبر عن الانقياد للمرشدين والنصحاء, وانقاد قلبه وقالبه, لكل شيطان مريد, ووضع العبادة في غير موضعها, فعبد من لا يغني عنه شيئا من الأشجار, والأحجار؟!! وأي: كذب, أبلغ من كذب, من نسب هذه الأمور إلى اللّه تعالى؟!!
" قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ " بوجه من الوجوه, بل هو الرسول, المرشد الرشيد.
" وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
" وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
" أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ " .
فالواجب عليكم أن تتلقوا ذلك بالقبول والانقياد, وطاعة رب العباد.
فالواجب عليكم أن تتلقوا ذلك بالقبول والانقياد, وطاعة رب العباد.
أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ↓
" أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ " أي كيف تعجبون من أمر, لا يتعجب منه, وهو أن اللّه أرسل إليكم, رجلا منكم تعرفون أمره, يذكركم بما فيه مصالحكم, ويحثكم على ما فيه النفع لكم, فتعجبتم من ذلك تعجب المنكرين.
" وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ " أي: واحمدوا ربكم واشكروه, إذ مكن لكم في الأرض, وجعلكم تخلفون الأمم الهالكة, الذين كذبوا الرسل, فأهلكهم اللّه وأبقاكم, لينظر كيف تعملون.
واحذروا أن تقيموا على التكذيب, كما أقاموا, فيصيبكم ما أصابهم.
اذكروا نعمة اللّه عليكم التي خصكم بها وهي أن " وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً " في القوة, وكبر الأجسام, وشدة البطش.
" فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ " أي: نعمه الواسعة, وأياديه المتكررة.
" لَعَلَّكُمْ " إذا ذكرتموها بشكرها, وأداء حقها " تُفْلِحُونَ " أي: تفوزون بالمطلوب, وتنجون من المرهوب.
فوعظهم, وذكرهم, وأمرهم بالتوحيد, وذكر لهم وصف نفسه, وأنه ناصح أمين.
وحذرهم أن يأخذهم اللّه كما أخذ من قبلهم, وذكرهم, نعم اللّه عليهم وإدرار الأرزاق إليهم, فلم ينقادوا, ولا استجابوا.
" وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ " أي: واحمدوا ربكم واشكروه, إذ مكن لكم في الأرض, وجعلكم تخلفون الأمم الهالكة, الذين كذبوا الرسل, فأهلكهم اللّه وأبقاكم, لينظر كيف تعملون.
واحذروا أن تقيموا على التكذيب, كما أقاموا, فيصيبكم ما أصابهم.
اذكروا نعمة اللّه عليكم التي خصكم بها وهي أن " وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً " في القوة, وكبر الأجسام, وشدة البطش.
" فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ " أي: نعمه الواسعة, وأياديه المتكررة.
" لَعَلَّكُمْ " إذا ذكرتموها بشكرها, وأداء حقها " تُفْلِحُونَ " أي: تفوزون بالمطلوب, وتنجون من المرهوب.
فوعظهم, وذكرهم, وأمرهم بالتوحيد, وذكر لهم وصف نفسه, وأنه ناصح أمين.
وحذرهم أن يأخذهم اللّه كما أخذ من قبلهم, وذكرهم, نعم اللّه عليهم وإدرار الأرزاق إليهم, فلم ينقادوا, ولا استجابوا.
قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ↓
" قَالُوا " متعجبين من دعوته, ومخبرين له أنهم من الحال أن يطيعوه.
" أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا " .
قبحهم اللّه, جعلوا الأمر الذي هو أوجب الواجبات, وأكمل الأمور من الأمور التي يعارضون بها, ما وجدوا عليه آباءهم فقدموا ما عليه الآباء الضالون, من الشرك, وعبادة الأصنام, على ما دعت إليه الرسل, من توحيد اللّه وحده لا شريك له, وكذبوا نبيهم, وقالوا: " فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " وهذا الاستفتاح منهم على أنفسهم.
" أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا " .
قبحهم اللّه, جعلوا الأمر الذي هو أوجب الواجبات, وأكمل الأمور من الأمور التي يعارضون بها, ما وجدوا عليه آباءهم فقدموا ما عليه الآباء الضالون, من الشرك, وعبادة الأصنام, على ما دعت إليه الرسل, من توحيد اللّه وحده لا شريك له, وكذبوا نبيهم, وقالوا: " فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " وهذا الاستفتاح منهم على أنفسهم.
قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ↓
" قَالَ " لهم هود عليه السلام: " قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ " أي: لا بد من وقوعه, فإنه قد انعقدت أسبابه, وحان وقت الهلاك.
" أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ " أي: كيف تجادلون على أمور, لا حقائق لها, وعلى أصنام سميتوها آلهة, وهي لا شيء من الإلهية فيها, ولا مثقال ذرة و " مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ " فإنها لو كانت صحيحة, لأنزل اللّه بها سلطانا.
فعدم إنزاله له, دليل على بطلانها, فإنه ما من مطلوب ومقصود وخصوصا الأمور الكبار - إلا وقد بين اللّه فيها من الحجج, ما يدل عليها, ومن السلطان, ما لا تخفى معه.
" فَانْتَظِرُوا " ما يقع بكم من العقاب, الذي وعدتكم به " إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ " وفرق بين الانتظارين, انتظار من يخشى وقوع العقاب, ومن يرجو من اللّه النصر والثواب, ولهذا فتح اللّه بين الفريقين فقال:
" أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ " أي: كيف تجادلون على أمور, لا حقائق لها, وعلى أصنام سميتوها آلهة, وهي لا شيء من الإلهية فيها, ولا مثقال ذرة و " مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ " فإنها لو كانت صحيحة, لأنزل اللّه بها سلطانا.
فعدم إنزاله له, دليل على بطلانها, فإنه ما من مطلوب ومقصود وخصوصا الأمور الكبار - إلا وقد بين اللّه فيها من الحجج, ما يدل عليها, ومن السلطان, ما لا تخفى معه.
" فَانْتَظِرُوا " ما يقع بكم من العقاب, الذي وعدتكم به " إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ " وفرق بين الانتظارين, انتظار من يخشى وقوع العقاب, ومن يرجو من اللّه النصر والثواب, ولهذا فتح اللّه بين الفريقين فقال:
فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ↓
" فَأَنْجَيْنَاهُ " أي: هودا " وَالَّذِينَ " آمنوا " مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا " فإنه الذي هداهم للإيمان, وجعل إيمانهم سببا ينالون به رحمته فأنجاهم برحمته.
" وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا " أي: استأصلناهم بالعذاب الشديد الذي لم يبق منهم أحدا, وسلط اللّه عليهم الريح العقيم, ما تذر من شيء أتت عليه, إلا جعلته كالرميم.
فأهلكوا فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم فانظر كيف كان عاقبة المنذرين الذين أقيمت عليهم الحجج, فلم ينقادوا لها, وأمروا بالإيمان, فلم يؤمنوا فكان عاقبتهم الهلاك, والخزي, والفضيحة.
" وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ " .
وقال هنا " وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ " بوجه من الوجوه, بل وصفهم التكذيب والعناد, ونعتهم, الكبر والفساد.
" وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا " أي: استأصلناهم بالعذاب الشديد الذي لم يبق منهم أحدا, وسلط اللّه عليهم الريح العقيم, ما تذر من شيء أتت عليه, إلا جعلته كالرميم.
فأهلكوا فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم فانظر كيف كان عاقبة المنذرين الذين أقيمت عليهم الحجج, فلم ينقادوا لها, وأمروا بالإيمان, فلم يؤمنوا فكان عاقبتهم الهلاك, والخزي, والفضيحة.
" وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ " .
وقال هنا " وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ " بوجه من الوجوه, بل وصفهم التكذيب والعناد, ونعتهم, الكبر والفساد.
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ↓
أي وأرسلنا " وَإِلَى ثَمُودَ " القبيلة المعروفة الذين كانوا يسكنون الحجر وما حوله, من أرض الحجاز, وجزيرة العرب.
أرسل اللّه إليهم " أَخَاهُمْ صَالِحًا " نبيا يدعوهم, إلى الإيمان والتوحيد وينهاهم عن الشرك والتنديد.
" قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " دعوته عليه الصلاة والسلام من جنس دعوة إخوانه من المرسلين - الأمر بعبادة اللّه, وبيان أنه ليس للعباد, إله غير اللّه.
" قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ " أي خارق من خوارق العادات, التي لا تكون إلا آية سماوية, لا يقدر الناس عليها.
ثم فسرها بقوله " هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " أي: هذه ناقة شريفة فاضلة لإضافتها إلى اللّه تعالى, إضافة تشريف, لكم فيها آية عظيمة.
وقد ذكر وجه الآية في قوله " لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ " .
وكان عندهم بئر كبيرة, وهي المعروفة ببئر الناقة, يتناوبونها, هم والناقة.
للناقة يوم تشربها, ويشربون اللبن من ضرعها, ولهم يوم, يردونها, وتصدر الناقة عنهم.
وقال لهم نبيهم صالح عليه السلام " فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ " فلا عليكم من مئونتها شيء.
" وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ " أي: بعقر أو غيره, " فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " .
أرسل اللّه إليهم " أَخَاهُمْ صَالِحًا " نبيا يدعوهم, إلى الإيمان والتوحيد وينهاهم عن الشرك والتنديد.
" قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " دعوته عليه الصلاة والسلام من جنس دعوة إخوانه من المرسلين - الأمر بعبادة اللّه, وبيان أنه ليس للعباد, إله غير اللّه.
" قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ " أي خارق من خوارق العادات, التي لا تكون إلا آية سماوية, لا يقدر الناس عليها.
ثم فسرها بقوله " هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " أي: هذه ناقة شريفة فاضلة لإضافتها إلى اللّه تعالى, إضافة تشريف, لكم فيها آية عظيمة.
وقد ذكر وجه الآية في قوله " لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ " .
وكان عندهم بئر كبيرة, وهي المعروفة ببئر الناقة, يتناوبونها, هم والناقة.
للناقة يوم تشربها, ويشربون اللبن من ضرعها, ولهم يوم, يردونها, وتصدر الناقة عنهم.
وقال لهم نبيهم صالح عليه السلام " فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ " فلا عليكم من مئونتها شيء.
" وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ " أي: بعقر أو غيره, " فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " .
وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ↓
" وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ " في الأرض تتمتعون بها وتدركون مطالبكم " مِنْ بَعْدِ عَادٍ " الذين أهلكهم اللّه, وجعلكم خلفاء من بعدهم.
" وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ " أي: مكن لكم فيها, وسهل لكم الأسباب الموصلة إلى ما تريدون وتبتغون.
" تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا " أي: من الأراضي السهلة, التي ليست بجبال.
" وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا " كما هو مشاهد إلى الآن, من آثارهم التي في الجبال, من المساكن والحجر ونحوها, وهي باقية, ما بقيت الجبال.
" فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ " أي: نعمه, وما خولكم من الفضل والرزق والقوة.
" وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " أي: لا تخربوا في الأرض, بالفساد والمعاصي, فإن المعاصي, تدع الديار العامرة, بلاقع وقد أخلت ديارهم منهم, وأبقيت مساكنهم, موحشة بعدهم.
" وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ " أي: مكن لكم فيها, وسهل لكم الأسباب الموصلة إلى ما تريدون وتبتغون.
" تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا " أي: من الأراضي السهلة, التي ليست بجبال.
" وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا " كما هو مشاهد إلى الآن, من آثارهم التي في الجبال, من المساكن والحجر ونحوها, وهي باقية, ما بقيت الجبال.
" فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ " أي: نعمه, وما خولكم من الفضل والرزق والقوة.
" وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " أي: لا تخربوا في الأرض, بالفساد والمعاصي, فإن المعاصي, تدع الديار العامرة, بلاقع وقد أخلت ديارهم منهم, وأبقيت مساكنهم, موحشة بعدهم.
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ↓
" قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ " أي: الرؤساء والأشراف, الذين تكبروا عن الحق.
" لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا " ولما كان المستضعفون, ليسوا كلهم مؤمنين, قالوا: " لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ " .
أي: أهو صادق أم كاذب؟.
فقال المستضعفون: " إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ " من توحيد اللّه, والخبر عنه, وأمره ونهيه.
" لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا " ولما كان المستضعفون, ليسوا كلهم مؤمنين, قالوا: " لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ " .
أي: أهو صادق أم كاذب؟.
فقال المستضعفون: " إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ " من توحيد اللّه, والخبر عنه, وأمره ونهيه.
" قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ " حملهم الكبر على أن لا ينقادوا للحق, الذي انقاد له الضعفاء.
فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ↓
" فَعَقَرُوا النَّاقَةَ " التي توعدهم إن مسوها بسوء, أن يصيبهم عذاب أليم.
" وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ " أي: قسوا عنه, واستكبروا عن أمره الذي من عتا عنه, أذاقه العذاب الشديد.
لا جرم, أحل اللّه بهم من النكال, ما لم يحل بغيرهم.
" وَقَالُوا " مع هذه الأفعال, متجرئين, على اللّه, معجزين له, غير مبالين بما فعلوا, بل مفتخرين بها: " يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا " من العذاب " إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " .
فقال: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب.
" وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ " أي: قسوا عنه, واستكبروا عن أمره الذي من عتا عنه, أذاقه العذاب الشديد.
لا جرم, أحل اللّه بهم من النكال, ما لم يحل بغيرهم.
" وَقَالُوا " مع هذه الأفعال, متجرئين, على اللّه, معجزين له, غير مبالين بما فعلوا, بل مفتخرين بها: " يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا " من العذاب " إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " .
فقال: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب.
" فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ " على ركبهم, قد أبادهم اللّه, وقطع دابرهم.
فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ↓
" فَتَوَلَّى عَنْهُمْ " صالح عليه السلام, حين أحل اللّه بهم العذاب.
" وَقَالَ " مخاطبا لهم, توبيخا وعتابا, بعد ما أهلكهم اللّه: " يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ " أي: جميع ما أرسلني اللّه به إليكم, قد أبلغتكم به, وحرصت على هدايتكم, واجتهدت في سلوككم الصراط المستقم, والدين القويم.
" وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ " بل رددتم قول النصحاء, وأطعتم كل شيطان رجيم.
واعلم أن كثيرا من المفسرين يذكرون في هذه القصة, أن الناقة قد خرجت من صخرة صماء ملساء, اقترحوها على صالح, وأنها تمخضت تمخض الحامل, فخرجت الناقة, وهم ينظرون, وأن لها فصيلا حين عقروها, رغى ثلاث رغيات, وانفلق له الجبل, ودخل فيه.
وأن صالحا عليه السلام قال لهم: آية نزول العذاب بكم, أن تصبحوا في اليوم الأول من الأيام الثلاثة ووجوهكم مصفرة, واليوم الثاني: محمرة, والثالث: مسودة.
فكان كما قال.
هذا من الإسرائيليات التي لا ينبغي نقلها في تفسير كتاب اللّه, وليس في القرآن ما يدل على شيء منها, بوجه من الوجوه.
بل لو كانت صحيحة, لذكرها اللّه تعالى, لأن فيها من العجائب والعبر والآيات, ما لا يهمله تعالى, ويدع ذكره, حتى يأتي من طريق من لا يوثق بنقله.
بل القرآن يكذب بعض هذه المذكورات, فإن صالحا قال لهم " تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " أي: تنعموا وتلذذوا بهذا الوقت القصير جدا, فإنه ليس لكم من المتاع واللذة, سوى هذا.
وأي لذة وتمتع, لمن وعدهم نبيهم وقوع العذاب, وذكر لهم وقوع مقدماته, فوقعت يوما فيوما, على وجه يعمهم ويشملهم لأن أحمرار وجوههم واصفرارها واسودادها من العذاب.
هل هذا إلا مناقض للقرآن, ومضاد له؟!!.
فالقرآن, فيه الكفاية والهداية, عن ما سواه.
نعم لو صح شيء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم, مما لا يناقض كتاب اللّه, فعلى الرأس والعين, وهو مما أمر القرآن باتباعه.
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " .
وقد تقدم أنه لا يجوز تفسير كتاب اللّه بالأخبار الإسرائيلية, ولو على تجويز الرواية عنهم, بالأمور التي لا يجزم بكذبها, فإن معاني كتاب اللّه, يقينية, وتلك أمور, لا تصدق ولا تكذب, فلا يمكن اتفاقهما.
" وَقَالَ " مخاطبا لهم, توبيخا وعتابا, بعد ما أهلكهم اللّه: " يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ " أي: جميع ما أرسلني اللّه به إليكم, قد أبلغتكم به, وحرصت على هدايتكم, واجتهدت في سلوككم الصراط المستقم, والدين القويم.
" وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ " بل رددتم قول النصحاء, وأطعتم كل شيطان رجيم.
واعلم أن كثيرا من المفسرين يذكرون في هذه القصة, أن الناقة قد خرجت من صخرة صماء ملساء, اقترحوها على صالح, وأنها تمخضت تمخض الحامل, فخرجت الناقة, وهم ينظرون, وأن لها فصيلا حين عقروها, رغى ثلاث رغيات, وانفلق له الجبل, ودخل فيه.
وأن صالحا عليه السلام قال لهم: آية نزول العذاب بكم, أن تصبحوا في اليوم الأول من الأيام الثلاثة ووجوهكم مصفرة, واليوم الثاني: محمرة, والثالث: مسودة.
فكان كما قال.
هذا من الإسرائيليات التي لا ينبغي نقلها في تفسير كتاب اللّه, وليس في القرآن ما يدل على شيء منها, بوجه من الوجوه.
بل لو كانت صحيحة, لذكرها اللّه تعالى, لأن فيها من العجائب والعبر والآيات, ما لا يهمله تعالى, ويدع ذكره, حتى يأتي من طريق من لا يوثق بنقله.
بل القرآن يكذب بعض هذه المذكورات, فإن صالحا قال لهم " تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " أي: تنعموا وتلذذوا بهذا الوقت القصير جدا, فإنه ليس لكم من المتاع واللذة, سوى هذا.
وأي لذة وتمتع, لمن وعدهم نبيهم وقوع العذاب, وذكر لهم وقوع مقدماته, فوقعت يوما فيوما, على وجه يعمهم ويشملهم لأن أحمرار وجوههم واصفرارها واسودادها من العذاب.
هل هذا إلا مناقض للقرآن, ومضاد له؟!!.
فالقرآن, فيه الكفاية والهداية, عن ما سواه.
نعم لو صح شيء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم, مما لا يناقض كتاب اللّه, فعلى الرأس والعين, وهو مما أمر القرآن باتباعه.
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " .
وقد تقدم أنه لا يجوز تفسير كتاب اللّه بالأخبار الإسرائيلية, ولو على تجويز الرواية عنهم, بالأمور التي لا يجزم بكذبها, فإن معاني كتاب اللّه, يقينية, وتلك أمور, لا تصدق ولا تكذب, فلا يمكن اتفاقهما.
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ↓
أي: واذكر عبدنا " وَلُوطًا " عليه الصلاة والسلام, إذ أرسلناه إلى قومه, يأمرهم بعبادة اللّه وحده, وينهاهم عن الفاحشة, التي ما سبقهم بها أحد من العالمين.
" أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ " أي: الخصلة التي بلغت - في الظلم والشناعة - إلى أن استغرقت أنواع الفحش.
" مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ " فكونها فاحشة من أشنع الأشياء, وكونهم ابتدعوها, وابتكروها, وسنوها لمن بعدهم, من أشنع ما يكون أيضا.
" أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ " أي: الخصلة التي بلغت - في الظلم والشناعة - إلى أن استغرقت أنواع الفحش.
" مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ " فكونها فاحشة من أشنع الأشياء, وكونهم ابتدعوها, وابتكروها, وسنوها لمن بعدهم, من أشنع ما يكون أيضا.
ثم بينها بقوله: " إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ " أي: كيف تذرون النساء, التي خلقهن اللّه لكم, وفيهن المستمتع الموافق للشهوة والفطرة, وتقبلون على أدبار الرجال, التي هي غاية ما يكون في الشناعة والخبث, وهي تخرج منه الأنتان والأخباث, التي يستحيي من ذكرها فضلا عن ملامستها وقربها.
" بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ " أي: متجاوزون لما حده اللّه متجرئون على محارمه.
" بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ " أي: متجاوزون لما حده اللّه متجرئون على محارمه.
وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ↑
" وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " أي: يتنزهون عن فعل الفاحشة.
" وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " .
" وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " .
" فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ " أي: الباقين المعذبين.
أمره اللّه أن يسري بأهله ليلا, فإن العذاب مصبح قومه.
فسرى بهم, إلا امرأته أصابها ما أصابهم.
أمره اللّه أن يسري بأهله ليلا, فإن العذاب مصبح قومه.
فسرى بهم, إلا امرأته أصابها ما أصابهم.
" وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا " أي: حجارة حارة شديدة, من سجيل, وجعل اللّه عاليها سافلها.
" فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ " الهلاك والخزي الدائم.
" فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ " الهلاك والخزي الدائم.
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ↓
أي: وأرسلنا " وَإِلَى مَدْيَنَ " القبيلة المعروفة " أَخَاهُمْ " في النسب " شُعَيْبًا " يدعوهم إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له, ويأمرهم بإيفاء المكيال والميزان: وأن لا يبخسوا الناس أشياءهم, وأن لا يعثوا في الأرض مفسدين, بالإكثار من عمل المعاصي.
ولهذا قال " وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " .
فإن ترك المعاصي, امتثالا لأمر اللّه, وتقربا إليه - خير, وأنفع للعبد, من ارتكابها الموجب لسخط الجبار, وعذاب النار.
ولهذا قال " وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " .
فإن ترك المعاصي, امتثالا لأمر اللّه, وتقربا إليه - خير, وأنفع للعبد, من ارتكابها الموجب لسخط الجبار, وعذاب النار.
وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ↓
" وَلَا تَقْعُدُوا " للناس " بِكُلِّ صِرَاطٍ " أي: طريق من الطرق, التي يكثر سلوكها, تحذرون الناس منها " تُوعَدُونَ " من سلوكها " وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " من أراد الاهتداء به " وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا " أي: تبغون سبيل اللّه تكون معوجة, وتميلونها, اتباعا لأهوائكم.
وقد كان الواجب عليكم وعلى غيركم, الاحترام والتعظيم, للسبيل التي نصبها اللّه لعباده, ليسلكوها إلى مرضاته, ودار كرامته, ورحمهم بها أعظم رحمة, وتصدون لنصرتها, والدعوة إليها, والذب عنها.
لا أن تكونوا أنتم قطاع طريقها, الصادين الناس عنها, فإن هذا كفر لنعمة اللّه, ومحادة للّه, وجعل أقوم الطرق وأعدلها, مائلة, وتشنعون على من سلكها.
" وَاذْكُرُوا " نعمة اللّه عليكم " إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ " أي: نماكم بما أنعم عليكم من الزوجات, والنسل, والصحة.
وأنه ما ابتلاكم بوباء أو أمراض من الأمراض المقللة لكم, ولا سلط عليكم عدوا يجتاحكم ولا فرقكم في الأرض.
بل أنعم عليكم, باجتماعكم.
وإدرار الأرزاق, وكثرة النسل.
" وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ " فإنكم لا تجدون في جموعهم إلا الشتات, ولا في ربوعهم, إلا الوحشة والانبتات.
ولم يورثوا ذكرا حسنا, بل أتبعوا في هذه الدنيا, لعنة, ويوم القيامة خزيا وفضيحة.
وقد كان الواجب عليكم وعلى غيركم, الاحترام والتعظيم, للسبيل التي نصبها اللّه لعباده, ليسلكوها إلى مرضاته, ودار كرامته, ورحمهم بها أعظم رحمة, وتصدون لنصرتها, والدعوة إليها, والذب عنها.
لا أن تكونوا أنتم قطاع طريقها, الصادين الناس عنها, فإن هذا كفر لنعمة اللّه, ومحادة للّه, وجعل أقوم الطرق وأعدلها, مائلة, وتشنعون على من سلكها.
" وَاذْكُرُوا " نعمة اللّه عليكم " إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ " أي: نماكم بما أنعم عليكم من الزوجات, والنسل, والصحة.
وأنه ما ابتلاكم بوباء أو أمراض من الأمراض المقللة لكم, ولا سلط عليكم عدوا يجتاحكم ولا فرقكم في الأرض.
بل أنعم عليكم, باجتماعكم.
وإدرار الأرزاق, وكثرة النسل.
" وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ " فإنكم لا تجدون في جموعهم إلا الشتات, ولا في ربوعهم, إلا الوحشة والانبتات.
ولم يورثوا ذكرا حسنا, بل أتبعوا في هذه الدنيا, لعنة, ويوم القيامة خزيا وفضيحة.
وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ↓
" وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا " وهم الجمهور منهم.
" فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ " فينصر المحق, ويوقع العقوبة على المبطل.
" فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ " فينصر المحق, ويوقع العقوبة على المبطل.
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ↓
" قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ " وهم الأشراف, والكبراء منهم, الذين اتبعوا أهواءهم, ولهوا بلذاتهم.
فلما أتاهم الحق, ورأوه غير موافق لأهوائهم الرديئة, ردوه, واستكبروا عنه.
فقالوا لنبيهم شعيب, ومن معه من المؤمنين المستضعفين: " لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا " .
استعملوا قوتهم السبعية, في مقابلة الحق, ولم يراعوا دينا, ولا ذمة, ولا حقا.
وإنما راعوا, واتبعوا آهواءهم, وعقولهم السفيهة, التي دلتهم على هذا القول الفاسد.
فقالوا: إما أن ترجع أنت ومن معك إلى ديننا أو لنخرجنكم من قريتنا.
فـ " شعيب " عليه الصلاة والسلام, كان يدعوهم, طامعا في إيمانهم, والآن لم يسلم, حتى توعدوه إن لم يتابعهم - بالجلاء عن وطنه, الذي هو ومن معه أحق به منهم.
" قَالَ " لهم شعيب عليه الصلاة والسلام متعجبا من قولهم: " أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ " أي: أنتابعكم على دينكم وملتكم الباطلة, ولو كنا كارهين لها لعلمنا ببطلانها, فإنما يدعى إليها, من له نوع رغبة فيها.
أما من يعلن بالنهي عنها, والتشنيع على من اتبعها فكيف يدعى إليها؟!!
فلما أتاهم الحق, ورأوه غير موافق لأهوائهم الرديئة, ردوه, واستكبروا عنه.
فقالوا لنبيهم شعيب, ومن معه من المؤمنين المستضعفين: " لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا " .
استعملوا قوتهم السبعية, في مقابلة الحق, ولم يراعوا دينا, ولا ذمة, ولا حقا.
وإنما راعوا, واتبعوا آهواءهم, وعقولهم السفيهة, التي دلتهم على هذا القول الفاسد.
فقالوا: إما أن ترجع أنت ومن معك إلى ديننا أو لنخرجنكم من قريتنا.
فـ " شعيب " عليه الصلاة والسلام, كان يدعوهم, طامعا في إيمانهم, والآن لم يسلم, حتى توعدوه إن لم يتابعهم - بالجلاء عن وطنه, الذي هو ومن معه أحق به منهم.
" قَالَ " لهم شعيب عليه الصلاة والسلام متعجبا من قولهم: " أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ " أي: أنتابعكم على دينكم وملتكم الباطلة, ولو كنا كارهين لها لعلمنا ببطلانها, فإنما يدعى إليها, من له نوع رغبة فيها.
أما من يعلن بالنهي عنها, والتشنيع على من اتبعها فكيف يدعى إليها؟!!
قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ↓
" قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا " أي: اشهدوا علينا, أننا إن عدنا إليها بعد ما نجانا اللّه منها, وأنقذنا من شرها, أننا كاذبون مفترون على اللّه الكذب.
فإننا نعلم, أنه لا أعظم افتراء, ممن جعل للّه شريكا, وهو الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا, ولا شريكا في الملك.
" وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا " أي: يمتنع على مثلنا أن نعود فيها فإن هذا من المحال.
فآيسهم عليه الصلاة والسلام, من كونه يوافقهم, من وجوه متعددة.
من جهة أنهم كارهون لها, مبغضون لما هم عليه من الشرك.
ومن جهة أنه جعل ما هم عليه كذبا, وأشهدهم أنه إن اتبعهم ومن معه, فإنهم كاذبون.
ومنها: اعترافهم بمنة اللّه عليهم إذ أنقذهم اللّه منها.
ومنها: أن عودتهم فيها - بعد ما هداهم اللّه - من المحالات, بالنظر إلى حالتهم الراهنة, وما في قلوبهم من تعظيم اللّه تعالى, والاعتراف له بالعبودية, وأنه الإله وحده, الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده, لا شريك له, وأن آلهة المشركين, أبطل الباطل, وأمحل المحال.
وحيث أن اللّه منَّ عليهم, بعقول يعرفون بها الحق والباطل, والهدى والضلال.
وأما من حيث النظر إلى مشيئة اللّه, وإرادته النافذة في خلقه, التي لا خروج لأحد عنها, ولو تواترت الأسباب, وتوافقت القوى, فإنهم لا يحكمون على أنفسهم أنهم سيفعلون شيئا أو يتركونه.
ولهذا استثنى " وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا " أي: فلا يمكننا ولا غيرنا, الخروج عن مشيئته, التابعة لعلمه وحكمته.
وقد " وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " فيعلم ما يصلح للعباد وما يدبرهم عليه.
" عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا " أي: اعتمدنا أنه سيثبتنا على الصراط المستقيم, وأن يعصمنا من جميع طرق الجحيم, فإن من توكل على اللّه, كفاه, ويسر له أمر دينه ودنياه.
" رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ " أي: انصر المظلوم, وصاحب الحق, على الظالم المعاند للحق " وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ " وفتحه تعالى لعباده, نوعان.
فتح العلم, بتبيين الحق من الباطل, والهدى من الضلال, ومن هو المستقيم على الصراط, ممن هو منحرف عنه.
والنوع الثاني: فتحه بالجزاء وإيقاع العقوبة على الظالمين, والنجاة والإكرام للصالحين.
فسألوا اللّه أن يفتح بينهم وبين قومهم, بالحق والعدل, وأن يريهم من آياته وعبره, ما يكون فاصلا بين الفريقين.
فإننا نعلم, أنه لا أعظم افتراء, ممن جعل للّه شريكا, وهو الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا, ولا شريكا في الملك.
" وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا " أي: يمتنع على مثلنا أن نعود فيها فإن هذا من المحال.
فآيسهم عليه الصلاة والسلام, من كونه يوافقهم, من وجوه متعددة.
من جهة أنهم كارهون لها, مبغضون لما هم عليه من الشرك.
ومن جهة أنه جعل ما هم عليه كذبا, وأشهدهم أنه إن اتبعهم ومن معه, فإنهم كاذبون.
ومنها: اعترافهم بمنة اللّه عليهم إذ أنقذهم اللّه منها.
ومنها: أن عودتهم فيها - بعد ما هداهم اللّه - من المحالات, بالنظر إلى حالتهم الراهنة, وما في قلوبهم من تعظيم اللّه تعالى, والاعتراف له بالعبودية, وأنه الإله وحده, الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده, لا شريك له, وأن آلهة المشركين, أبطل الباطل, وأمحل المحال.
وحيث أن اللّه منَّ عليهم, بعقول يعرفون بها الحق والباطل, والهدى والضلال.
وأما من حيث النظر إلى مشيئة اللّه, وإرادته النافذة في خلقه, التي لا خروج لأحد عنها, ولو تواترت الأسباب, وتوافقت القوى, فإنهم لا يحكمون على أنفسهم أنهم سيفعلون شيئا أو يتركونه.
ولهذا استثنى " وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا " أي: فلا يمكننا ولا غيرنا, الخروج عن مشيئته, التابعة لعلمه وحكمته.
وقد " وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " فيعلم ما يصلح للعباد وما يدبرهم عليه.
" عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا " أي: اعتمدنا أنه سيثبتنا على الصراط المستقيم, وأن يعصمنا من جميع طرق الجحيم, فإن من توكل على اللّه, كفاه, ويسر له أمر دينه ودنياه.
" رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ " أي: انصر المظلوم, وصاحب الحق, على الظالم المعاند للحق " وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ " وفتحه تعالى لعباده, نوعان.
فتح العلم, بتبيين الحق من الباطل, والهدى من الضلال, ومن هو المستقيم على الصراط, ممن هو منحرف عنه.
والنوع الثاني: فتحه بالجزاء وإيقاع العقوبة على الظالمين, والنجاة والإكرام للصالحين.
فسألوا اللّه أن يفتح بينهم وبين قومهم, بالحق والعدل, وأن يريهم من آياته وعبره, ما يكون فاصلا بين الفريقين.
وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ ↓
" وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ " محذرين عن اتباع شعيب.
" لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ " هذا ما سولت لهم أنفسهم أن الخسارة والشقاء, في اتباع الرشد والهدى.
ولم يدروا أن الخسارة كل الخسارة, في لزوم ما هم عليه من الضلال والإضلال, وقد علموا ذلك حين وقع بهم النكال.
" لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ " هذا ما سولت لهم أنفسهم أن الخسارة والشقاء, في اتباع الرشد والهدى.
ولم يدروا أن الخسارة كل الخسارة, في لزوم ما هم عليه من الضلال والإضلال, وقد علموا ذلك حين وقع بهم النكال.