إذا قامت القيامة,
ليس لقيامها أحد يكذب به,
هي خافضة لأعداء الله في النار, رافعة لأوليائه في الجنة.
إذا حركت الأرض تحريكا شديدا,
وفتتت الجبال تفتيتا دقيقا,
فصارت غبارا متطايرا في الجو قد ذرته الريح.
وكنتم- أيها الخلق- أصنافا ثلاثة:
فأصحاب اليمين, أهل المنزلة العالية, ما أعظم مكانتهم !!
وأصحاب الشمال, أهل المنزلة الدنيئة, ما أسوأ حالهم !!
والسابقون إلى الخيرات في الدنيا هم السابقون إلى الدرجات في الآخرة,
أولئك هم المقربون عند الله,
يدخلهم ربهم في جنات النعيم.
يدخلها جماعة كثيرة من صدر هذه الأمة, وغيرهم من الأمم الأخرى,
وقليل من أخر هذه الأمة
على سرر منسوجة بالذهب,
متكئين عليها يقابل بعضهم بعضا.
يطوف عليهم لخدمتهم غلمان لا يهرمون ولا يموتون,
بأقدار وأباريق وكأس من عين خمر جارية في الجنة,
لا تصدع منها رؤسهم, ولا تذهب بعقولهم.
ويطوف عليهم الغلمان بما يتخيرون من الفواكه,
وبلحم طير مما ترغب فيه نفوسهم.
ولهم نساء ذوات عيون واسعة,
كأمثال اللؤلؤ المصون في أصدافه صفاء وجمالا.
جزاء لهم بما كانوا يعملون من الصالحات في الدنيا.
لا يسمعون في الجنة باطلا ولا ما يتأثمون بسماعه,
إلا قولا سالما من هذه العيوب, وتسليم بعضهم على بعض.
وأصحاب اليمين, ما أعظم مكانتهم
وجزاءهم هم في سدر لا شوك فيه,
وموز متراكب بعضه على بعض,
وظل دائم لا يزول,